“النوادي مزدحمة”.. لبنانيون يقاومون الانهيار بالرياضة!
أقفلت جائحة كورونا صالات النوادي الرياضية ودفعت بالرياضيين نحو الحدائق والأرصفة، لتعود وتزدحم بهم بعد فكّ قيود الحجر الصحي.
كتبت فاتن الحاج حسن لـ “هنا لبنان”:
مع بداية الأزمة اللبنانية وارتفاع سعر صرف الدولار الذي ترافق مع غلاء في المعيشة وارتفاع في أسعار جميع السلع والخدمات بطبيعة الحال، بقيت النوادي الرياضية مقصداً للبنانيين كونها المتنفّس الوحيد لكل الضغط الذي يثقل كاهلهم.
ثمّ جاءت جائحة كورونا وأقفلت بإجراءاتها النوادي الرياضية وصالات التدريب المغلقة، ما دفع اللبنانيين إلى التوجّه لممارسة الرياضة في الهواء الطّلق، فيما تراجع الإقبال على النوادي الرياضيّة بفعل الحجر الصحي والخوف من العدوى.
وما إن أزيلت قيود التباعد الاجتماعي وعادت الحياة إلى طبيعتها نوعاً ما، حتّى عادت النوادي الرياضيّة تزدحم بمن يمارسون فيها الرياضات على أنواعها.
وتنتشر النوادي الرياضيّة بكثرةٍ في مختلف المناطق اللبنانية وخصوصاً في العاصمة بيروت وفي المدن الرئيسيّة.
وفي السياق، يشدّد المدرّب الرياضي في نادي بيبلوس الرياضي في مدينة جبيل شربل صادر في حديث لـ “هنا لبنان” على أهميّة الرياضة إذ تساعد على الوقاية من بعض الأمراض مثل الضغط والسّكّري وأمراض القلب وقصور الدورة الدمويّة والإكتئاب والسّمنة؛ كما أنّها تفيد جدّاً في تحريك العضلات وتقويتها وليونتها، وتعطي بنيةً صلبةً للجسم وتقوّي المناعة.
وعن أهميّة ارتياد النوادي الرياضيّة، أوضح صادر أنّ “النوادي تمنح روّادها الصحّة والرشاقة والقدرة على استعادة الصفاء الذهني، والوصول إلى أقصى درجات اللياقة البدنيّة، وهي مكان للجميع من أجل تخفيف الضغوط النفسيّة والعصبيّة ما يساعد الرياضي على تنفيس الطاقة السلبيّة وبخاصّةٍ لمن يمارس الرياضة عدّة مرّاتٍ في الأسبوع، كما أنّ النشاط الرياضي يخرج الغضب ويساعد في ترك العادات السيّئة”.
وحول نسبة الإقبال على النوادي الرياضيّة مقارنةً بالسنوات الماضية، قال: “قبل جائحة كورونا عام 2019، كان الإقبال جيّداً جدّاً؛ أمّا في فترة كورونا فتراجع الإقبال. ليعود بعد ذلك بشكلٍ مكثّف فباتت النوادي محجوزةً بالكامل. ورغم الأزمة المعيشيّة توجّه الناس نحو الرياضة التي هي ملاذ آمن ومتنفّس للأولاد والأهل على حدٍّ سواء.
فبات الجميع يسارعون للدخول إلى النوادي الرياضيّة حرصاً على صحّتهم، خصوصاً وأنّ النوادي الرياضيّة انتشرت بشكلٍ كبيرٍ ما يسمح لمختلف الطبقات الاجتماعيّة بارتيادها، كلّ تبعاً لإمكانيّاته الماديّة وأهوائه”.
علماً أنّ هناك طبقةً من هواة الرياضة ولظروفٍ ماديّة؛ اكتفوا بالرياضات الطبيعيّة في الهواء الطلق كالمشي أو الهرولة على الأرصفة أو على الشواطئ أو البولفارات أو في الحدائق العامّة.
الوقاية خير من ألف علاج، هي القاعدة التي يتّبعها اللبناني ربما فيواظب على ارتياد النوادي الرياضية فمهما ارتفعت تسعيرة اشتراكاتها لن تصل حتماً لما يوازي زيارة طبيب أو دخول مستشفى قد يحتاجها إذا ما أهمل صحته.
مواضيع مماثلة للكاتب:
قطاع تربية النحل بين الإهمال الحكومي والاهتمام الأممي | فؤاد شهاب .. “الرئيس القائد”! | متلازمة الفيبروميالجيا: الأسلوب الأفضل للعلاج |