النوم في البرلمان ولبنان الجديد
الاعتصام في البرلمان كحركةٍ اعتراضيةٍ لن يجدي نفعاً إن لم يترافق مع حركةٍ سياسيةٍ تجمع كل معارضي محور الممانعة وحلفائه حول مرشح واحد ليجمع ٦٥ صوتاً تكون كفيلةً بإيصاله إلى سدة رئاسة الجمهورية..
كتب بسام أبو زيد لـ “هنا لبنان”:
ليس من الخطأ أن يعتصم نواب في البرلمان من أجل الضغط لانتخاب رئيسٍ للجمهورية، وهي مبادرة مشكورة من قبل نوابٍ تغييريين بادروا ويبادرون في موضوع انتخابات رئاسة الجمهورية.
هذه المبادرة الجديدة من قبل هؤلاء النواب يؤمل أن تؤدي إلى نتيجةٍ، ولكن لا يبدو أن التجاوب معهم من قبل نواب آخرين سيكون متوفراً بشكل كامل ولا سيما من النواب الذين يوصفون بالسياديين والذين يقترعون بالتحديد للنائب المرشح ميشال معوض، علماً أن بعض هؤلاء قد زاروا المعتصمين في البرلمان لإبداء التأييد لا للإعتصام بحد ذاته من أجل تكرار القول والضغط بأن المجلس النيابي يفترض بأن يكون في حال انعقاد دائم حتى انتخاب رئيس للجمهورية، كما لفت أيضاً أن نواب تغييريين اقتصرت حركتهم على تشجيع النائبين نجاة عون وملحم خلف والمكوث معهما لوقت قصير ليعود هؤلاء فيما بعد إلى منازلهم وممارسة حياتهم بشكل طبيعي.
عدم التجاوب المتوقع هذا سببه أن النواب المعتصمين ما زالوا بدايةً مصرين على التمسك بمرشحين لموقع رئاسة الجمهورية لا يتجاوز عدد الأصوات التي يحصلون عليها الـ ٨ أصوات أو حتى صوتاً واحداً، ولم تنفع معهم كل الجهود من أجل أن تصبّ أصواتهم في اتجاه المرشح الأقوى حالياً وهو النائب ميشال معوض ومنحه المزيد من الأصوات في محاولة لأن يعيد الطرف المعطل حساباته ويسارع إلى ترشيح شخصية أخرى في المقابل، علماً أن المرشح معوض يستوفي كل المواصفات التي ينادي بها التغييريون من توجهات سياديةٍ وإصلاحيةٍ ولو كان بعض هؤلاء التغييريين يحاول إنكارها لأسباب خاصة.
إن الاعتصام والنوم في البرلمان كحركةٍ اعتراضيةٍ لن يجدي نفعاً إن لم يترافق مع حركةٍ سياسيةٍ تجمع كل الذين يواجهون محور الممانعة والمتحالفين معه، بحيث يتمكن هؤلاء من الإجماع على مرشح واحد فيجمع ٦٥ صوتاً تكون كفيلةً في أي دورةٍ ثانيةٍ بإيصاله إلى سدة رئاسة الجمهورية، وهذا الأمر لن يحصل طالما تحصن هؤلاء التغييريون بطوباوية أصبحت وسيلةً يستغلها التعطيليون من أجل فرض شروطهم وزيادة الانشقاق في صفوف معارضيهم وبعضهم يفرط أيضاً بوحدة الموقف من خلال الاقتراع بعبارة “لبنان الجديد” التي لا هي ولا طوباوية التغييريين ستأتي برئيس على قدر تطلعات اللبنانيين ولصالح الوطن.
مواضيع مماثلة للكاتب:
في لبنان ما يستحق الحياة | تنفيذ ١٧٠١ محكوم بقرار “الحزب” | يحقّ لنا أن نسأل |