باسيل يعتذر من نصرالله
كتبت يارا الهندي لـ “هنا لبنان”:
بين ليلة وضحاها تختلف نبرة رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل. في مؤتمره الصحافي تحدى حزب الله، أما في مقابلته التلفزيونية واضح كان تراجع حدة نبرته. فباسيل الذي تحدث سابقاً عن الوعود التي نكث فيها الصادقون، عاد ليقول أنه يعرف صدق السيد حسن نصرالله والتشكيك ليس بصدقه، كما أنه لا يسعى لمشكل مع أحد وخصوصاً مع “حزب الله” علماً أنه كما بدا واضحاً في مؤتمره أنه من السهل عليه التخلي عن الحزب.
فتوأم تفاهم مار مخايل، بعدما وضحا للرأي العام أنهما انفصلا عن بعضهما، انتفت الحاجة بعد مقابلة باسيل أن نشكك في طلاقهما لأن باسيل أصرّ في حديثه أن يؤمن حماية المقاومة بهدف حماية الدولة.
“دورنا سلاحنا”، “لا قيمة لأي تفاهم وطني يناقض الشراكة المتوازنة”، وغيرها من العبارات التي مرت على الشاشة خلف باسيل أثناء مقابلته التلفزيونية وهي عبارات لا تمت للبراءة بصلة، إنما مقتطفة من مؤتمره الصحافي.
علامات استفهام عدة تطرح في هذا الصدد عن الأسباب التي جعلت باسيل متقلب الآراء في الفترة الأخيرة، فضلاً عن ظهوره منحني الرأس وبدا واضحاً من رسائله أنه مهما تميز سيبقى تحت جناح الحزب.
من الواضح أن الإطلالة المركبة لجبران باسيل هدفها توجيه رسائل اعتذار لأمين عام حزب الله، حسبما أكد الصحافي طوني بولس في حديث خاص لـ “هنا لبنان”، وتمرير رسائل أنه لا يزال ملتزمًا باتفاق مار مخايل والطريقة المذلة التي يظهر فيها ويوجه من خلالها الرسائل باتت واضحة للجميع وهي عمليًا تقديم اعتذار.
باسيل استدرك الكلام الذي قاله، ونتيجة رفع السقف سواء من خلال تسريب مفبرك في فرنسا في وقت سابق أو في إطلالته الأخيرة وهجومه على الحزب هو محاولة لأخذ الحزب إلى حوار بهدف رفع سقف شروطه بحسب بولس. ولكن المطاف انتهى بباسيل خائبًا، وبات مجبرًا على الاعتذار عن الخطأ الذي ارتكبه وانتقاء الكلمات خصوصاً بعد بيان الحزب الذي رد على باسيل بشكل واضح ومباشر.
لا يمكن لباسيل أن يتخلى عن تفاهمه مع حزب الله، علماً أنه سبق له أن تنصل من الاتفاقات السابقة سواء اتفاق معراب أو اتفاقه مع سعد الحريري، باستثناء اتفاق مار مخايل، حيث استخدم الحزب باسيل في حين أن الأخير لم يستطع تحصيل سوى بعض المقاعد النيابية لمواجهة القوى المسيحية المعارضة، بحسب بولس، الذي لفت إلى أن رسالة حزب الله لرئيس التيار الوطني واضحة وتتلخص كالتالي: “حجمك هو الدفاع عن الحزب على المستوى المسيحي، وبالتالي يلتزم باسيل بمشروعه”. والحزب على دراية أن باسيل هو جندي في ولاية الفقيه وفي المشروع الاستراتيجي الذي يديره حزب الله باعتبار أنه من المتوجب على باسيل الالتزام من دون أي مطالب.
فرئيس التيار يحاول بشكل كبير أن ينتقد التعطيل في سدة الرئاسة، لا بل نسي أن الوطني الحر عطّل البلاد لسنتين ونصف السنة لوصول ميشال عون إلى بعبدا، كما أنه نسي أنه عطل عدداً كبيراً من الحكومات لينال الحصة الوزارية التي يريدها وينسى أنه من خلال انتخابه ورقة بيضاء لا يزال يعطل انتخاب الرئيس. والجلسة الأخيرة كشفت أنه مهما رفع السقف بوجه حزب الله، لا يزال ينتخب بالقرار الاستراتيجي ولم يذهب نحو مرشح منفرد.
ويتحدث بولس لـ”هنا لبنان” عن “قبل السحسوح”، حيث ذكر باسيل بخطابه السابق، الصادقين والوعود التي نكثوا بها، ليأتي الرد سريعاً “بعد السحسوح”، بحسب بولس، ويبرر أن هذا الكلام ليس موجهاً للأمين العام.
فرسائل الاعتذار باتت مكشوفة وهذه الحلقة تسمى “حلقة ما بعد السحسوح” لأنه يحاول استرضاء نصرالله ببعض المواقف وهو يحاول أن يقول أنّ مشكلته مع حزب الله وليس مع حسن نصرالله وهذه التصاريح أتت للتخفيف من وطأة الكلام الذي قاله وندم عليه وكان في لحظة تسرع وتراجع عنه بشكل واضح وصريح، بحسب بولس.
مواضيع مماثلة للكاتب:
ميقاتي وصفقة المليار يورو… على “ظهر اللبنانيين” | قنبلة الذوق الحراري: مواد كيميائية تنذر بكارثة جديدة في لبنان! | “دورة خفراء في الجمارك” تثير الجدل مجددًا… فهل يتم إقصاء المسيحيين من وظائف الدولة؟ |