إنجاز في علاج سرطان الثدي قد ينقذ آلاف الأرواح سنوياً

صحة 12 كانون الأول, 2022

ستحظى مريضات سرطان الثدي “بسنوات إضافية ثمينة مع أحبائهن” بعد التوصل إلى إنجاز تاريخي في علاج يمكنه أن يطيل في أعمار المصابات بهذا النوع من الأورام الخبيثة.

أشاد عدد من العلماء بهذا الإنجاز باعتباره “تجربة نجاح مهمة للبحث العلمي في المملكة المتحدة”، تساعد نحو ثمانية آلاف امرأة في بريطانيا سنوياً.

لقد أفضى الدواء الذي يستهدف المصابات بأشكال متقدمة من سرطان الثدي إلى تقليص الأورام، إضافة إلى مضاعفة الوقت الذي تحظى به تلك النساء قبل أن يتطور المرض لديهن.

تشير نتائج المرحلة الثالثة من تجربة سريرية أجراها علماء على دواء “كابيفاسيرتيب” Capivasertib إلى جانب العلاج الهرموني إلى أن الجمع بين العلاجين يمكن أن يصبح العلاج الجديد لمريضات الأشكال المتقدمة من أكثر أنواع سرطان الثدي شيوعاً.

النتائج، التي قدمها العلماء في “ندوة سان أنطونيو لسرطان الثدي” يوم الخميس الماضي، تتصل بحوالى سبع من كل 10 حالات سرطان ثدي جديدة.

قالت الدكتورة كوترينا تيمسينيت، من المؤسسة الخيرية الرائدة “بريست كانسر ناو” Breast Cancer Now (سرطان الثدي الآن) إن “معرفة سبل السيطرة على سرطان الثدي غير القابل للشفاء عندما لا يعود يستجيب للعلاجات الحالية تمثل خطوة بالغة الأهمية في مساعدة أعداد إضافية من المريضات على العيش لفترة أطول”.

وفق الدكتورة تيمسينيت، “تشير هذه النتائج المشجعة إلى طريقة جديدة لعلاج النساء اللاتي يكابدن “سرطان الثدي الإيجابي لمستقبلات الهرمونات (الإستروجين) إنما السلبي لبروتين “أتش إي آر 2” (HER2 “مستقبل عامل نمو البشري الثاني”)، ما يمنحهن وقتاً إضافياً ثميناً مع أحبائهن قبل أن يتطور المرض.

“نأمل في أن يبدأ الناس في الاستفادة من هذه المجموعة العلاجية في أسرع وقت ممكن”، أضافت الدكتورة تيمسينيت.

ليندا كيلي من مدينة ميلتون كينز الإنجليزية، انضمت إلى التجربة في “رويال مارسدن” في أغسطس (آب) 2021 بعدما انتشر سرطان الثدي في عظامها وجدار صدرها.

في هذا الصدد، قالت المرأة البالغة من العمر 65 سنة إن “النتائج كانت مذهلة. لقد تراجع مرضي بشكل كبير، ولم يتطور السرطان لدي، كذلك لم تظهر لدي أي أورام جديدة”.

“العلاج أقل إنهاكاً بأشواط مقارنة مع العلاج الكيماوي وقد منحت هبة العيش حياة أطول”، أضافت كيلي.

تتولى شركة الأدوية العملاقة “أسترازينيكا” تصنيع دواء “كابيفاسيرتيب” بعد تطويره ضمن برنامج لبحوث اكتشاف الأدوية في “معهد بحوث السرطان” (ICR) في لندن. وتبين أن الفاعلية الجديدة التي يتسم بها الدواء توقف نشاط جزيء البروتين “أي كي تي” AKT المسبب للسرطان.

معلوم أن سرطان الثدي أحد أكثر أنواع السرطانات انتشاراً في المملكة المتحدة، حتى أنه يودي بحياة حوالى 11 ألفاً و500 امرأة سنوياً.

النتائج كانت مذهلة. تراجع مرضي بشكل كبير ولم يتطور السرطان لدي ولم تظهر لدي أي أورام جديدة

ليندا كيلي

يشخص الأطباء إصابة نحو 55 ألف امرأة بسرطان الثدي في بريطانيا سنوياً، واحدة من كل خمس منهن تقريباً تكابد سرطان الثدي “السلبي الثلاثي” [سرطان ثدي خلاياه السرطانية لا تعبر جينياً مستقبلات الإستروجين والبروجستيرون وعامل نمو البشرة]. وتبقى الشابات والنساء من ذوات البشرة السوداء أكثر عرضة للإصابة بهذا النوع من سرطان الثدي الأكثر عدوانية بشكل عام.

“إنها نتائج رائعة لمرضى سرطان الثدي”، قال نيك تورنر، الذي يتولى الإشراف على هذه التجربة.

البروفيسور تيرنر، وهو استشاري في الأورام في “رويال مارسدن” وأستاذ في علم الأورام الجزيئي في “معهد بحوث السرطان”، أشار إلى أنه “حتى مع اعتماد أفضل العلاجات الحالية، سيتوقف المرض لدى النساء المصابات بهذا النوع من سرطان الثدي المتقدم عن الاستجابة للعلاج في نهاية المطاف، وسوف يزداد سوءاً”.

“يسعدنا أن هذا العقار الأول في فئته يستطيع مع العلاج الهرموني أن يكبح تطور هذه السرطانات المتقدمة، وفي ثلث الحالات تقريباً يمكنه تقليص الأورام”، أضاف تيرنر.

“نعتقد أن العلاج الجديد يسمح لمزيد من النساء والرجال المصابين بسرطان الثدي بالعيش بشكل جيد ولفترة أطول”، زاد تيرنر.

للأسف، ستصاب واحدة من كل سبع نساء في بريطانيا بسرطان الثدي في مرحلة ما من حياتهن- مع تشخيص امرأة واحدة بالمرض كل 10 دقائق.

وقال البروفيسور كريستيان هيلين، الرئيس التنفيذي لدى “معهد بحوث السرطان” إنها “لحظة تاريخية لعلاج الأشكال المتقدمة من أكثر أنواع سرطان الثدي شيوعاً”.

“من المثير جداً للاهتمام أن يعطي عقار جاء اكتشافه نتيجة بحث نهض به “معهد بحوث السرطان” الآن فوائد ملحوظة للمرضى في المرحلة الثالثة من التجارب. يمكن أن يقدم” كابيفاسيرتيب” خياراً علاجياً جديداً تماماً للمريضات والمرضى”، وفق البروفيسور هيلين.

“إننا إزاء قصة نجاح كبيرة للعلوم في المملكة المتحدة- يظهر اكتشاف “كابيفاسيرتيب” وتطويره فوائد التعاون بين الأوساط الأكاديمية والجمعيات الخيرية وقطاع الأدوية في سبيل تقديم علاجات جديدة تقلب مسار الأمور بالنسبة إلى مرضى السرطان في أسرع وقت ممكن”، بحسب البروفيسور هيلين.

ويعرب البروفيسور هيلين عن أمله في أن تثبت متابعة النتائج على المدى الطويل أن المرضى يعيشون لفترة أطول عند الخضوع للتركيبة الجديدة من العلاجين [العلاج الكيماوي و”كابيفاسيرتيب”].

ولكن النتائج الحالية، وفق البروفيسور هيلين، “قوية بما يكفي فعلاً وتسمح بتقديم “كابيفاسيرتيب” إلى الجهات التنظيمية المتخصصة للنظر فيه والموافقة عليه كعلاج جديد لسرطان الثدي”.

طوال سنوات، انكب الباحثون في “معهد بحوث السرطان” على [البحث في] العلوم التي تقود إلى عمل وفاعلية هذا النوع من الأدوية.

وبعد ذلك، طورت “أسترازينيكا” العقار على أمل استخدامه المحتمل في كثير من أنواع السرطان.

تدعو “بريست كانسر ناو” النساء إلى الخضوع لفحص للثدي بحثاً عن السرطان كل ستة أسابيع على أقل تقدير، ذلك أن التشخيص المبكر يحول دون وفاة النساء بسبب المرض. وتتوجه المؤسسة الخيرية إلى المريضات اللاتي يحتجن إلى المساعدة بالتحدث إلى الممرضين والممرضات الخبراء عبر الاتصال بخط المساعدة المجاني 0808 800 6000 في المملكة المتحدة.

المصدر: INDEPENDENT عربية

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع ذات صلة :

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us