جعجع: “الحزب” يريد حوارًا لفرض مرشحه

لبنان 22 شباط, 2023
جعجع

أكد رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع، أن “الوحدة المسيحية يساء فهمها واستخدامها من قبل فريق الممانعة للقول ان المسيحيين مقسمين في اطار الانتخابات الرئاسيّة. وصحيح أن التعطيل سببه الفريق الاخر الذي يعرقل الجلسات المفتوحة لانتخاب رئيس حسب الأصول والتصويت لمرشح من “الموجودين””.

وأوضح في مقابلة مع “arab news”، أن “المجتمع المسيحي موحد ضمن الوطن والثقافة الواحدة. انما على المستوى السياسي الوضع مختلف تماما، فالمشكلة التي يعاني منها لبنان حاليا ليست مسيحية ولا طائفية بل هي معضلة وطنية كبيرة جدا يتأثر بها كل اللبنانيين”.

وتابع: “من جهة أخرى التعددية الحزبية أمر ايجابي كما ان الوحدة على الصعيد السياسي غير ممكنة في ظل وجود حزبين، القوات والتيار الوطني الحر، فهما غير متفقين على أبسط الأمور أكانت استراتيجية أو من خلال الطروحات أو الممارسة أو المشروع السياسي، ولكن في الوقت عينه نحن متفقون على أمور عديدة مع أحزاب أخرى مثل الكتائب والوطنيين الأحرار”.

وقال جعجع: “لا يزال لدى المسيحيين نفس القدرات التي ذكرها يوحنا بولس الثاني وبشير الجميل، على الأقل في الإمكانات. قد تكون الممارسة مختلفة فعلى سبيل المثال، في العام 2016 ، اجتمع المسيحيون لانتخاب ميشال عون رئيسًا للجمهورية. ماذا كانت النتيجة؟ كارثة! اما إذا عرف المسيحيون كيفية التصرف بطريقة ذكية، يمكنهم الحفاظ على دورهم ومكانهم في هذا الشرق، وفي حال تصرفنا كما كان الحال بين عامي 2016 و2022، فإننا نعي النتيجة باعتبار أن الممارسة هي التي ستحدد ما إذا كان المسيحيون سيتمكنون من الحفاظ على مكانتهم الإقليمية أم لا. وهذا ما تفعله القوات اللبنانية عملياً، من خلال تعيين نواب ووزراء صادقين وفاعلين، وبالتالي إثبات أن السياسيين اللبنانيين يمكن أن يكونوا صادقين”.

ولفت الى أنه “لم أرَ سياسيين يغشون بيئتهم الحاضنة بهذا الشكل، كما يفعل قادة حزب الله. يكفي أن نتذكر أن الأميركيين هم من ساعدوا لبنان في التفاوض مع إسرائيل لترسيم حدوده البحرية حتى يتمكن من الاستفادة الكاملة من موارده النفطية والغازية. من ناحية أخرى، تستهدف العقوبات الأميركية بعض مسؤولي حزب الله الذين يمولون الحزب ويسمحون له بتقويض الدولة اللبنانية”.

وسأل: “أليست الأزمة نتيجة سياسة التعطيل التي حرض عليها حزب الله لمدة 10 سنوات، والتي شلّت بدورها السلطة التنفيذية لشهور وسنوات من أجل فرض رئيس “التيار” النائب جبران باسيل على وزارة الطاقة؟ “طلعنا بلا طاقة وبي 40 مليار دين!” هناك عملية غش موصوفة تهدف إلى التنصل من سياستهم وسياسة حلفائهم منذ حوالي 10 سنوات”.

وشدد على أن “العرب لطالما دعموا لبنان. لكن كيف يمكنهم مساعدته الآن، في الوقت الذي ابتليت فيه الدولة بطبقة سياسية فاسدة، يهاجم بعضها بشدة دول الخليج؟ هل من الطبيعي مساعدة أولئك الذين يعملون ضدهم علانية؟ إن خطاب حزب الله يستهدف مؤيديه فقط لتبرير إخفاقاته من خلال لوم الآخرين”.

وفي السياق، أعلن أن “العلاقة مع السعودية نشأت منذ عهد بشير الجميل، عندما باركت المملكة انتخابه. بعد عام 2005 ، ظهرت حركة 14 آذار التي ضمت القوات اللبنانية. كان لهذه الحركة علاقات مميزة مع المملكة العربية السعودية ودول الخليج ، مما مكّن القوات اللبنانية من إقامة علاقات مع القادة السعوديين على أساس تقارب المصالح والرؤية المشتركة للبنان. دون أن ننسى الروابط العاطفية التاريخية بين الشعبين”.

وعن استعادة سوريا مكانتها السابقة البارزة في لبنان، أشار جعجع الى أنه “ليس للسلطات السورية أي نفوذ في سوريا نفسها ، فهي مقسمة إلى مناطق خاضعة للسيطرة الإيرانية في الوسط والروسية في الغرب والتركية في الشمال والأميركية في الشرق والاسرائيلية في السماء. لا يمكن القول إن سوريا بصدد استعادة هيمنتها السابقة في لبنان، بينما يكافح النظام لفرض نفسه في بلده و هو شبه معزول اقليميا و دولياً.

كما رأى أن “مشروع حزب الله كارثي على لبنان، والدليل على ذلك الوضع الذي نحن فيه حاليا. الحزب اليوم دولة في الدولة اللبنانية تنخره من الداخل. لا مشكلة لدينا لو كان حزبا عاديا غير مسلح”.

وأردف: “بالنسبة لحزب الله، الحوار ينطوي على فرض وجهة نظره. كان هناك الكثير من المفاوضات في الماضي شاركت بها شخصيا دون جدوى. هذه أكاذيب و تضليلات يقومون بها. فيما يتعلق بالانتخابات الرئاسية، هناك حوار مستمر بين الأطراف لكن حزب الله يريد حواراً لفرض مرشحه سليمان فرنجية وليس حواراً حقيقياً، إنه يكذب والبرهان انه التقى مع الزعيم الدرزي وليد جنبلاط مرتين دون التوصل إلى أي حل. على كل حال المرشح الذي يحظى بمباركة حزب الله هو مرشح سيء بالنسبة للبنان”.

إلى ذلك، كشف رئيس “القوات”، عن أن “خطة حزب الله هي انتخاب رئيس من على جثث شعب يحتضر كما كان الحال بين عامي 2014 و2016، فاستراتيجيته تتمثل في دفع الشعب اللبناني إلى حافة الهاوية لقبول مرشح الحزب أكان سليمان فرنجية أو سواه ولكن هذه المرة لن نسمح لهم”.

وقال: “حسب المؤتمر الأخير لحسن نصرالله لبنان في عين العاصفة الاقليمية، ولكن من وضعه في عين العاصفة؟ حزب الله المسلح! حسن نصرالله هو صوت ايران. ليس لكلامه أي نطاق وطني بل على العكس هو يلحق الضرر بلبنان ومجتمعه عندما يربط نفسه باستراتيجية إيران الإقليمية”.

وختم جعجع: “الوضع ليس سهلا اليوم. لكن علينا دائمًا أن نكون متفائلين. كلما كان الأمر أكثر صعوبة ، كلما كان علينا مواصلة نضالنا”.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع ذات صلة :

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us