جعجع لـ « الأهرام »: مرشحنا ميشال معوّض ولن أنتخب جبران باسيل
أكد الدكتور سمير ِجعجع، رئيس حزب القوات اللبنانية، أن لبنان يعيش ظروفا صعبة على كل المستويات، وأن أى تفريط فى الشروط المطلوبة التى يجب أن تتوافر فى شخصية رئيس الجمهورية الجديد هو استمرار فى التدهور .
وقال جعجع فى حوار مع «الأهرام» إن مرشح القوات هو ميشال معوض، وهو من المرشحين الذين يحظون برضا وقبول إقليمى ودولى، ومن القلائل فى الوقت الحاضر الذين يستطيعون استعادة ثقة المجتمع العربى، خاصة المجتمع الخليجى والدولى فى لبنان، مشددا على رفضه التام وصول جبران باسيل أو «سليمان فرنجيه للمنصب مهما تكن التضحيات.
ووصف الدور المصرى فى لبنان بـ«المهم والمحورى»، وقال هذا شعور عام فى لبنان، مصر لا تتأخر عن مساعدة لبنان فى كل الأوقات كما حدث عند انفجار مرفأ بيروت وعند أزمة «كورونا»، وفى كل الظروف الطبيعية وغير الطبيعية.. وإلى نص الحوار ..
ما الذى يمنع انتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية ؟
واضح جدا وبسيط جدا ما يمنع انتخاب رئيس للجمهورية فى لبنان، وهو المقاطعة للجلسات التى دعا اليها رئيس المجلس النيابى لانتخاب رئيس الجمهورية وعددها ثمانى جلسات.
وما الدوافع وراء قرار تعطيل انتخاب الرئيس؟
فى ميزان القوى الحالى داخل المجلس النيابى لن يتمكنوا من انتخاب المرشح الذى يريدونه، وبالتالى بدلا من أن يذهبوا إلى الممارسة الديمقراطية بشروطها يقررون تعطيل النصاب.
هل هى نفس الأسباب التى كانت قبل انتخاب الرئيس عون ؟
تماما نفس الأسباب، يعتمدون على التعطيل ويتدهور الوضع فى البلاد أكثر فأكثر.
هل من الوارد قبول القوات اللبنانية المرشح الذى يدعمه الفريق السياسى الآخر؟
هذا ليس من الوارد على الإطلاق، لأننا تعلمنا الدرس من المرة الماضية التى وافقنا فيها على اسم العماد ميشال عون.
البعض ومن بينهم نواب بالبرلمان يتهمون القوات بأن ترشيح معوض مناورة سياسية لا أكثر؟
ليس صحيحا أبدا، لو كانت مناورة لكانت انتهت من الجلسة الأولى أو الثانية أو الثالثة.
لكنك تستمع لهذه الآراء؟
نعم استمعت إليها، وهى آراء لا تعكس واقع الحال، نحن نرى فى معوض مرشحا مقبولا فى الوقت الحالى انطلاقا من أوضاع لبنان المتدهورة ونحن ندعمه بغض النظر عما يفعله الآخرون، فهو تتوافر فيه المواصفات المطلوبة للمنصب.
وهل يحظى المرشح ميشال معوض بدعم إقليمى؟
أعتقد أن ميشال معوض من المرشحين الذين يحظون برضا وقبول إقليمى ودولى، وهو من المرشحين القلائل فى الوقت الحاضر الذين يستطيعون استعادة ثقة المجتمع العربى، وبالأخص المجتمع الخليجى والدولى تجاه لبنان.
البعض يتحدث عن اسم العماد جوزيف عون قائد الجيش لمنصب الرئيس، هل برأيك هذا هو الحل الوسط؟
الكثيرون يطرحون اسم العماد جوزيف عون لشغل منصب رئيس لبنان كحل وسط، غير أن المشكلة فى اسم قائد الجيش أنه يتطلب تعديلا دستوريا، وهو أمر يحتاج إلى موافقة 86 نائبا من نواب المجلس النيابى، وفى هذه الحالة القوات اللبنانية توافق ولا يكون هناك اعتراض على اسمه.
معنى هذا أن سمير جعجع يوافق عليه لحل الأزمة؟
كما قلت لا اعتراض عليه.
اسم سمير جعجع يبرز فى كل انتخابات، هل لا تزال تملك نفس الحظوظ هذه المرة أم أصبحت بعيدا؟
المسألة ليست مسألة حظوظ بقدر ما هى متعلقة بعدة أمور.
لكن لا تزال هذه الرغبة فى داخلك لخدمة لبنان؟
أنا أعمل فى السياسة منذ 40 عاما، وأتمنى أن أكون فى مواقع قيادية تمكننى من تحقيق مشروعنا السياسى.
هل تعتقد أن التيار الوطنى الحر نقض الاتفاق معكم الذى جاء على أثره عون رئيسا للجمهورية؟
طبعا منذ اللحظة الأولى تقريبا.
هل كان هناك تعهد بدعم اسم سمير جعجع لمنصب الرئيس خلفا لعون؟
لم يتضمن الاتفاق هذا الأمر، ولم نتكلم فى هذا والعملية لم تكن مقايضة، وإنما كانت بهدف تحريك الفراغ الذى تولد بعد انتهاء ولاية العماد ميشال سليمان واستمر الفراغ عامين ونصف العام ووصلنا الى مرحلة كانت المعركة الرئاسية محصورة فى أسماء قليلة جدا وكلهم من حلفاء 8 آذار وفى صف حزب الله، فوجدنا أنه فى هذه الحالة يجب إجراء مصالحة تاريخية مع العماد ميشال عون.
فرص الاتفاق بين القوات والتيار الوطنى على اسم من بين الأسماء المتداولة لشغل منصب الرئيس باعتبارهما أكبر تمثيل مسيحى فى البرلمان؟
القوات اللبنانية هى التى لديها أكبر كتلة نيابية فى المجلس النيابى.
المقصود بسؤالى أكبر تمثيل مسيحى فى البرلمان؟
صحيح هما أكبر تمثيل، لكننى أستبعد جدا لسبب بسيط لأنه حتى اللحظة يعتقد جبران باسيل، رئيس التيار الوطنى الحر، أنه الأكثر أحقية بالمنصب ويطرح نفسه جديا وإعلاميا كمرشح للرئاسة.
هل توافقه على هذا الرأى؟
على الإطلاق.
تيار المستقبل رقم مهم فى المعادلة السياسية اللبنانية، لماذا تشعر بالحساسية فى الحديث عن الرئيس سعد الحريرى؟ وهل تجاوزت هذا الموقف؟
أبدا الجميع يعرف أنه تربطنا بتيار المستقبل علاقة تاريخية حتى البارحة.
ما المقصود بحتى البارحة؟
هو توقيت قيام ثورة 17 أكتوبر عام 2019 بعد أن صار هناك انهيار فى الوضع المعيشى والاقتصادى، ساعتها هناك خلاف فى وجهات النظر وافترقنا عند هذه النقطة وما زلنا تجمعنا نظرة واحدة تجاه لبنان ومستقبله ومستقبل شعبه.
معنى هذا أن هناك قاسمًا مشتركًا بين القوات وتيار المستقبل وزعيمه سعد الحريرى؟
نعم، ولكن زعيم تيار المستقبل منذ 6 أشهر بعيد كليا عن الساحة، ولم يعلن موقفا سياسيا واحدا، أما تيار المستقبل فهناك تنسيق فى العديد من المواقف، ولا يخفى أن البعض يحاول تأجيج هذا الخلاف الذى نشأ بعد ثورة أكتوبر، ولكن دعنى أقول إن الانسجام قائم بين تيار المستقبل والقوات.
تراهن على السمات الشخصية لرئيس مجلس النواب نبيه برى، فما الذى تراه فى شخصيته يمكن أن يساعد فى هذا التوقيت؟
دعنى أقول لك شيئا، الرئيس برى هو المؤتمن على حسن سير المؤسسة الوحيدة التى تعمل وهى المجلس النيابى، وهو المؤتمن على انتظام العمل، وهذه هى الجلسة التاسعة التى تقوم فيها نفس الكتل النيابية بتعطيل انتخاب رئيس للجمهورية، ولذا أقول حان الوقت لكى يتدخل الرئيس برى بصفته المؤتمن على هذه المؤسسة الوحيدة الباقية ويقول للكتل النيابية التى تعمل وبعض النواب المستقلين إنه لا يحق لكم التعطيل.
وهنا أريد أن أقول شيئا إذا تحدث نائب خلال جلسات المجلس النيابى بصوت عال يتدخل الرئيس برى ويقول له لا تستطيع أن تتكلم بهذا الشكل، واذا حاول نائب أن يأكل يقول لا تفعل هذا داخل المجلس ويفرض عليه ما يريد.
ماذا تقصد بهذه الدلالات؟
أقصد أنه يتدخل فى كل شاردة وواردة لانتظام عمل المجلس النيابى. فكيف لا يتدخل فى موضوع تعطيل بعض الكتل انتخاب رئيس الجمهورية؟
لماذا لا تلتمس له العذر بسبب التعقيدات اللبنانية والأبعاد الإقليمية؟
هذا غير مقبول، يجب أن يكون رئيسا للمجلس النيابى اللبنانى على الرغم من كل الاعتبارات، فالمسئول عندما يكون فى موقع المسئولية الرسمى عليه أن يتصرف وفقا لواجبات هذا الموقع.
ما طبيعة العلاقة مع تيار المردة ورئيسه سليمان فرنجية؟
العلاقة الشخصية جيدة، لكن المشكلة أن تيار المردة ورئيسه سليمان فرنجية فى الجانب الآخر، ونحن لسنا بصدد إقامة علاقات اجتماعية أو علاقات شخصية، وبالتالى نحكم على الأشياء من هذا المنطلق هم فى الجانب الآخر منذ 30 سنة وإلى الآن هم فى خانة 8 آذار وهم يصنفون أنفسهم فى محور الممانعة.
إذن من غير الوارد أن تدعم أى مرشح ينتمى إلى 8 آذار؟
طبعا، أى مرشح ينتمى الى محور الممانعة لن نقبل به، لأن التجربة تقول أين وصلنا معهم، ولا نستطيع استعادة التجربة من جديد وبصرف النظر عن الشخص.
لماذا لم تدعم القوات اللبنانية جلسة الحكومة وقاطع الوزراء الاجتماع؟
أولا لا وزراء لدينا فى هذه الحكومة، وثانيا لم نكن مع هذا الاجتماع، لأنه ضد الدستور الذى ينص على أن الحكومة لا تستطيع الاجتماع إلا فى حالة قصوى طارئة، نحن لم ندعم من منطلق دستورى.
ماذا عن مصالح الناس والحكومة تحتاج إلى اتخاذ قرارات مهمة؟
فيما يتعلق بمصالح الناس الحكومة يجب أن تعمل من خلال مراسيم جوالة، ولا يجب إقرار مبدأ أن الضرورات تبيح المحظورات، نحن لم نكن ضد اجتماع الحكومة من زاوية الفراغ الرئاسى ولكن من حيث الشكل والمبدأ.
ما الرسالة التى توجهها لرئيس الحكومة نجيب ميقاتى فى هذا التوقيت الصعب؟
أتمنى عليه أن يكون دقيقا جدا فى ممارسة صلاحيته.
كيف تنظر للدور المصرى تجاه لبنان؟
الدور المصرى دائما مهم وحاضر ومحورى، مصر لا تتأخر عن مساندة لبنان فى كل الاوقات، عند انفجار مرفأ بيروت وعند ازمة كورونا.وفى كل الظروف الطبيعية وغير الطبيعية، وأزمات تصدير التفاح، كانت مصر حاضرة دائما لمساعدة الشعب اللبنانى.
ماذا عن العلاقة مع السعودية ؟
قديمة جدا وبدأت مع البطريركية المارونية منذ عشرات السنين، وهى علاقة خاصة وعميقة وصداقة مستمرة، فى الوقت الحاضر المملكة العربية مهتمة بلبنان كالعادة مع فارق صغير فى المقاربة، فهى تساعد لبنان على مستوى استراتيجى، ولا تتدخل فى اللعبة اللبنانية، وبعلاقاتها الدولية مع الاتحاد الأوروبى وصندوق النقد الدولى تساعد لبنان ولا تنزل إلى مستوى التدخل فى التفاصيل الداخلية.
فى المشهد المارونى زعيم الكتائب سامى الجميل باسيل وفرنجية وجعجع، هل التباعد قد يؤثر على مكاسب الطائفة المارونية؟
لا أعتقد، لأن الخلاف ليس خلافا شخصيا أو خلافا على أمور صغيرة، بل خلاف على سياسات عامة، من المهم التأكيد أنه لا توجد أى خلافات مع حزب الكتائب، بل تلاق دائم على الرغم من أننا نعمل كل فريق منفصل وهذه منافسة مشروعة، ونلتقى مع الكتائب كليا فى المشروعات العامة، وأكبر دليل إن كنت تتابع مواقف حزب القوات ومواقف حزب الكتائب تجد هناك انسجاما تاما، وفيما يتعلق بجبران باسيل وسليمان فرنجية هما فى محور الممانعة ولهما نظرة تختلف عن الخط المسيحى التاريخى فى لبنان، وبالتالى الخلاف على سياسات عامة.
مواضيع ذات صلة :
السفير والنوّاب الأربعة | إجتماع الرياض لتحريك المياه الرئاسية الراكدة لمواكبة التسويات الكبرى في المنطقة | قريباً.. اجتماع لـ”الخماسية” في بيروت |