لماذا طرحت بكركي التدويل؟
كتب طوني سكر لـ “هنا لبنان”:
جدد غبطة البطريرك مار بشارة بطرس الراعي في عظة الأحد مطلب تدويل الأزمة في لبنان عبر الأمم المتحدة، ومذكراً نواب الأمة أن “أساس قيام لبنان هو التعددية الثقافية في الوحدة والميثاق الوطني في العيش بالمساواة”، واعتبر “أن السلطة اليوم لا تحترم الشراكة والتعددية والميثاقية”.
يأتي كلام الراعي غداة انعقاد حكومة تصريف الأعمال التي تتولى صلاحيات رئيس الجمهورية، وإبان مرور أكثر من شهر على حلو سدة الرئاسة وعدم توصل المجلس النيابي لانتخاب رئيس. من هنا لا بد لنا أن نسأل لماذا مطلب التدويل في هذا التوقيت بالذات؟
قد يعتبر البعض أن الأزمة التي يمر بها لبنان هي أزمة حكم داخلية بين مكونات لبنانية صرف، وأن مطلب بكركي هذا غير مقبول وفيه استنجاد للوصاية الخارجية وقد تصل بالبعض إلى تخوين بكركي باعتبارهم أن الأزمة لبنانية بحت.
ولكن من يعتقد أن الأزمة التي يمر بها لبنان منذ سنوات والتي خرجت ظاهرياً وإلى العلن إبان انسحاب وزراء الثنائي الشيعي من حكومة الرئيس السنيورة آنذاك هي أزمة حكم فقط، فهو على خطأ. فما تراه بكركي وأغلبية من الشعب اللبناني خلفها ليس كما يتم تصويره على أنه أزمة حكم ليس بصحيح ولا يستدعي التدويل. أما الحقيقة التي لا يقولها سوى القلة هي أن لبنان تحت وصاية إيرانية خارجية بأيادٍ تدعي لبنانيتها، فهذه الوصاية تستعمل ثغرات الحكم عند كل استحقاق لفرض سيطرتها أكثر وأكثر على المؤسسات، وإضعاف مراكز الثقل الدستورية وخاصة رئاسة الجمهورية أضف إلى فرض معادلات تعطيلية في تشكيل الحكومات، ضاربين بعرض الحائط ما توصلت إليه القوى اللبنانية في اتفاق الطائف.
نعم إننا نعيش اليوم تحت وصاية العملاء الإيرانيين الذين يهدفون إلى تدمير المؤسسات وخلق الإشكاليات الدستورية عند كل استحقاق بهدف التفكيك لا البناء في المؤسسات وعبر تعرية الدستور للوصول إلى هدفهم الأوحد بتحويل لبنان دولةً وشعباً لجزءٍ من ولاية الفقيه الإيرانية.
ما تطرحه بكركي لتدويل الأزمة اللبنانية هو ضمن هذا السياق، فأزمة لبنان هي بسياسة الفرض في المؤسسات التي يتبعها حزب الله وعبر تحويله كل استحقاق دستوري ديمقراطي إلى أزمة حكم، بدلاً من الانصياع لأحكام دستور الطائف.
وعليه على اللبنانيين ملاقاة بكركي بطرح تدويل الأزمة، كما فعل البطريرك صفير بوجه الوصاية السورية، على ذلك يكون باب خلاص لبنان.
وقالت مصادر مقربة من بكركي لـ “هنا لبنان”، عن سبب طرح البطريرك لتدويل الأزمة اللبنانية “لأنه قطع الأمل من السياسيين اللبنانيين العاجزين عن الجلوس على طاولة واحدة أو التفاهم على شيء، وفي الوقت الذي تأتي فيه تجاوزات وعقبات دستورية وغيرها وفي كل مرة نقع بفراغات”.
واعتبرت المصادر “أن اتفاق الطائف لم يطبق كما يجب وأضف إلى ذلك هناك إساءة وسوء في تطبيقه ما يعني أنه هناك تجاذبات داخلية وأصبح القصة الشاطر بشطارتو. والحل هو برعاية دولية”.
وشددت المصادر “أن البطريرك لا يقوم باستيراد لا قرارت من الخارج ولا اتفاقيات من الخارج إنما هو يقول إن تحضير المؤتمر يكون لبنانياً، ونحن الذين يقع علينا تشخيص مشاكلنا، والحضور الدولي يأتي لرعاية التوافق والحوار بين اللبنانيين، لأنه تبين أنهم ليسوا قادرين على التفاهم ويختلفون على كل شيء”.
وعما إذا كانت أزمة لبنان هي بالوصاية الإيرانية عليه، قالت المصادر “نحن في نظام وصاية أصلاً وهو قائم ولم نخرج منه، ومثل ما تبين أنه هناك عجز في انتخاب رئيس الجمهورية، وكان انتخاب الرئيس يأتي من بعد كلمة السر الخارجية، والدليل اليوم إننا نعيش في نظام وصاية ولم نتمكن من أن نكون راشدين وقادرين بحكم نفسنا بنفسنا وأن ندير أمورنا وشؤوننا، من هنا الرعاية الدولية مطلوبة لأنه وللأسف لم نتمكن من حل أي شيء بأنفسنا”.
مواضيع مماثلة للكاتب:
بسام مولوي من معدن الرجال الرجال! | لبنان يتأرجح بين مطرقة شاوول وسندان الشامي! | انتخابات القوات أمثولة… كيروز لـ “هنا لبنان”: القوات إطار جامع لأجيال المقاومة |