دولة الحزب… أقوى من “دويلة” لبنان
كتب المحرر السياسي:
نفى حزب الله أي علاقة له باعتداء أهالي العاقبية على سيارتين لليونيفيل كانتا متجهتين إلى المطار ضلتا الطريق العام ودخلتا في طريق فرعية، وتعرضتا للاعتداء فقتل جندي إيرلندي وأصيب آخرون بجروح خطيرة. فقد أصدر الحزب بياناً نفى فيه أي مسؤولية للحزب وقدم التعازي لقادة اليونيفيل بعدما أبلغها أن لا علاقة له بما حصل.
وقد بدأت التحقيقات التي يتولاها القضاء والجيش واليونيفيل وفريق إيرلندي وصل لبنان لهذه الغاية، ولم يتم توقيف أحد من المعتدين.
تسأل قيادات سيادية إذا كان الحزب غير معني ويعتبر نفسه مستهدفاً كغيره مما جرى ومتضرراً، لماذا لم يبادر إلى رفع الغطاء عن الفاعلين وتسليمهم إلى القضاء وهو يعرفهم عبر مسؤولي الحزب في البلدة؟ خصوصاً وأن المنطقة هي تحت سيطرته ولا يمكن لأي شخص إطلاق النار على سيارات اليونيفيل، إلا إذا كان يحظى بغطاء سياسي.
إن ما جرى ينطوي على عدة رسائل في اتجاهات مختلفة منها إلى قيادة اليونيفيل بوجوب التزام ما ورد في القرار 1701 وليس 2650 وأن تنقلها يتم بمواكبة من الجيش بحيث لا يمكنها استخدام الطرق التي تريد. وبما أن الحادث قد حصل خارج المنطقة الدولية جنوب الليطاني، فقد أراد الحزب من ذلك أن يقول إن الأمر لي في الجنوب. إنها رسالة واضحة لقيادة الجيش واليونيفيل والخارج.
والحزب يحاول الإفادة مما حصل، للقول أن اتفاق الترسيم البحري، لا يقيد الحزب ولايفقده ورقة أساسية يملكها وهي سلاحه. وتسأل أوساط سيادية هل سيكون مصير التحقيق في الاعتداء كغيره من الاعتداءات التي تعرضت لها دوريات اليونيفيل؟ حتى يؤكد الحزب بذلك أن جنوب لبنان وحتى لبنان تحت مراقبته الدقيقة.
ويقول قيادي سيادي أن “دولة حزب الله تهيمن على دويلة لبنان” وتأخذها كورقة ضغط وتفاوض لإيران في مفاوضاتها مع أميركا وأوروبا.
ووفق أوساط دبلوماسية ربما ما جرى أدى إلى استعجال انتخاب رئيس.
مواضيع مماثلة للكاتب:
بالصور – الجيش اللبناني يعزز انتشاره في قطاع جنوب الليطاني | السعد: نأمل أن يحمل الاتفاق استقراراً طويل الأمد | خطار لموظفي ومتطوعي الدفاع المدني: كنتم مثالاً يحتذى في التضحية |