موارنة الممانعة… “سرايا مقاومة” نيابية
كتب جان الفغالي لـ”هنا لبنان”:
فريد هيكل الخازن ، طوني سليمان فرنجية، وليام جبران طوق، جبران باسيل، آلان عون، إبراهيم كنعان، جيمي جبور، سليم عون، سيزار أبي خليل، سيمون أبي رميا، ندى البستاني، شربل مارون، فريد البستاني.
مستقلان، مردة عدد واحد، وأحد عشر نائبًا مارونيًا من “تكتل لبنان القوي”، رأسمالهم ورقة بيضاء، بحسب “التعليمة” الآتية من حارة حريك، وهذه الأوراق تنضم إليها أوراق ثنائي حزب الله حركة أمل وبعض المستقلين.
قد تكون لنواب الثنائي ولحلفائهم أسبابهم في وضع ورقة بيضاء، ولكن ما حجة أو ذريعة النواب الموارنة الثلاثة عشر في أن تكون مرجعيتهم حارة حريك وليس بكركي؟ هل سمعوا ما قاله البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في عظته من الفاتيكان الأحد الفائت، والتي جاء فيها: “لا يستطيع المجلس النيابي مواصلة التلاعب والتأخير المتعمد في انتخاب رئيس للدولة يؤمن استمرارية الكيان والمحافظة على النظام”. فما هو المقصود؟ أعكس ذلك؟ أعدم فصل السلطات؟ أمحو الدور الفاعل المسيحي عامة والماروني خاصة؟ لماذا رئيس مجلس النواب ينتخب بجلسة واحدة وحال موعدها؟ ولماذا يتم تكليف رئيس الحكومة فور نهاية الاستشارات الملزمة؟ أهما أهم من رئيس الدولة؟ إكشفوا عن نواياكم يا معطلي جلسات انتخاب رئيس للدولة”.
إنها “مضبطة اتهام” في حق المعطِّلين وأصحاب الأوراق البيض ولا سيما منهم “موارنة الممانعة”.
لكن بعض هؤلاء، من تكتل لبنان القوي، يضعون الورقة البيضاء على مضض لئلا يختلفوا باكرًا مع رئيس التيار جبران باسيل، وفي المعلومات أن رئيس التيار يُحجِم عن تسمية أي ماروني من التيار، ليكون مرشحاً، لئلا يصبح هذا المرشح منافسًا له، وهذا ما يجعله يُقفل أي حوار يجري معه في هذا الخصوص. وفي المعلومات أيضًا أنه تم رصد أن أحد نواب التيار يلقى دعمًا من دوائر الفاتيكان، وهذا ما أثار ريبة رئيس التيار وجعله لا “يغامر” ويسمي أحدًا لئلا يتحوَّل إلى “فلتة شوط في السباق الرئاسي”.
بهذا المعنى تُصبِح صرخة البطريرك الراعي “صرخة في واد “، فملف انتخابات رئاسة الجمهورية ليس في بكركي بل في مكان آخر يعرف مكانه “سيِّد الصرح” ولهذا يُكثر من الإلحاح على رغم أنه يعرف أن حزب الله لديه “أجندته الرئاسية” التي لا تؤثر فيها أن إطالة أمَد الشغور الرئاسي من شأنه أن يضاعف من معاناة اللبنانيين، كل اللبنانيين، من دون استثناء.
ولإنعاش الذاكرة، فإن حزب الله فرض الشغور الرئاسي من أيار 2014 إلى تشرين الأول 2016، سنتان ونصف سنة ولم “يفك أسر” رئاسة الجمهورية إلا بعدما ضمَن انتخاب العماد عون رئيسًا للجمهورية، ولم يكن يملك “خطة باء” .
هل يعيد التاريخ نفسه اليوم، ويصر حزب الله على مرشحه؟ لم يمضِ على الشغور سوى شهر واحد، وهي مدة “قصيرة” قياسًا بالشغور السابق الذي استمر سنتين ونصف سنة، ولكن هل بإمكان اللبناني التحمل اليوم كما تحمل بين 2014 و2016؟ بالتأكيد لا، فهل ينفجر الفراغ في وجه الجميع؟
السؤال في عهدة “نواب الورقة البيضاء” ولا سيما منهم “موارنة الممانعة”، فماذا يقولون لناخبيهم، وبماذا يجيبون عن صرخة البطريرك الراعي؟
مواضيع مماثلة للكاتب:
هل سقطت معادلة “الشعب والجيش و… إيران”؟ | راقبوا الميدان… الحرب في بدايتها | لبنان أمام عشرة أسابيع حاسمة |