السلاح الإيراني يهدد أوروبا.. و”الحزب” في الواجهة!
هناك بوادر لانفتاح عربي على سوريا لإعادتها إلى الحضن العربي وعودتها إلى مقعدها في الجامعة العربية شرط فكّ تحالفها مع إيران، وهذا ما يتم بحثه بعيداً عن الأضواء في مراكز القرار وبين عواصم غربية وعربية..
كتب طارق وليد لـ “هنا لبنان”:
بعد سلسلة اجتماعات في واشنطن، عقدها قيادي تغييري من المجتمع المدني مع عدد من المسؤولين المعنيين بملف لبنان وأعضاء في الكونغرس، كشف “أنّ الحرب على حزب الله قد بدأت دولياً وإقليمياً، وذلك بتنسيق أمني مع أميركا وعدد من الدول الأوروبية والعربية وإسرائيل حول الوضع في المنطقة للمحافظة على الاستقرار”.
ومن أجل ذلك تشير مصادر المعلومات إلى بوادر انفتاح عربي على سوريا لإعادتها إلى الحضن العربي وعودتها إلى مقعدها في الجامعة العربية شرط فكّ تحالفها مع إيران، وهذا ما يتم بحثه بعيداً عن الأضواء في مراكز القرار وبين عواصم غربية وعربية، مع توقع زيارات لمسؤولين عرب إلى سوريا في وقت قريب.
وفي سياق هذه المعلومات تكشف أوساط دبلوماسية عربية أنّ فرنسا تسعى للدخول السياسي إلى المنطقة باسم أوروبا ومعها بريطانيا لانتزاع الدور الذي كان يفترض بروسيا أن تلعبه في المنطقة، إلّا أنّ تورّط روسيا في الحرب على أوكرانيا حمل أميركا وأوروبا على وقوفهما ضدّها بعدما اعتبرت دول الاتّحاد الأوروبي أنّ الحرب التي تشنّها روسيا تستهدف استقرار أوروبا وأمنها الاقتصادي والاجتماعي. كما تضيف هذه الأوساط أن بوادر هذه العودة تجسّدها اجتماعات أمنية بعيدة عن الأضواء للتعاون والتنسيق لمواجهة محاولات إيران لزعزعة الاستقرار في خطوة تصعيدية ضدّ أميركا وأوروبا أوّلًا، لمواجهة عودتهما إلى المنطقة لإبعاد روسيا عن بسط نفوذها بدءاً من سوريا، وثانياً لموقفهما من تجميد اجتماعات فيينا للاتفاق النووي.
وتسعى إيران لتعزيز علاقتها مع روسيا بعدما سادتها أجواء من التوتر إثر الدخول العسكري الروسي إلى سوريا، بإنشاء معامل في روسيا لتصنيع المسيّرات (درون) والصواريخ الباليستية والدقيقة. وقد أحدث هذا التطوّر قلقاً لدى أميركا وأوروبا، وسيكون لهما مواقف رادعة لاحقاً، في حال ثبتت المعلومات، لأنّ هذه الخطوة تهدّد أمن أوروبا.
إنّ التوسّع العسكري الإيراني باتجاه روسيا، يأتي في سياق الردّ الردعي لمنع العودة الأوروبية إلى المنطقة، كما أنّ التصعيد الذي تقوم به إيران والتصاقها بروسيا لمواجهة الغرب بخطوات لافتة، يترك مخاوف لدى الدول العربية لا سيما دول الخليج، من حوادث مفتعلة لزعزعة الاستقرار وضرب الأمن. كما أنّ بوادر المواجهة لخطوة إيران، تبدأ بتقليص نفوذها في اليمن والعراق وسوريا ولبنان. وقد تبدأ مرحلة تطويق إيران بإنهاء الصّراع في اليمن ووضعها على سكة الحل.
وفي وقت تتقرّب إيران من روسيا، يكشف مسؤول إيراني “أنّنا تقدّمنا شوطنا كبيراً في المفاوضات مع السعوديين في بغداد، وقد يترك الاتفاق نتائج إيجابية لحل أزمات المنطقة”. وفي وقت تهوّل إيران بالذهاب إلى روسيا لمساعدتها في حربها في أوكرانيا، تراهن طهران على نتائج المفاوضات مع السعوديين علها تسهم في عودة اجتماعات فيينا وعودة المفاوضات مع الدول الغربية، ما يسهم في تخفيف الضغط ورفع العقوبات عنها وفتح صفحة جديدة تسعى إليها من خلال التصعيد، وذلك كون إيران تريد أن يعترف الخارج بدورها ونفوذها في المنطقة. فيما تردّ أوساط غربية بالقول “على إيران أن تنخرط في المجتمع الدولي وتحترم الانتظام العالمي والقوانين الدولية، حتّى يمكن للغرب أن يفتح صفحة جديدة معها.
إنّ ملفّ لبنان هو واحد من الملفات التي تستخدمها إيران للضغط باتجاه دول الغرب بهدف إعادة فتح قنوات التواصل بعدما انقطعت ردًّا على مواقفها التصعيدية لا سيّما تزويد روسيا بمسيّرات استخدمتها في الحرب في أوكرانيا، وبسبب هذه الخطوة قطعت فرنسا التواصل مع إيران ومع حزب الله، لذلك تتولى قطر انطلاقاً من مشاركتها في اجتماع باريس دور الوسيط بين إيران وفرنسا وأميركا وهو الدور الذي توقّفت فرنسا عن القيام به بعدما بات السلاح الإيراني في أوكرانيا على أبواب أوروبا ويهدّد أمنها.