بداية سنة 2023 صخب سياسي واقتصادي ودعوات للبننة الإستحقاق الرئاسي


أخبار بارزة, خاص 4 كانون الثاني, 2023

كتبت شهير إدريس لـ “هنا لبنان:

سخونة وحماوة سياسية واقتصادية طبعت الأيام الأولى من العام 2023 وقد تظهرت في الخلاف الذي تفجر بين رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي والتيار الوطني الحر على خلفية ملف سلفة الكهرباء بعد قضية المساعدات للعسكريين، وذلك بعد خلاف رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل مع حليفه حزب الله، وعلى المقلب الإقتصادي فالدولار مستمرّ بمسيرته التصاعدية لترتفع معه أسعار السلع التي تزيد من أزمة المواطنين وتدهور الأوضاع المعيشية. أما سياسياً فلم يغب الإستحقاق الرئاسي عن المواقف والكلمات واللقاءات من بكركي إلى حارة حريك بعد انقطاع دام سنتين والتي حملت رسائل ذات أبعاد سياسية جوهرية.

هذا المشهد السياسي الاقتصادي المتأزم بفعل الفراغ الرئاسي وانحلال الدولة ومؤسساتها من جهة وانتظار يد العون الخارجية من جهة ثانية قد يحظى ببعض الحلول الجزئية خلال الشهرين المقبلين بحسب مصادر سياسية متابعة، والتي تلمح إلى بعض التفاؤل الذي قد يطغى على هذا المشهد مع التوصل إلى حلحلة في موضوع إنتخاب رئيس جديد للجمهورية في ظل تواصل الحراك داخلياً وخارجياً لتسهيل هذا الاستحقاق. إذ أنّ رئيس مجلس النواب نبيه بري وبعد فشل دعوته للحوار قد يكون له مبادرة مختلفة وقد يدعو إلى جلسة جديدة لانتخاب الرئيس في 12 كانون الثاني الجاري لكسر الجمود بعد أن دعا بعض اللجان إلى جلسة مشتركة في 5 كانون الثاني لمتابعة درس مشروع القانون المتعلق بوضع ضوابط استثنائية ومؤقتة على التحاويل المصرفية والسحوبات النقدية.

التفاؤل بإمكانية حصول خرق خارجي لمسألة الفراغ الرئاسي بدده كلام الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله حيث أعاد التشديد على ضرورة لبننة الإستحقاق الرئاسي والتوافق عبر الحوار بين اللبنانيين، وعدم ربطه بأي مؤتمرات أو لقاءات خارجية لا سيما ربطه بالملف النووي الإيراني أو الحوار السعودي الإيراني، أو اللقاء المنتظر الذي سيُعقد في باريس، مقدماً الملف اليمني على الملف اللبناني ومنتقداً التحليلات بشأن مواصفاته للرئيس العتيد في خطاب سابق له لجهة أنّ حزب الله يريد رئيساً يحمي المقاومة بل رئيساً لا يطعن بها، مشيراً إلى أنّ المقاومة لا تحتاج إلى حماية من أحد بل ما نحتاج إليه هو حماية لبنان. كما صوّب علاقة حزب الله مع التيار الوطني الحر مشدداً على التمسك بالتفاهم وتاركاً الخيار للأخير بالحفاظ عليه أو التملص منه وقال: “ستكون هناك لقاءاتٌ قريبة ولا ننزعُ يدنا من أيدي حلفائنا إلا إذا أراد الطرف الآخر ذلك”. فيما غابت قضية حادثة اليونيفيل عن كلمته.

ووفق مصادر متابعة فإنّ كلام السيد نصرالله عن لبننة الإستحقاق إنما يشير إلى تمسّكه بمرشحه غير المعلن رئيس تيار المردة سليمان فرنجية وليس بقائد الجيش العماد جوزيف عون الذي يحتاج إلى تعديل دستوري لانتخابه ويحظى بدعم خارجي لا سيما أميركي، على الرغم من الموقف الواضح والصريح الذي أطلقه رئيس المجلس السياسي لحزب الله السيد ابراهيم أمين السيد، بعد زيارة البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي لمناسبة الأعياد إذ أبدى السيد حرصه على إنجاز الاستحقاق الرئاسي بأقرب فرصة، قائلاً: “إنّ المطلوب التعاطي مع الملف الرئاسي بمسؤولية عالية لأن بلدنا يعيش بظروف صعبة وانتخاب الرئيس له أولوية لما يحمل موقع الرئاسة من مسؤولية كبرى”. وعن إمكانية انتخاب قائد الجيش لرئاسة الجمهورية، قال: “لا فيتو على أحد وندعو إلى التوافق”.

وقد تكون هذه الزيارة التي استبقت سفر البطريرك الراعي إلى الفاتيكان وبعد عظته لمناسبة رأس السنة الجديدة التي عبر خلالها عن أسفه للتشتت الحاصل على الساحة الداخلية اللبنانية ولقاءاته مع بعض القوى السياسية قد فتحت الباب على إمكانية لجم الخلافات السياسية القائمة وفتح كوة في جدار الأزمة لمنع الإنهيار الحاصل في البلاد وضرورة إيجاد حل للفراغ الرئاسي من بوابة بكركي وحارة حريك علها تحدث تغييراً ما في المشهد المتأزم.

قد يحمل البطريرك الهم اللبناني مجدداً إلى الفاتيكان حيث سيقدم التعزية بوفاة البابا بنديكتوس، وقد يتسنى للبطريرك إجراء لقاءات مع المسؤولين في حاضرة الفاتيكان التي تتابع عن كثب كل ما يجري في لبنان وتقوم بدورها باتصالات مع الدول المعنية بالشأن اللبناني من أجل إيجاد حل للأزمة الرئاسية وتسجيل أي خرق من شأنه إنقاذ لبنان.

وفيما حملت الأيام الأولى من السنة كل هذا الصخب والضجيج السياسي رئاسياً وحكومياً ومالياً، تشير مصادر سياسية لموقع “هنا لبنان” أن الأيام المقبلة قد تحمل مزيداً من التأزم وقد تشهد تصاعداً في وتيرة المواقف والخلافات لجهة جلسات انتخاب الرئيس أو انعقاد جلسات مجلس الوزراء وملف الكهرباء والقضاء والقضاة وصولاً إلى الهم المعيشي وأزمة الدواء والأساتذة ومصير العام الدراسي وغيرها الكثير من الملفات الساخنة. فهل ستكون بداية السنة على شاكلة المثل القائل “إشتدي يا أزمة تنفرجي” أم سيستمر مسلسل التعطيل على الأصعدة كافة ليأخذ معه البلد نحو الجحيم؟

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us