“العونية على طريق الزوال”.. إستقالات جماعية مستمرة من التيار
كتبت بشرى الوجه لـ “هنا لبنان”:
مرّة جديدة تعود إلى الواجهة حلقات مسلسل الإستقالات داخل “التيار الوطني الحر”، إذ تحدثت معلومات صحفية عن استقالة أكثر من خمسين عضواً في التيار في قضاء عاليه، خلال الأسبوع الأخير من العام 2022، “رفضًا للقرارات التعسفية” التي طالت القيادي السابق في التيار الوطني الحرّ، مارون أبي خليل، والذي فصل من التيار، منذ نحو شهرين، إلى جانب قياديين آخرين، بتهمٍ تتعلق بعدم العمل لصالح لائحة التيار في الانتخابات النيابية.
هذه الإستقالات كانت قد سبقتها استقالات عديدة، في وقت سابق، أبرزها استقالة النائب السابق حكمت ديب بعدما سبقته إلى الخطوة نفسها في محطات سابقة شخصيات كانت تعتبر من مؤسسي الحزب، إعتراضًا على سياسة رئيسه النائب جبران باسيل.
النائب السابق العميد شامل روكز يُرجع سبب هذه الإستقالات إلى الخلافات والصراعات الداخلية – الشخصية نتيجة الانتخابات النيابية، بالإضافة إلى “تصرفات معينة من رئيس التيار جبران باسيل”، كما قال لـ “هنا لبنان”.
في حين أرجع المسؤول السابق عن العلاقات الدبلوماسية في التيار ميشال دي شادارفيان، والذي استقال من التيار في كانون الأول من العام 2020، بسبب “التناقضات والشطحات والحسابات الخاصة والشخصية”، أسباب الإستقالات الجماعية إلى السياسة الجديدة للتيار واهتراء النظام الداخلي الذي جعل باسيل يتحكم بكل مفاصل التيار.
إذ قال لـ “هنا لبنان”: “هناك استقالات دائمة من التيار الوطني الحر، وكل القيادة التاريخية استقالت.. وحتى الآن لم يُلاحظ بعد أن الرأي العام قد تغيّر، والتيار لم يعد يحظى بالتأييد السابق”، منتقدًا السياسة الحالية للتيار: “يجب أن يعرف ماذا يُريد الناس، وليس ماذا يريد هو ويلزم الآخرين بقراراته”.
وأضاف: “التيار ذاهب نحو الانحراف دون أي تردد؛ فعلى الصعيد الخارجي لم يبقَ للتيار صاحب، لا بلد عربي ولا أجنبي، ولا حتّى سياسيون، فيما المشكلة الأساسية تكمن في النظام الداخلي، حيث كنا قد اتفقنا سابقًا على أن يكون النظام ديمقراطياً جماعياً، وعلى استشارة الجميع قبل اتخاذ القرارات، أمّا اليوم فالنظام تغيّر بعدما أصبح أحاديًا، وبعدما استلمه جبران باسيل ليكون هو من يُقرر ويتبعه الجميع، لدرجة أن نواب التيار، وبحسب الصحف، لا يعرفون ما يحصل داخل التيار”.
لماذا يبقى البعض طالما أنّ لا قرار لهم؟ يقول دي شادارفيان: “كل شخص يعمل لمصلحته، وهناك من يبقى لهذا الغرض، لكن هل هم مقتنعون بما يفعلون؟”، متعجبًا من بقاء بعض النواب “الأوادم” والأذكياء.
أمّا عن مصير “التيار الوطني الحر”، فيرى دي شادارفيان أنّ “التيار في تراجع مستمر، وهو يخسر قوته، على عكس ما كانوا يسمّون أنفسهم بـ “تكتل لبنان القوي” و”الرئيس القوي” و”الحزب القوي”، فالتيار لم يعد الأقوى”، مضيفًا: “بعد عمر طويل، بعد العماد ميشال عون، التيار إلى زوال، وسيصبح مثل أي حزب آخر كان قوياً وزال، كحزبي “الوطنيين الأحرار” و”الكتلة الوطنية”، خاتمًا بـ”يا ضيعان الأيام”.
فهل سينطفئ وهج التيار الوطني الحر كما إنتهى عهد رئيس الجمهورية ميشال عون؟
مواضيع مماثلة للكاتب:
نبيل مملوك.. صحافي تحت تهمة “الرأي المخالف” | استهداف الجيش وقائده في غير محلّه.. “اتهامات سطحية لدواعٍ سياسية” | إسرائيل “تنهي الحياة” في القرى الحدودية.. ما الهدف من هذا التدمير الممنهج؟ |