مواطن لبناني “عروبي” برتبة “سياسية”.. مولوي يضع النقاط على الحروف في اجتماع وزراء الداخلية العرب!
استطاع مولوي أن يرسّخ نفسه وزيراً “في المكان المناسب”، وشخصية عربية لا ترى لبنان بعيداً عن أشقائه، ولا تنكر دور المملكة العربية السعودية في الدعم المستمرّ لهذا البلد من منطلق الأخوة والحرص.
كتبت إليونور اسطفان لـ “هنا لبنان”:
ليس سهلاً أن تكون وزيراً للداخلية، في بلد يصارع للبقاء، في بلد في كل زاوية فيه قنبلة موقوته قد تنفجر في أيّ وقت.
وليس “ترفاً”، أن تدخل وزارة الداخلية وكلّ ما حولك ينهار، فتغدو في حقل ألغام أمني، اجتماعي وسياسي، وعليكَ وحدك أن تضبط الإيقاع، كي لا يسقط الأمن الذي هو الدعامة الأخيرة التي يستند إليها الوطن!
في هذه الظروف، دخل القاضي بسام مولوي وزارة الداخلية. الوزير صاحب الخلفية القانونية والخارج من قصور العدل وقاعات المحاكم، والآتي من طرابلس بمعاناتها ومظلوميتها وتخبطها، وجد نفسه أمام مهمّة وطنية، مهمّة تأتي وسط تخبط داخلي، وفراغات متتالية، وجدار يرتفع بين لبنان ومحيطه العربي على خلفية الإساءات المتعددة والمحاولات المتكررة لإدخال سمّ الكبتاغون وما لفّ لفيفه إلى الدول الشقيقة!
القاضي، العادل، الحاسم، و”الإنسان” قبل أيّ اعتبار آخر، حمل إلى الداخلية شخصيته “الشمالية” المحبّة والمتفهمة، وحكمته التي اكتسبها خلال سنوات القضاء، وثقافته القانونية الواسعة، وقدرته على إدارة الأزمة، فكان جدّياً رغم الابتسامة، وحادّاً في مواقفه رغم التعاطف أحياناً، وكانت لديه مسلمات، أوّلها الأمن وآخرها الأمن وأوسطها الأمن!
بهذه الصفات، وبما حقّقه بما يقارب العام والنصف، من إدارة انتخابات نيابية في بلد متهالك، ومنقسم، ومن ضبط الحدود الشرعية ومكافحة غير الشرعية، إلى الوقوف سدّاً منيعاً أمام كلّ محاولات التهريب التي كانت تستهدف الدول العربية، وأمام كل محاولات زعزعة الاستقرار، استطاع مولوي أن يرسّخ نفسه وزيراً “في المكان المناسب”، وشخصية عربية لا ترى لبنان بعيداً عن أشقائه، ولا تنكر دور المملكة العربية السعودية في الدعم المستمرّ لهذا البلد من منطلق الأخوة والحرص.
كلّ ما سبق، كان محاطاً بمولوي خلال مشاركته في اجتماع الدورة الأربعين لمجلس وزراء الداخلية العرب في تونس، الوزير الذي حظيَ باستقبال لافت، وعقد لقاءات عدّة على مستوى نظرائه الذين هنأوه – بحسب معلومات “هنا لبنان” – على ما قدّمه لبلده في وقت قياسي وعلى الإنجازات الحقيقية لا الشعبوية، أعاد وصل لبنان بالشقيق السعودي، في لقاء رسمي هو الأوّل من نوعه لشخصيتين رسميتين من البلدين، ووفق المعلومات فقد اتسمّ لقاء مولوي بنظيره السعودي الأمير عبد العزيز بن سعود بن نايف بن عبد العزيز آل سعود بالودّ، وتمّ التداول بالكثير من الملفات، ليؤكد مولوي على جهود الأجهزة الأمنية التي ترأسها وزارة الداخلية في مكافحة كلّ عمليات التهريب، وأنّ أمن المملكة من أمن لبنان.
إلى ذلك، قوبلت كلمة مولوي التي أكّد فيها على أهمية حضور لبنان العربي أولاً، ونقل هواجس اللبنانيين في هذا الإطار ثانياً، باهتمام الحاضرين، فالوزير الذي تحدّث من منطلق عروبي وكمواطن قبل أن يكون سياسياً استطاع بتلقائيته المعتادة أن يقول لوزراء العرب أنّ لبنان عربي وسيبقى وأنّ الشعب اللبناني ينتمي إلى حاضنة وحيدة وهي الحاضنة العربية.
كلمة مولوي – وفق مصادر متابعة – لم تكن وحدها اللافتة ولا اللقاء مع نظيره السعودي، بل أيضاً “هموم” عناصر الأجهزة الأمنية، والمعاناة التي يتكبدها هؤلاء كي يستمرّوا في مهمّة حفظ الأمن على صعيديه الداخلي والخارجي ومنع أيّ خلل قد يضرب الاستقرار أو العلاقات مع الجوار!
ببساطة، مولوي في اجتماع وزراء الداخلية العرب، كان مواطناً لبنانياً “عروبياً” برتبة “سياسية”!
مواضيع مماثلة للكاتب:
الخطيئة المميتة | قضية فساد الأدوية المزوّرة: القاضية جويل أبو حيدر تواجه جو دبس لحماية صحة الأطفال.. وقرار ظنّي بجو دبس بجرائم الغشّ والتزوير وتبييض الأموال | باسيل يلعب بنار التيار |