هل يهادن “الحزب” العرب بأمر من إيران؟
بعد “فدا إجر السيد”، والفاتورة التي دفعتها طائفة بأكملها إذ بات مغضوباً عليها خليجياً بعدما أمعن الحزب بالاعتداء لفظياً و”تهريباً” و”تدريباً” على هذه الدول، جاء الاتفاق الإيراني – السعودي، وجاء موقف أمين عام الحزب الذي رحّب به معلّقاً “هذا التحوّل طيب ونحن سعداء”!
كتبت نسرين مرعب لـ “هنا لبنان”:
لا يمكن أن تمحو الذاكرة تعليق موظف العربية، وهو يغادر المكان الذي عمل فيه لسنوات، بعدما أغلق بسبب سياسات حزب الله في المنطقة آنذاك.
الموظف الذي عاد في لحظة سياسية إلى نقطة الصفر، انفصل عن مجاله الإعلامي ومهنيته، والتراكم الذي حقّقه في وظيفته، ووضع كل شيء “فدا إجر السيد”، هذا التعليق الذي أحدث ضجّة في العام 2016، تحوّل لاحقاً إلى “موضة” ينتهجها الممانعون، فيضعون الخسارات التي يتكبّدونها بسبب مواقف حزب الله وهجومه المستمرّ على الدول العربية “فدا إجر السيد”.
غير أنّ موضة “الإجر”، تطوّرت زمانياً إلى “الصباط”، فبات محكوماً على هذه البيئة أن تكون فدا “الإجر”، أو تتعرّض للقمع والإذلال. وليس بعيداً عن ذلك المواطن علي شمص، الذي لم تمرّ 24 ساعة على انتقاده أمين عام حزب الله في العام 2017، حتى ظهر في بثّ مباشر وهو يحمل صورة نصرالله مقدماً الاعتذار من كعب صباط السيد.
الترهيب، لم يتوقف، ومن لم يعتذر من صباط السيد، عليه أن يفعل ذلك مرغماً “بعد السحسوح”، وهذا ما شهدناه في عدد من الفيديوهات التي انتشرت خلال تظاهرات ثورة 17 تشرين موثّقة تعرّض مواطنين لاعتداء جسدي ونفسي من محزّبين بعدما انتقدوا الذات الحزبية التي يقدّسها هؤلاء.
إذاً، وبعد “فدا إجر السيد”، والفاتورة التي دفعتها طائفة بأكملها إذ بات مغضوباً عليها خليجياً، وباتت فرص عملها محدودة في هذه الدول خوفاً من أيّ ترابط حزبي يعبث بالأمن، وذلك بعدما أمعن الحزب بالاعتداء لفظياً و”تهريباً” و”تدريباً” على هذه الدول، جاء الاتفاق الإيراني – السعودي، وجاء موقف أمين عام حزب الله الذي رحّب به معلّقاً “هذا التحوّل طيب ونحن سعداء”!
علماً أنّ نصرالله نفسه قبل أيام من الاتفاق كان قد خرج إلى بيئته خصوصاً واللبنانيين عموماً، قائلاً لهم أنّ من ينتظر التسوية الإيرانية – السعودية سينتظر طويلاً!
موقف نصرالله يعيدنا إلى صديقة الشهيد لقمان سليم الشريرة، والتي همست له ذات لحظة سياسية أرّخها في 17 آذار 2019: «… وفي أيّ حال، فالـ”عَوْدَةُ”، أيُّ “عَوْدَةٍ” خَيَرٌ مِنْ أخْبارِ كان…».
غير أنّ التمهيد للعودة هنا على أنقاض ماذا؟
هل ستحيي عودة “نصرالله” هذه المصالح الللبنانية التي تعرّضت لانهيارات متكرّرة، هل ستعيد المواطن الشيعي إلى الحضن العربي؟ وهل سيصبح مقبولاً به خليجياً وأوروبياً وأميركياً بعدما دفع لسنوات فاتورة “الحزب”؟
هل ستعيد هذه العودة، الموظفين الذين خسروا أعمالهم في الخارج بسبب “حزب الله”، وهل ستعوّضهم عما تكبّدوه؟
والأهم: ما موقف هؤلاء بعد العودة؟ ما تعليقهم على كلام نصرالله؟ وهل سيبقى مصيرهم رهينة “إجر السيد”؟
في هذا السياق أوضح الكاتب السياسي الدكتور مكرم رباح، أنّ هذا التبدّل لن ينعكس على البيئة معلّقاً: “هذه البيئة – أي بيئة حزب الله – لا تتعاطى مع دول الخليج كما المواطن اللبناني”.
وفيما توقّف رباح عند النزعة الشعبوية التي تدفع نصرالله لشتم الأمير محمد بن سلمان تارة، ولمناداته بالأمير تارة أخرى، أوضح بالمقابل أنّ “نصرالله رجل سياسة، وليست هذه المرة الأولى التي يبدّل فيها مواقفه”.
إلى ذلك اعتبر الكاتب السياسي أنّه من الخطأ وضع كلّ شيعة لبنان وكلّ لبنان في القارب الإيراني، فـ “علاقة لبنان مع محيطه يجب أن تكون مبنية على مبدأ المصالح المتبادلة”.
ورأى رباح أنّه من “البساطة” التصديق أنّ نصرالله لم يكن يعلم بالتسوية، موضحاً أنّ “زيارة وزير الخارجية الإيراني عبد الأمير لهيان الأخيرة إلى بيروت كانت بهدف إعلام نصرالله، إذ لا يمكن أن تعقد إيران التسوية في الوقت الذي يشتم به نصرالله السعودية”.
إلى ذلك، كشف رباح أنّ موضوع لبنان ليس على جدول الأعمال الإيراني – السعودي، موضحاً أنّ بيئة حزب الله واعية في قرارة نفسها لهوية عدوّها وصديقها، والدليل على ذلك أنّ مواطنيها يريدون العمل في الخليج لا في طهران، واضعاً المواقف التي تصدر عن بعض أفرادها في إطار “نهج الأحزاب الإيديولوجية الغوغائية، التي تتعاطى مثلها مثل كوريا الشمالية ونظام بشار الأسد”.
مواضيع مماثلة للكاتب:
أما وقد انتهت الحرب.. لمن ستعتذرون؟! | ونحن أيضاً أشلاء.. | أين لبنان؟.. يا فيروز! |