لبنان باقٍ على خط الزلزال السياسي
تعطيل انتخابات الرئاسة ليس نابعاً من مصلحة لبنانية تنقذ لبنان ممّا هو فيه وتضعه على المسار الصحيح لبناء دولة قوية واقتصاد مزدهر وانفتاح على كل دول العالم
كتب بسام أبو زيد لـ “هنا لبنان”:
في المنطق المقلوب في لبنان أن معطلي الانتخابات الرئاسية لا يترددون في القول بأنهم يريدون انتخابات في أسرع وقت ممكن، ويدعون أيضًا للحوار من دون أن يوضحوا صراحة أهدافهم من هذا الحوار.
نواب حزب الله هم في طليعة من يغادرون القاعة العامة لمجلس النواب في سياق إفقاد النصاب، ولكنهم في الوقت عينه يتحدثون عن رغبة سريعة في انتخاب رئيس للجمهورية ويرفضون ما يسمونه “مرشح التحدي” متخذين منه ذريعة التعطيل، ويدعون أيضًا للحوار ولكنه حوار كما أصبح واضحاً من أجل أن تتبنى كل الأطراف مرشحهم أو أن يفرضوا هذا المرشح على الجميع والسؤال هنا ألا يكفي ما يقارب الـ ٤ أشهر من الشغور الرئاسي كي يقتنع حزب الله أن ليس بإمكانه إيصال مرشح موالٍ له ١٠٠% إلى سدة الرئاسة؟ ألم يحن الوقت ليجلس الحزب إلى طاولة حوار فعلي وليس فولكلوري من أجل التفاهم على رئيس يكون في خدمة لبنان لا في خدمة محور؟
نواب التيار الوطني الحر يواصلون الاقتراع بورقة بيضاء أو بعبارات فارغة ولا يعترضون على تطيير النصاب، ويجول رئيس التيار النائب جبران باسيل متحدثاً في عموميات وعناوين رئاسية لا تساهم سوى في إطالة أمد الشغور، إذ ليس هناك أيّ خطوات عملية أقلها أن يعلن التيار مرشحاً له فإما النائب باسيل أو غيره، ويبدو أن عدم الإقدام على خطوة عملية من هذا النوع هي استمرار وجود قناعة لدى رئيس التيار بأنه سيكون رئيساً للجمهورية عاجلاً أم آجلاً.
إذاً تعطيل انتخابات الرئاسة ليس نابعاً من مصلحة لبنانية تنقذ لبنان مما هو فيه وتضعه على المسار الصحيح لبناء دولة قوية واقتصاد مزدهر وانفتاح على كل دول العالم، فالخيارات التي يضع حزب الله والتيار الوطني الحر اللبنانيين أمامها لن تكون سوى استمرار لواقع الحال الراهن ولن تضع لبنان على خط الاستقرار بل ستبقيه على خط الزلازل السياسية والأمنية والاقتصادية وربما ستتوسع عندها الارتدادات لتصل إلى حد حرمان اللبنانيين حتى من المساعدات الإنقاذية فيبقون تحت أنقاض سياسات التدمير ينتظرون الموت ببطء.
مواضيع مماثلة للكاتب:
في لبنان ما يستحق الحياة | تنفيذ ١٧٠١ محكوم بقرار “الحزب” | يحقّ لنا أن نسأل |