فاتورة المستشفيات “تدولرت” والضمان لا يغطي ربعها.. هل بات الاستشفاء في لبنان للأغنياء فقط؟
كلفة الدخول إلى المستشفى أصبحت تدفع إمّا بالدولار الأمريكي أو حسب سعر الصرف اليومي، وأتعاب الطبيب المعالج أيضاً بالدولار، فيما الضمان يغطي 25% تقريبًا من تكلفة الاستشفاء..
كتبت ريتا صالح لـ “هنا لبنان”:
بعدما أحكمت الأزمة الاقتصادية والمالية قبضتها على كافة القطاعات، سلك قطاع الاستشفاء في لبنان طريقه نحو الدولرة، فبات المواطن اللبناني مكبّل اليدين وعاجزًا على دفع المبالغ الخيالية المترتبة عليه إذا اضطر لدخول المستشفى مكرهاً، إذ صار يعتمد مبدأ الوقاية خير من ألف علاج حتى يتجنّب دخول المستشفيات..
وفي ظل عجز الدولة اللبنانية عن مواجهة الأزمة، بات مستقبل القطاع الصحي ضبابياً وبأمس الحاجة لحلول جذرية تعيده إلى مساره العلمي المتطوّر والمنفتح على الأرجاء الطبية العالمية.
قبل الانهيار الاقتصادي، كان أغلب المواطنين يعتمدون على الجهات الضامنة مثل الضمان الاجتماعي لتغطية تكاليف استشفائهم، ولكن هذا الواقع تغير اليوم إذ لم يعودوا يعوّلون عليها خصوصًا بعدما أصبحت كل القطاعات رهينة الدولار وتقلّباته.
وفي هذا السياق، أشار نقيب المستشفيات الخاصة في لبنان الدكتور سليمان هارون في حديث لـ “هنا لبنان” إلى أنّ كلفة الدخول إلى المستشفى أصبحت تدفع إمّا بالدولار الأمريكي أو حسب سعر الصرف اليومي، لافتاً إلى أنّ القطاع الصحي لا يزال يعاني من صعوبة في تأمين المواد والمعدات الطبية، بحيث أن كلفتها تُدفع كلها بالدولار.
أمّا بالنسبة لتغطية الضمان الاجتماعي، أوضح هارون أن الضمان يغطي 25% تقريبًا من تكلفة الاستشفاء، ولكن على معدل أربع آلاف ليرة لبنانية للدولار فقط.
وعن أتعاب الطبيب المعالج، يشير إلى أن شركات التأمين تدفع له بالدولار، وكل مواطن على نفقة الضمان الاجتماعي أو وزارة الصحة، أو المؤسسة العسكرية والقوى الأمنية يدفعون له بالليرة اللبنانية.
وفي المقابل، يؤكد هارون أن الصعوبات الكبيرة التي تواجهها المستشفيات في ظلّ الأزمة الاقتصادية، هي تأمين مستلزماتها ومعداتها وكل المواد اللازمة والضرورية لمعالجة أي مريض، مضيفًا أن الصعوبات لا تكمن فقط بكيفية تأمين هذه المواد، بل المستشفيات تعاني أيضًا من مشاكل في تأمين الكثير من مستلزماتها الأساسية كالطعام، ولا سيّما المحروقات، ومنها مادة المازوت المرتفعة الكلفة والمتقلبة مع تقلب الدولار، مشددًا على أن هذه المصاريف قد ارتفعت بشكل كبير جدًا.
وقال إن المشكلة الكبيرة اليوم تدور حول التلاعب بسعر الدولار، سائلاً: هل الدولة قادرة على حلّ مشكلة الدولار؟
هو الدولار إذاً، بات سيد اللعبة والمتحكّم حتى بحياة الناس وصحتهم، وجعل المواطن اللبناني معلّقًا بين الخوف من تراجع صحته وبين إمكانية دخوله إلى المستشفى للمعالجة أو حتى زيارة الطبيب للمعاينة، وإن فعل فهل سيجد الدواء أصلاً؟
مواضيع مماثلة للكاتب:
الصحة الإنجابية في خطرٍ كبير… لبنان كالصين: ولد واحد لكل عائلة! | القطاع التعليمي في لبنان عالق بين “الردّين” و”المفاوضات” | أحداث الجنوب تربك اللبنانيين.. إلغاء رحلات ورفع للأسعار! |