لبنان ينتظر الثلوج… فمتى موعدها؟ إليكم الجواب الحاسم


أخبار بارزة, خاص 6 كانون الثاني, 2023

كتبت ريتا بريدي لـ “هنا لبنان”:

لاحظ الجميع أنّ الأحوال الجويّة التي يشهدها لبنان في الموسم الشتوي مختلفة تماماً عن العام الماضي الذي اصطحب معه الكثير من العواصف الثلجية القاسية.

وفي كل مرّة تنتشر فيها الفيديوهات أو الصور والتي تعكس لنا الطقس في الوجهات حول العالم، تنهال التعليقات عبر مواقع التواصل الاجتماعي لمعرفة متى موعد استقبال لبنان للثلوج. فعلى الرغم من الأحوال المعيشية التي منعت أهالي الجبال العالية من الحصول على المحروقات للتدفئة ومعظمهم استبدلوها بالحطب، إلّا أنّه لا يمكننا أن ننسى وجود نسبة كبيرة من العائلات التي تؤمّن معيشتها من قطاع مهم جداً في المناطق المرتفعة بعد أن تتكلل الجبال بالثلج الأبيض.

وبعد أن توقّع معظم الأشخاص أن يكون لبنان على موعدٍ مع عاصفة قوية خلال هذه الأيّام، وبظلّ كل التساؤلات التي لا زالت تُطرح عمّا إذا كان فصل الشتاء سيستمر على هذا النحو، يُجيبنا المتخصص بالأرصاد الجوية وعلِم المناخ الأب إيلي خنيصر بالقول أنّ دراسة الأحوال الجويّة تعتمد قبل كل شيء على حركة الضغط الجوّي، وتحليل قيم الضغط ومراقبة خطوطها المعروفة بالـ ISOBAR، ولها الدور الرئيسي بتوجيه الرياح، وتحديد قوتها، واتجاهها، كما تساهم الضغوط الجوية بتحريك مجرى المُنخفضات الجويّة فوق المحيطات وفي القارات.

ويُشير في حديثه لموقع “هنا لبنان” أنّه بناء على ما تقدّم، نرى أنّ الضغوطات المرتفعة التي سيطرت على وسط أوروبا نزولاً نحو البحر المتوسط وشمال افريقيا، سببها تمدّد المرتفع الآزوري بضغط بين 1030 و1036 hpa، بالإضافة إلى حركة المرتفع شبه المداري فوق الشرق الأوسط بين 1024 و1034hpa . وقد ساهم هذا الوضع بتحويل مجرى المنخفضات نحو الدول الاسكندينافية باتجاه وسط روسيا، فغابت الأمطار والبرودة القطبية عن الحوض الشرقي للبحر الأبيض المتوسط منذ حوالي ١٢ يوماً، وغابت معها الثلوج.

أما بالنسبة إلى سيناريو التيارات الباردة التي شهدناها العام الماضي، والتي انطلقت من 17 كانون الثاني واستمرت لغاية 27 آذار، فقد تأثّر هذا الوضع بحركة المنخفض الأيسلندي، وهو عبارة عن منطقة من الضغط المنخفض تتأرجح بين أوروبا وكندا وشمال الولايات المتحدة، وبما أنّ “الأيسلندي” كان متمركزاً جنوب كندا وفوق البحيرات الخمس، استقطب قوة القطب الشمالي نحو أميركا وضربها بعواصف ثلجية محوّلاً القارة بقسمها الأكبر إلى “قطبية”، بخاصة حين تفاوتت الضغوط الجوية المنخفضة والمرتفعة بين 1045 و985hpa ما ساهم بسرعة رياح جليدية لامست 110 كم في بعض الولايات.

ويُتابع الأب إيلي خنيصر بالقول أنّ هذا الأيسلندي، الذي هو مصدر الخيرات لأنّه يستقطب المنخفضات الجوية والرياح الباردة نحو المناطق التي يتحكم بها، يغيب منذ فترة عن شرق أوروبا وغرب روسيا، لذلك نرى حتى الساعة، أنّ المنخفضات لا زالت ضعيفة في لبنان وسوريا وفلسطين، والتيارات الجليدية ضعيفة حتى على ارتفاع 3000 متر ما يُعادل طبقة 500hpa إذ تتراوح بين -4 و -6، إذ من المفترض أن تكون في مثل هذا الوقت، بين -15 و -20 الأمر الذي يُساهم بتدني مستوى الثلوج نحو 400 متر تقريباً.

فيما يقع اليوم لبنان بِخسارة في الهطولات، سببها المرتفعات الجوية التي حجبت الأمطار عن المنطقة وذلك بمعدل يتراوح بين 250 إلى 350 ملم بين الجبال الغربية والداخل، وما زالت الحرارة مرتفعة عن معدلها العام بخمس درجات مئويّة ساحلاً وعشر درجات مئويّة جبلاً وبقاعاً، بسبب عدم وصول الكتل القطبية إلى لبنان، لا بل إلى مصر وسيناء.

من المفترض أن ينقلب هذا السيناريو، تدريجياً اعتباراً من يوم السبت أي 07 كانون الثاني وتبدأ الأمطار تتساقط في لبنان على أن تعود المنخفضات نحو اليونان وتركيا ومن ثمّ لبنان والجوار بشكلٍ منتظم خلال القسم الثاني من هذا الشهر.

ماذا عن الثلوج؟

يكشف لنا الأب إيلي خنيصر أنّه حتى ولو سلكت المنخفضات الجويّة الخط المذكور أعلاه وضربت لبنان بشكلٍ مستمر، فسوف ينحسر مستوى تساقط الثلوج بين 1500 و1700 متر وما فوق، ما لم تشتد حدّة البرودة القطبية وتتدنى درجات الحرارة على ارتفاع 1450 متر، أي ما يوازي 850hpa إلى -3 و -5 و -7 لكي نشاهد الثلوج على الجبال المتوسطة والمنخفضة، الأمر الذي ما زال غائباً حتى منتصف الشهر الحالي.

وسوف تشهد إذاً الجبال التي تعلو 1700 متر خلال هذين اليومين وخلال الأسبوع المقبل تساقطاً للثلوج وتراكمات لا بأس بها فوق 1900 متر.

باختصار، يُعتبر الموسم، حتى تاريخ هذا اليوم، سيئاً من حيث البرودة القطبية، ومن حيث قلة الأمطار بين الجبال والداخل، علماً أنّها كانت ممتازة على الخط الساحلي بخاصة الوسط، حيث ضربت السيول والفيضانات في الشهر الماضي الخط الممتد من بيروت نحو جبيل.

ويختم الأب إيلي خنيصر بالقول أنّنا بانتظار أن يتبدل هذا السيناريو من تراجع المرتفعات عن أوروبا وانحراف السيبيري عن غرب آسيا الذي سيصل خلال الأيّام المقبلة إلى 1060 hpa، ونأمل أن تشتدّ حركة المنخفضات والتيارات الباردة نحو الحوض الشرقي للبحر المتوسط في النصف الثاني من شهر كانون الثاني.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us