هجوم مركّز على مواقع مسيحية
كتب بسام أبو زيد لـ”هنا لبنان”:
في وقت متزامن وبوتيرة مستمرة يتواصل أولا الشغور في الموقع الرسمي المسيحي الأول،ويتواصل ثانيا الهجوم على قائد الجيش وحاكم مصرف لبنان ورئيس مجلس القضاء الأعلى ورئيس التفتيش المركزي والمدير العام لإدارة المناقصات.
هذه كلها مواقع مسيحية وتحديدا مارونية، وليس هناك من مواقع أخرى لطوائف أخرى في الدولة تهاجم بهذا الشكل العنيف،ما يؤكد أن الهدف ليس الأشخاص بل الموقع بحد ذاته،وكأنه يراد لهذه المواقع أن تكون مهمشة وأن يكون شاغلوها من التابعين والمأمورين.
الهجوم على هذه المواقع أطلقت وتطلق شرارته قوى مسيحية منضوية في محور الممانعة،فتستغل قوى هذا المحور من الطوائف الأخرى هذه الهجمة من أجل تدجين هذه المواقع في سياق عملية هدم الدولة والنظام لتعود لاحقا وتطالب بها في سياق وضع يدها بشكل كامل على السلطة وقيام نظام جديد يجرد المسيحيين من أي موقع قوة بحجة الديمغرافيا أولا وعدم الإطمئنان إلى المسيحيين في شغل هكذا مواقع لأنه وبنظر قوى الممانعة تسهل عملية إدخالهم في ما يسمى “مؤامرة” تتخلى عن تحرير فلسطين وتربط لبنان بدول العالم المتقدم والمتحضر.
ينطلق المسيحيون الضالعون بالفعل في المؤامرة على هذه المواقع المسيحية من عناوين مسيحية ووطنية كبيرة في محاولة لغش الرأي العام،ولكن الحقيقة أنهم إن لم يتمكنوا من شغل أي منصب يرغبونه يعمدون إلى تطبيق سياسة الأرض المحروقة في سبيل تحقيق الهدف الشخصي ولو كان ذلك سيؤدي إلى تغيير هوية لبنان وتعدديته،فمعاركهم في الماضي أصابت المسيحيين بالخسارة فدفعوا الثمن في الطائف واليوم يكررون التجربة ليعودوا فيتباكوا على منصب الرئيس وكل المناصب التي ذكرناها.
مواضيع مماثلة للكاتب:
 في لبنان ما يستحق الحياة |  تنفيذ ١٧٠١ محكوم بقرار “الحزب” |  يحقّ لنا أن نسأل |
