الفطر يعيش في عالمه الخاص… مستعمرات تحت الأرض وتطفل وتعايش

ترجمة هنا لبنان 24 كانون الأول, 2022
الفطر

كتب إدوارد صفير في “Ici Beyrouth“:

يُعدّ الفطر من الكائنات الرائعة التي تعيش متخفية في عالمها الخاص، ويلعب دورًا مهمًا في النظام البيئي للغابات.

ومن الممكن أن يكون الفطر مفيدا في عدة مجالات، خاصة في الطهو والأدوية والاستخدامات الطبية. ورغم ذلك لا بد من أخذ الحيطة والحذر عند قطفه، لأن هذه الكائنات المتوفرة في الغابات اللبنانية يمكن أن تكون سامة بالنسبة لأولئك الذين لا يملكون خبرة في أنواعها.

وتنتمي الفطريات إلى فئة الكائنات غيرية التغذية أي تلك التي لا يمكنها إنتاج غذائها بنفسها على عكس النباتات ذاتية التغذية.

وتقوم الفطريات بعملية التحليل الحيوي الذي يسهم في إعادة تدوير المواد العضوية في النظم البيئية، وهي عملية تضمن استمرار دورة الحياة.

وتسهم الفطريات في تعزيز الكتلة الحيوية المتمثلة بالغطاء النباتي وهي ضرورية لإكمال السلسلة الغذائية للمنتجين الرئيسيين “النباتات”، التي ستصبح في وقت لاحق علفاً تستهلكه الحيوانات العاشبة والتي تمثل بدورها غذاءً للحيوانات آكلة اللحوم.

وبعد نفوق هذه الكائنات الحية الموجودة في السلسلة الغذائية، ستسهم مجدداً الفطريات في تحللها إلى العناصر البسيطة المكونة من الماء والأملاح المعدنية، والتي ستستخدها الكائنات المنتجة للنظام البيئي مرة أخرى.

ويوجد ثلاثة أنماط لاستمرار حياة الفطريات والتي تسمح لها بتحليل المواد العضوية. إذ تسهم “الفطريات الرمية” بتحلل المواد العضوية الميتة كالأشجار والحيوانات، بينما ترتبط الفطريات التكافلية بالكائنات الحية الأخرى ويحدث غالباً هذا النوع من التعايش تبادل الغذاء بين الفطريات والنبات، الأمر الذي يسهم في نهاية المطاف بإنتاج مادة عضوية.

من جهتها تعيش الفطريات الطفيلية على حساب كائن حي آخر وتقتات عليه لتنتج المادة العضوية.

وتعتبر البيئات الطبيعية المتمثلة بالغابات والمروج والأنسجة والبيئات الرطبة حيث التهوية سيئة موطناً ممتازاً لتكاثر الفطريات واستمرارها بشكل دائم من خلال شبكات تحت الأرض تسمى ” mycelia” أو مستعمرات فطرية، تتكون من كتلة خيوط متفرعة تمتد تحت الأرض، وتسهم في تغذية ونمو الغطاء النباتي في الغابات.

وفي الوقع تعتمد طريقة عمل هذه المستعمرات الفطرية على الشراكة وتحقيق المنفعة المتبادلة بينها وبين جذور النباتات وحماية الأشجار من العوامل المسببة للأمراض، من خلال توفير الغذاء الرئيسي للغطاء النباتي، مقابل الاستفادة من المادة العضوية التي تنتجها الشجرة.

ومن دون عملية تبادل المنافع تلك التي تسمى التكافل المتبادل يصبح نمو الأشجار أمراً صعباً، ويساعد هذا النوع من التعايش على تعزيز قدرة الأشجار على مقاومة العديد من العوامل المناخية، بما في ذلك الجفاف..

طريقة التكاثر

تظهر الفطريات إلى السطح بهدف التكاثر فقط، بعد ذلك تطلق الهياكل الهوائية المرئية للفطر أو الأبواغ جراثيمها المتمثلة بنوع من الغبار الناعم، الذي يكون عطرياً في أغلب الأحيان، وتعتمد في انتشارها وانتقالها على الرياح والمطر وبعض أنواع الحشرات كالذباب.

وخلافاً للاعتقاد الشائع، فإن أبواغ الفطريات لا تشبه بذور النباتات، إذ أن البذرة هي بويضة مخصبة تنبت لتصبح نبتة جديدة، في حين أن الأبواغ هي أجزاء قطبية، تحمل قطبين سالبين وإيجابيين، وبمجرد انتقالها إلى بيئة مؤهل لنموها كسطح نبات أو حيوان، أو تربة أو خشب ، إلخ.. ، ستبدأ عملية التكاثر وسيتشكل فطر أولي، وبمجرد اتصال اثنين من الفطريات الأولية السلبية والإيجابية، ستنتج فطريات جنسية ثانوية وهي بدورها ستتطور وتشكل البوغ وهو الجزء الذي يظهر فوق سطح الأرض من الفطر.

وتتضمن المملكة الفطرية مجموعة متنوعة من الأشكال بحسب أنواعها، ويعتبر الشكل المظلي هو الأكثرها شيوعًا، فيما تأخذ الأنواع الاخرى شكل أكواب مجوفة أو كروية أو مسطحة، أو المرجان أو البوق، وفي بعض الأحيان يشبه حوافر الحصان، وهو فطر ينمو غالبًا على جذوع الأشجار، إضافة إلى الفطريات الدائرية والكروية التي تنمو على سطح الأرض أو في باطنها.

وعلى الرغم من أن الفطريات كائنات مفيدة للنظام البيئي، إلا أنها من الممكن أن تكون مصدر ضرر أيضًا للأشجار والنباتات الأخرى، وهو ما تمثله بالفعل الفطريات الطفيلية التي تستغل جرحاً في شجرة سليمة لتغزوها وتعيش على حسابها، من خلال تحليل مادتها العضوية الحية، الأمر الذي يؤدي إلى إصابة الشجرة بالمرض وتوقف نموها وأحياناً نفوقها، كما تهاجم الفطريات الطفيلية الحيوانات وتتسبب بالعديد من الأمراض مثل الالتهابات الفطرية.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع ذات صلة :

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us