“اللفت المسموم”.. لبنانيون يأكلون مواداً مسرطنة!
مواد كيميائية تستخدم في العديد من الصناعات الغذائية، وجهات أوروبية تنتفض وتحذّر لبنان.
كتبت نايلة المصري لـ “هنا لبنان”:
أعاد البيان الصادر عن وزير الصناعة في حكومة تصريف الأعمال النائب جورج بوشكيان، والمتعلق بمنع استعمال المادة الملونة Rhodamine B في صناعة مخللات اللفت، أزمة المواد المسرطنة إلى الواجهة، لا سيّما وأنّ هذه المادة أحدثت إشكالية سابقاً بين لبنان والدولة التي يصدّر إليها اللفت.
وبحسب وزارة الاقتصاد، فإنّ هذا التعميم، جاء عطفاً على المراسلة التي وردت إلى وزارة الصناعة من قبل بعثة لبنان لدى الإتحاد الأوروبي، والتي تطالب بإخضاع اللفت اللبناني للمزيد من الرقابة على الحدود الجمركية الأوروبية عند الإستيراد بإدراجه على المرفق /٢/ من القرار الأوروبي رقم ۲۰۱۹/۱۷۹۳ بعد أن كان مدرجاً على المرفق رقم /١/ وما يترتب على ذلك من وجوب تقديم شهادة رسمية ونتائج تحاليل مخبرية مع كل شحنة لفت تثبت خلوّه من مادة Rhodamine B.
وسبب هذا التعميم هو رصد حالات عدّة لم يلتزم فيها مصدّر اللفت اللبناني بالمواصفات الأوروبية، وفيما سيدخل القرار الأوروبي حيّز التنفيذ بعد 20 يوماً من تاريخ نشره في جريدة الإتحاد الأوروبي الرسمية، بدأت وزارة الاقتصاد نشاطها، إذ أعلمت جميع الصناعيين والتجار والمعنيين، بأنّها لن تصدر شهادات صناعية وإفادات صناعية ولن تصدّق على فواتير وشهادات منشأ خاصة باللفت، إلاّ بعد إبراز فحوص مخبرية من معهد البحوث الصناعية تبيّن خلوّه من مادة Rhodamine B، بالإضافة إلى تقديم تعهّد بعدم إستعمال هذه المادة الملونة في تصنيع اللفت.
كل ما سبّق يدفع إلى السؤال، عن ماهية هذه المادة ومخاطرها؟!
قبل الغوص في هذا الموضوع، لا بد أن نعود إلى العام 2018، حيث أصدر وزير الصناعة آنذاك حسين الحاج حسن قراراً منع بموجبه استخدام المواد الملونة Rhodamine B، E122 (Azorubine, carmoisine)، E124 (ponceau 4 R, cochineal red a)، E129 (Allura Red Ac)، أو أي مواد أخرى يمكن أن تشكل خطراً على الصحة العامة في صناعة المخللات.
وحينها قال الوزير إنّه استند بقراره إلى شكاوى عديدة وردت إلى الوزارة من دول أوروبية.
هذا الملف يعيد أيضاً إلى الواجهة السلامة الغذائية، فهل كان على الوزارة المعنية انتظار الموقف الأوروبي قبل أن تتحرك؟
للإجابة عن هذه النقاط، تواصل “هنا لبنان” مع رئيس جمعية حماية المستهلك زهير برو، الذي أوضح لنا أنّ “المواد الكيميائية التي يتم استخدامها في اللفت اللبناني ليست جديدة على الإطلاق، وقد ورد للبنان العديد من التحذيرات الأوروبية، غير أنّ غياب الدولة أدّى إلى تفاقم الموضوع واستمراره حتى اليوم”، لافتاً إلى أنّ “جمعية حماية المستهلك قدمت العديد من الشكاوى بحق أحد المصانع في البقاع الذي يعمل على استخدام هذه المادة في اللفت، إلّا أنّ أحداً لم يتحرك، وتم التغاضي عن الموضوع”.
وأشار برو إلى أنّ “العديد من الصبغات لا تزال تستخدم في موضوع اللفت، والدولة عاجزة عن الحزم في منعها، كما أنّها عاجزة عن تطبيق القانون وفرض السيطرة”.
إذاً، على ما يبدو فإنّ الغذاء في لبنان لم يعد سليماً، وفي غياب الرقابة على المواطن أن يراقب مأكله ومشربه كي لا يغرق في أتون التلوث الصحّي.