“ركلات الترجيح” بين جبران باسيل وحزب الله
كتب جان الفغالي لـ “هنا لبنان”:
يضحك رئيس مجلس النواب نبيه بري “في سرِّه”، فهو الوحيد والأول، على الأقل علنًا، الذي اكتشف رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل ونزعته الجارفة إلى السلطة وإلى الوصول إلى قصر بعبدا، فكانت كلمته الشهيرة: “لن انتخب رئيسين (العماد ميشال عون وجبران باسيل).
لكن حزب الله تعاطى مع جبران باسيل بطريقة
“براغماتية”، فكانت “ورقة التفاهم” التي وُقِّعَت في كنيسة مار مخايل في الشياح، “ورقة مصلحة”، أخذ منها حزب الله ما يناسبه، وأخذ منها العماد عون ما يناسبه: أخذ حزب الله تغطية سلاحه، وأخذ منها العماد عون رئاسة الجمهورية. هذا “التعادل بهدف لكل فريق” أدى خدمته وأصبح منتهيَ الصلاحية: حزب الله لم يعد بحاجةٍ إلى غطاء لسلاحه من التيار، والتيار يعرف أن “تفاهم مار مخايل” ينجب رئيسًا واحدًا لا رئيسين. وهكذا انتهت المباراة بالتعادل لهدف لكل فريق، وآن أوان “ركلات الترجيح”:
التسديدة الأولى كانت للتيار، هزَّت شباك الحزب. جاء دور الحزب فسدد ركلة هزت شباك التيار.
لكن ما يعرفه الحزب ولا يدركه باسيل، أن الحزب يمتلك الملعب، وهو الحكم، وهو الذي يحدد أصول اللعبة.
أما في موضوع مقولة أن “التيار وفَّر غطاء للحزب”، فالتيار يعرف أنها مقولة وهمية، فمتى احتاج حزب الله لغطاء من التيار؟ العكس هو الصحيح، وهذه عيِّنة:
لم يكن العماد ميشال عون يصل إلى رئاسة الجمهورية لولا حزب الله.
لم تكن كتلة لبنان القوي تصل إلى الحجم الذي وصلت إليه لولا “بلوكات أصوات” حزب الله في أكثر من منطقة.
مع ذلك، فإن التيار يشعر بمرارةٍ من أداء حزب الله معه، وإذا دققنا قليلًا في شعار “ما خلّونا”، فإن المقصود فيه عمليًا هو حزب الله. التيار يعتبر جهارًا نهارًا أن رئيس مجلس النواب نبيه بري هو الذي يضع يده على الإدارة وأنه يغطي الفاسدين، لكن حزب الله يعتبر أن “الأستاذ” خط أحمر، أي ممنوع المس به، فمَن يكون “لم يُخلِّ” الرئيس ميشال عون أن يغيِّر ويُصلِح؟
إلى أين ستصل العلاقة بين الحزب والتيار؟
رئيس التيار جبران باسيل لا يملك “ترف الاختيار” لأن علاقته إما سيئة وإما مقطوعة مع كل المكوِّنات السياسية والحزبية: من حركة أمل إلى الحزب التقدمي الإشتراكي إلى القوات اللبنانية إلى حزب الكتائب إلى تيار المردة إلى نواب قوى التغيير، فهل يخاطر بالطلاق مع الحليف الأخير؟
القرار ليس عنده وحده، إنه عند حزب الله أيضًا، وما قاله جبران باسيل في حق حزب الله وفي حق السيد نصرالله شخصيًا، لا يمكن ترميمه بسهولة.
بهذا المعنى سيتقدَّم الحزب على التيار في “ركلات الترجيح”.
مواضيع مماثلة للكاتب:
هل سقطت معادلة “الشعب والجيش و… إيران”؟ | راقبوا الميدان… الحرب في بدايتها | لبنان أمام عشرة أسابيع حاسمة |