عمليات تكميم المعدة بين التجميل والضرورة الصحية.. ماذا ينصح الأطباء؟
كتب طوني سكر لـ “هنا لبنان”:
أعادت حادثة وفاة وديع وسوف، إبن الفنان جورج وسوف الحديث عن العمليات الجراحية والأخطاء الطبية المرتبطة بها، حيث يكثر الحديث في الصالونات عن أسباب الوفاة.
فالبعض يضع السبب على الطبيب والطاقم الطبي والمستشفى والبعض الآخر يربطه بصحة الشخص المريض، والبعض يدخل في فحوى العملية الجراحية وضرورتها.
في ما يتعلق بجراحة تكميم المعدة وتحويل المجرى، يكثر الحديث لدى البعض عن ضرورة هذه العملية، فالبعض يضعها في خانة الاختيارية، ويعتبر أنّ هناك طرقاً أخرى لخسارة الوزن، ولكن يجهل البعض أنه في بعض الحالات الوزن الزائد من الصعب خسارته بحيث يجهد العديد من الأشخاص لخسارة الوزن بكافة الطرق ولكن بدون جدوى.
وللإضاءة على هذا الجانب، كان لـ “هنا لبنان” حديث مع البروفيسور أنطوان جعجع، الأخصائي في أمراض الجهاز الهضمي والكبد، عمّا إذا كان ينصح بعمليات تكميم المعدة، شرح أنّه “عندما يكون لدى الشخص وزن زائد أو عندما يكون لديه مشاكل صحية من سكري وضغط الدم مع وزن زائد، تضطر أن تعطي هذا المريض علاجات عادية، من “دايت” ورياضة لتخفيض الوزن، ولا نصل إلى نتيجة، لذلك في بعض الأوقات هناك ضرورة للجوء للعملية الجراحية في المعدة، ولهذه العمليات الجراحية أنواع عدة، وأكثرها انتشاراً هي جراحة تكميم المعدة (Sleeve) وجراحة تحويل المجرى (Bypas)، وهذا لا يعني أنها فقط العمليات الجراحية المتاحة فهناك عمليات أخرى أيضاً”.
وأضاف: “هذه العمليات يجب أن يعمل بها، فهي تقدّم لصحته فوائد إيجابية، لأنّه عندما يكون لدى المريض زيادة في الوزن ويعاني من مشاكل صحية مثل ضغط الدم والسكري والكوليستيرول، مما يعرّض المريض لمشاكل في الشرايين والقلب وجلطات دماغية”، مشيراً إلى أنّه “لا يكون للمريض حل سوى اللجوء إلى العملية الجراحية لتخفيض الوزن لأنّ الأمور الباقية، من ريجيم ورياضة، فشلت بتخفيض الوزن لذلك لا يبقى سوى هذا الحل”.
وعن مضاعفات هذه العمليات الجراحية على الصحة العامة للمريض، يقول جعجع: “عندما تقوم بمثل هكذا عمليات جراحية هناك نوعان من الخطر: الأول وهو الخطر الحاد عند القيام بالعملية، فالعملية هي جراحة ويستعمل فيها المخدّر العام وكل عملية، مهما كانت لها بعض المضاعفات والاشتراكات العادية التي من الممكن أن تحصل، فالمريض الذي تقوم بقص معدته وتحويل المجرى ويقوم الطبيب بالتقطيب، من الممكن أن تفشل إحدى القطب، فهناك نسبة مئوية من القطب لا تنجح مهما كان الجراح ماهراً، إذ هناك إمكانية لاشتراك معيّن، وهذه الاشتراكات التي يمكن أن تحصل بإمكانها أن تؤدي إلى مشاكل منها الالتهابات، الخراج في المعدة، أو نزيف في المعدة وإلى ما هنالك”، متابعاً: “يعاني المريض أحياناً من اشتراكات تدور في دائرة مغلقة لا يخرج منها، وهذا ما حصل مع وديع وسوف، فمن المؤكّد أنه واجه اشتراكات، وجسمه لم يتحمل هذه الاشتراكات وبالتالي توفّي”.
وعن نسبة المخاطر في هذا النوع من العمليات، يختم: “من المؤكّد أنّ هناك مضاعفات لهذه العمليات، ولكن لا يمكننا أن نصفها بـ “المخاطر” في المطلق، فالمخاطر أيضاً تتعلق بوضع المريض، والعملية تختلف بين شخص وآخر فمن وزنه ٩٠ كلغ أو ١٠٠ كلغ ليس كمن وزنه ١٨٠ كلغ”، موضحاً أنّه “إذا كان الشخص يعاني في الوقت نفسه من السكري وضغط الدم والكوليستيرول، أو مشاكل قلبية أو يأخذ دواء سيلان، فالمخاطر يمكن أن تكون من ١٪ إلى ١٠٪ ، وهي مختلفة حسب الشخص وأوضاعه الصحية، وهذه العملية كأي عملية، تكون المخاطر فيها ١ بالألف إذا كان المريض بصحة جيدة وترتفع إذا كان لدى الشخص مشاكل صحية”.
مواضيع مماثلة للكاتب:
بسام مولوي من معدن الرجال الرجال! | لبنان يتأرجح بين مطرقة شاوول وسندان الشامي! | انتخابات القوات أمثولة… كيروز لـ “هنا لبنان”: القوات إطار جامع لأجيال المقاومة |