الدواء مقطوع.. صحة المواطن في خطر و”الدولة تتفرج”
كتبت نايلة المصري لـ “هنا لبنان”:
“بدنا دوا يا الله” عبارة وردت في المسلسل الميلادي الذي عرض على قناة الـMTV والذي حاكى بشكل مباشر معاناة الأطفال المرضى بمرض السرطان، والأزمات الكبيرة التي يعانون منها نتيجة انقطاع الدواء. هذا المسلسل وإن كان من المفترض ألّا يكون محاكياً للواقع بل من نسج خيال الكاتب، لا سيما وأنّنا على أبواب العام 2023 وبات الدواء من أبسط حقوق المواطن، إلّا أنّه رسم من واقع الحياة المُعاشة في لبنان، في ظلّ استفحال أزمة الأدوية وانقطاع معظمها في الصيدليات.
هذه الكارثة التي يسير لبنان “بخطى ثابتة” نحوها، دفعت نقيب الصيادلة إلى رفع الصوت عالياً، داعياً إلى تجنيب المرضى هذه الكأس المرّة، والعمل سريعاً على تأمين الأدوية، والدولارات لاستيرادها، والعمل سريعاً على انتخاب رئيس للجمهورية قبل فوات الأوان.
وفي هذا الإطار، أشار نقيب الصيادلة في لبنان جو سلوم إلى ما تعيشه البلاد اليوم نتيجة انقطاع الأدوية، لا سيما أدوية السرطان وانقطاع الحليب للأطفال، يحتاج إلى حل شامل وكامل، داعياً الدولة إلى اتخاذ خطوات جريئة لإنقاذ المواطن تتمثل في رفع الدعم الكلي عن الدواء والحليب باستثناء دواء السرطان.
سلوم وفي حديث عبر موقع “هنا لبنان” تمنى ألّا يكون رفع الدعم عن الدواء اعتباطياً بل أن يكون متزامناً مع البطاقة الدوائية أو أيّ آلية مرافقة لمساعدة المريض على تأمين حاجياته من الأدوية في ظل الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد والوضع الاقتصادي الصعب الذي يصعب على العديد من الأشخاص تأمين الدواء، وفي ظل العجز الذي تعاني منه الجهات الضامنة لناحية القدرة على تأمين الأدوية للمرضى بأسعار مقبولة.
وإذ لفت إلى أنّ أيّ دواء مدعوم يحتاج إلى فتح الاعتمادات لتأمين الاستيراد له، أشار إلى أنّه في ظل التعطيل السياسي الحاصل إن لمجلس النواب أو لمجلس الوزراء أو حتى تعطيل انتخابات رئاسة الجمهورية، يؤثّر بشكل سلبي على قطاع الدواء، مشدداً على أنّه من هنا جاءت دعوتنا إلى الإسراع في انتخاب رئيس للجمهورية لأنّه بانتظام العمل السياسي يمكن إعادة البحث في تأمين الدواء للمواطن.
ولفت إلى أنّه في الخطوة التي تتّخذها الدولة، فإنّما تفتح الباب على توجّه المريض إلى السوق السوداء والتهريب والدواء غير الجيد، ما يهدّد صحّة المواطن، وهي تسمح للمهربين أن يسرحوا ويمرحوا في السوق من دون حسيب أو رقيب وأن يتحكّموا بصحة المواطن، داعياً إلى الإسراع في اتخاذ الخطوات المطلوبة خصوصاً وأنّ القطاع الطبي في لبنان بدأ يتهاوى شيئاً فشيئاً في حين أنّ الشركات التي تعنى بالدواء تصنيعاً واستيراداً ومراقبة بدأت تقفل وتنتقل إلى العمل في دول أخرى.
وعن الجهود التي تُبذل لحل الأزمة، أكد سلوم أنّه تم التوصّل إلى الاتفاق على إصدار مؤشر أسبوعي للأسعار، مشيراً إلى أنّه وعلى الرغم من أنّ هذا الأمر قد يريح الأسواق إلّا أنّه ليس الحلّ أبداً، خصوصاً وأنّ الأزمة بحاجة إلى حلّ جذري لا ترقيعي.