أهالي ضحايا تفجير المرفأ يعملون على أكثر من خط.. والفاتيكان وجنيف وجهتهم المقبلة
أهالي ضحايا تفجير مرفأ بيروت لن يستكينوا قبل تحقيق العدالة مهما كان الدرب طويلاً وشاقاً، وها هم اليوم يطالبون بلجنة تقصي حقائق دولية. وقد لاقاهم في ذلك تكتل الجمهورية القوية وبعض قوى التغيير، كما انضمت إليهم مؤخراً إليهم عائلة لقمان سليم الباحثة أيضاً عن عدالة لم تتحقّق..
كتبت شهير إدريس لـ “هنا لبنان”:
عاد المحقق العدلي في انفجار مرفأ بيروت القاضي طارق البيطار إلى مزاولة عمله بعد انقضاء سنة وثلاثة أشهر على كف يده عن القضية وسط ضجة قضائية ونيابية وشعبية لم يشهد لبنان لها مثيلاً في تاريخه.
وعلى وقع إخلاء سبيل الموقوفين اتّخذ البيطار قراراً بالادّعاء على ثمانية أشخاص أبرزهم النائبين غازي زعيتر وعلي حسن خليل والمدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم والمدير العام لأمن الدولة اللواء طوني صليبا. وينتظر أن يستدعي القاضي بيطار الإثنين المقبل وبعد عودته إلى مزاولة عمله في مكتبه في قصر العدل في بيروت كلًّا من الوزير السابق نهاد المشنوق والنائب غازي زعيتر اللذين لن يحضرا بالتأكيد إلى التحقيق بعد طلبات كف اليد التي تقدّموا بها سابقاً.
هذه القضية التي تعتبر جريمة العصر تتزامن مع تحرك أهالي الضحايا والشهداء جراء انفجار المرفأ والذي لم يتوقف منذ وقوعه وقد ازداد هذا الحراك زخماً على ضوء استدعاء شقيق الشهيد جو نون وليم نون إلى أمن الدولة للتحقيق معه ومع آخرين من الأهالي الذين يؤكدون على استمرار تحركاتهم في الشارع وعلى كافة المستويات داخلياً وخارجياً من أجل إحقاق الحق والعدالة لا سيما بعد قيام بعض من السلطة السياسية والقضائية إلى التعمية عن إظهار الحقيقة بشتى الطرق والوسائل. فما كان من الأهالي والمتضرّرين الذين لم يعد أمامهم أي سبيل في الداخل اللبناني إلا اللجوء للمطالبة بلجنة تقصي حقائق دولية.
آخر التحركات التي يقوم بها الأهالي بعيداً عن الأضواء لقاءات مع بعض الشخصيات المهمة وأبرزها بحسب مصادر مطلعة لموقع “هنا لبنان” كان لقاءً استمر لساعتين بين وفد من أهالي وضحايا الانفجار مع السفير البابوي باولو بورجيا في حريصا، حيث جرى البحث في آخر مستجدات القضية، إضافة إلى تحديد الأسماء التي ستكون ضمن الوفد الذي يطالب بزيارة الفاتيكان للقاء قداسة البابا فرنسيس لتسليمه تقريراً يشرح القضية وأهمية الضغط من أجل تبني الفاتيكان لإجراء تحقيق دولي أو تشكيل لجنة تقصي حقائق دولية. وأكدت المصادر أن السفير البابوي طلب من الوفد أن تبقى نتائج اللقاء سرية واعداً بالعمل على هذا الأمر مع دوائر الفاتيكان ومبدياً تجاوبه مع المطالب المطروحة.
على خط آخر كان أهالي الضحايا قد قدّموا عريضة من أجل تشكيل لجنة تقصي حقائق دولية ولاقاهم في هذا الأمر تكتل الجمهورية القوية الذي تبنى عريضة الأهالي وأرسل بدوره عريضة إلى الأمم المتحدة استناداً إلى انتهاكين لحقوق الإنسان: الانتهاك الأوّل لحقّ الحياة، والانتهاك الثاني لحقّ التعويض الذي هو حقّ أساسيّ لذوي الضحايا وللمتضرّرين بأنّ يتمّ التعويض عنهم من خلال محاكمة عادلة ومن خلال حكم يُنزِل العقاب بالجُناة، ويقوم وفد من نوّاب التكتل وأبرزهم النائب القاضي جورج عقيص بلقاءات مع سفراء الدول الأعضاء في مجلس حقوق الإنسان في جنيف ومنهم سفراء الأرجنتين وأستراليا وألمانيا وقطر وبلجيكا، للمساعدة في طرح مسألة تشكيل لجنة تقصي الحقائق الدولية في مقر مجلس حقوق الإنسان الذي سيعقد جلسة للهيئة العامة في 23 آذار المقبل والذي يضم 47 دولة. وبحسب المعلومات يؤكد السفراء أنه في حال تبنّت أيّ دولة من الدول الأعضاء مطلب إنشاء لجنة تقصي حقائق دولية في جنيف فإنّ دولهم قد توافق ومن المحتمل أن تتبنّى فرنسا هذا الأمر للاهتمام الذي توليه لهذه القضية الحسّاسة لا سيّما أنّ القضاء الفرنسي بات لديه تصوّراً كاملاً وقد أنجز تحقيقاته حول القضية بانتظار إنهاء القضاء اللبناني لمهمته.
وفيما طالب أيضاً بعض نواب التغيير وهم وضاح الصادق ومارك ضو، بمشاركة “تجمّع 4 آب” وعدد من قوى التغيير بضرورة تشكيل لجنة تحقيق دولية في جنيف، أشارت مصادر أهالي وضحايا انفجار المرفأ بأن هناك أكثر من منظمة دولية كمنظمة العفو الدولية ومؤسسة بريطانية تدعى (لو) يتواصلون معها وتعمل معهم من أجل تشكيل لجنة تقصي حقائق دولية، إضافة الى استعداد ألمانيا لرفع دعاوى للمتضررين على معطلي التحقيق في كل من ألمانيا وفرنسا. وسيستمر الأهالي بالضغط لتحقيق العدالة بشتى الوسائل على الرغم من الترهيب الذي يمارس ضدهم وضد قاضي التحقيق طارق البيطار. وتزامناً مع ذكرى اغتيال الصحافي لقمان سليم تنضم عائلته إلى الأهالي للمطالبة بتشكيل لجنة تقصي حقائق دولية لتفجير المرفأ وقضية لقمان سليم حيث أكدت زوجته أنه في حال لم تتحقق العدالة في لبنان فسنبحث عنها في الخارج.
