وثيقة متعلقة بالترسيم البحري تثير جدلاً واسعاً.. هل اعترف لبنان بإسرائيل؟
كتبت نجلا حصري في عرب نيوز:
أثير جدل كبير في لبنان يوم الجمعة بعد ظهور وثيقة في الأمم المتحدة بشأن ترسيم الحدود البحرية تبيّن أن البلاد اعترفت بدولة إسرائيل.
وكانت المحادثات جارية بين البلدين لبعض الوقت وسط خلفية من التوترات السياسية الأوسع، مع وجود حالة حرب من الناحية الفنية بينهما.
وكما أعيقت احتمالات تحسن العلاقات بسبب تأثير الأحزاب المناهضة لإسرائيل بقوة في السياسة اللبنانية، وخاصة حزب الله الموالي لإيران.
وأفادت الوثيقة المذكورة والمسجلة برقم 71836 والمنشورة على الموقع الرسمي للأمم المتحدة إن الأمين العام للأمم المتحدة يشهد بموجبها على أن الاتفاقية الدولية التالية قد تم تسجيلها لدى الأمانة العامة وذلك وفقاً للمادة 102 من ميثاق الأمم المتحدة والتي تشكل إتفاقية بحرية بين دولتي إسرائيل و لبنان في 27 تشرين الأول 2022 .
وتلقى الرئيس اللبناني السابق ميشال عون وحزب الله العديد من الانتقادات من اللبنانيين عبر وسائل التواصل الإجتماعي وذلك بعد نشر الوثيقة، زاعمين أنها تثبت أن الاتفاق البحري يرقى إلى مستوى معاهدة الاعتراف بدولة إسرائيل.
وأعرب أحد الناشطين لـ “عرب نيوز” طالباً عدم الكشف عن إسمه بأن وثيقة الأمم المتحدة واضحة بلا شك، وتظهر بأن لبنان قد إعترف بدولة إسرائيل وأصبح دور حزب الله محصوراً بحماية الحدود المشتركة بين الدولتين.
ووُصفت الحدود البحرية بين الدولتين بأنها “تاريخية” في بعض الأوساط، مما يتطلب مفاوضات طويلة بوساطة الولايات المتحدة، وتسارعت وتيرة توقيعها بسبب الأزمة السياسية والاقتصادية التي عصفت بلبنان في السنوات الأخيرة، مما زاد من حاجة لبنان للإسراع في التنقيب عن النفط والغاز في مياهه الإقليمية، كما بدأت إسرائيل في استخراج النفط والغاز من حقل كاريش المتنازع عليه بين البلدين.
ووقع عون ورئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق يائير لابيد على رسالتين منفصلتين بالموافقة على نص الاتفاق، وذلك في مقر الأمم المتحدة في الناقورة على الحدود اللبنانية الإسرائيلية، وتم تسليم الرسائل للوسيط الأميركي آموس هوكشتاين دون مصافحة بين ممثلي الطرفين.
ومنحت الاتفاقية للبنان حقل قانا والذي تشاركه إسرائيل في جزء منه، وذلك بشرط أن تدفع شركة توتال إنرجي خلال التنقيب جزءًا من عائداتها الناتجة لإسرائيل، وتم منح إسرائيل حقل كاريش بالكامل.
وفي ذلك الوقت، قال لابيد إن اتفاق ترسيم الحدود كان إنجازًا دبلوماسيًا واقتصاديًا، ومشيراً إلى أن لبنان إعترف بدولة إسرائيل، معتبراً بأنه إنجاز سياسي لأنه من غير المتعارف أن تعترف الدول المعادية لإسرائيل من خلال اتفاق مكتوب وأمام المجتمع الدولي بأسره بوجود إسرائيل.
هذا وكان لبنان قد رفض أي اعتراف بإسرائيل في ذلك الوقت، ولكن هذا الادعاء أصبح الآن موضع شك.
وقال مهند الحاج علي الباحث في مركز كارنيجي للشرق الأوسط ، لعرب نيوز: لقد اعترف لبنان من خلال اتفاقية ترسيم الحدود البحرية بوجود دولة إسرائيل.
وأضاف أن لبنان قد إستبدل بطاقة الاعتراف بالاستقرار على الحدود الجنوبية وإمكانية الاستفادة من الثروة الغازية، وهذه الورقة بالذات كانت حاسمة في السابق في المفاوضات العربية الإسرائيلية.
وأعلن الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، عن الاتفاق نصراً عظيماً للبنان والدولة والشعب والمقاومة، وقال بأن الظروف التي تم بموجبها التوقيع على الاتفاق دليل على عدم إمكانية الحديث عن التطبيع.
وخلال المفاوضات مع إسرائيل، قام السيّد حسن نصرالله بالتهديد باستخدام القوة بضرب حقل كاريش لمنع إسرائيل من التنقيب، وبعد توقيع الاتفاق قال: بالنسبة للمقاومة المهمة انتهت، وكل الإجراءات الاستثنائية التي اتخذتها المقاومة قد انتهت الآن.
مواضيع ذات صلة :
مسؤول لبناني يكشف لـ”رويترز” أبرز تعديلات لبنان على الورقة الأميركية | غالانت يرد على خطة إسرائيلية في غزة | لأول مرّة.. استهداف مجرى نهر الليطاني بمناطق البقاع الغربي |