حوار بري.. هل يكسر انسداد الأفق الرئاسي أم سيكون امتداداً للحوارات “الفولكلورية”؟
كتبت بشرى الوجه لـ “هنا لبنان”:
“لا شيء يحصل إلا بالحوار”، بهذه الكلمات اختتمت الجلسة الرئاسية التاسعة، أمس الخميس، بعدما كرر رئيس مجلس النواب نبيه بري دعوته إلى الحوار من أجل التوافق على رئيس للجمهورية، آملًا “من الآن إلى الخميس المقبل، في أخذ رأي الكتل النيابية جميعها في الحوار”.
بحسب معلومات موقع “هنا لبنان”، إن الرئيس بري سيجري جولة اتصالات مع الكتل النيابية خلال الأيام المقبلة، للوقوف على رأيها بإمكانية الحوار، والاتفاق على شخصية مقبولة من قِبل الجميع، وإذا كانت الأمور إيجابية، ستتحوّل الجلسة المقبلة إلى جلسة حوارية، كما أعلن الرئيس بري، وإلا فعندئذ ستكون جلسة الخميس المقبل الأخيرة لهذا العام”.
وتعليقًا على الدعوة للحوار، تقول مصادر سياسية لـ “هنا لبنان”، إنّ “هذه الدعوة أتت “غامضة” لناحية الآليات التي ستكون متبعة، وعدم معرفة من هي الأطراف المتحاورة بعد، وإذا ما تمّ اتخاذ القرار بتحويل الجلسة المقبلة إلى جلسة حوارية”.
من جهته، يؤكّد النائب أديب عبد المسيح أنه “شخصيًا مع الحوار البنّاء المبني على أُسس توافقية، وليست تسووية على قاعدة “اعطيني تأعطيك”.
أما عن المشاركة في الحوار، يقول لـ “هنا لبنان”: “هناك كتلة ستُقرّر، لكن أنا شخصيًا مع أي حوار”، معتبرًا أنّ الحوار يُمكن التعويل عليه.
بدوره، يشدّد رئيس جهاز الإعلام والتواصل في “القوات اللبنانية” شارل جبور على أنّ “الانتخابات الرئاسية هي مسألة انتخابية وليست حوارية، وبالتالي أي حوار بالموضوع الرئاسي يجب أن يحصل بين دورة انتخابية وأخرى، ونحن نعتبر أنه من البديهي ومن الضروري أن تحصل حوارات يدعو إليها الرئيس بري باعتباره رئيس المؤسسة التشريعية البرلمانية، وبأن يكون هو ضابط إيقاع هذه الحوارات ولكن شرط أن تكون بين دورة انتخابية ودورة انتخابية أخرى، وبعد إنتهاء الدورة الأولى يدعو رؤساء الكتل إلى مكتبه للتشاور ومن ثمّ يعود إلى الدورة الثانية”.
ويضيف لـ “هنا لبنان”: “يجب أن تحصل حوارات ثنائية أو حوارات تجمع الكتل النيابية من أجل البحث بكيفية الخروج من هذا الاستعصاء بأفكار محددة ومعينة، ولكن يجب الالتزام بطبيعة هذا الاستحقاق الذي يستدعي التعامل معه بهذه الطريقة”.
وحول ما إن كان حزب القوات اللبنانية سيشارك في الحوار، يقول جبور: “حسب شكل الحوار، فالمطلوب حوار بصيغة جديدة للتشاور بين دورة وأخرى، يخلق دينامية أمام انسداد الأفق الرئاسي، فيُولّد أفكاراً تؤدي إلى نتيجة، أما الحوار بصيغته السابقة، أي الحوار “الفولكلوري”، فلن يؤدي إلى أي نتيجة”.
من ناحيته، اعتبر نائب كتلة “الكتائب” الياس حنكش أن لا بديل عن الحوار، مؤكدًا أن “الكتائب لا ترفض الحوار لأننا بحاجة لعمل فعال يدفع باتجاه انتخاب رئيس للبلاد، كما أن المبادرات خارج المجلس النيابي لا تدفع بالاتجاه الصحيح”.
لكن في الموازاة، يرى حنكش أن الدعوة لا تزال مبهمة، لناحية الآلية، لافتًا إلى أنّ “الكتائب ستناقش مبادرة بري داخل المكتب السياسي لاتخاذ القرار المناسب بشأنها”.
مواضيع مماثلة للكاتب:
نبيل مملوك.. صحافي تحت تهمة “الرأي المخالف” | استهداف الجيش وقائده في غير محلّه.. “اتهامات سطحية لدواعٍ سياسية” | إسرائيل “تنهي الحياة” في القرى الحدودية.. ما الهدف من هذا التدمير الممنهج؟ |