الاستطلاع القطري مؤشر على تدويل الازمة اللبنانية
خلاصة زيارة وزير خارجية قطر محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني إلى بيروت تكمن في انتزاع الخارج زمام المبادرة بشكل علني، ما يعني حكما أضعاف كل القوى المتخاصمة كما “تدويل” الأزمة المستفحلة حيث يجري تلطيفها لبنانيا بعبارة “الرعاية الدولية”.
الاستطلاع القطري لاجراء لبنان جاء بعد تنشيط الديبلوماسية القطرية، لاستعادة دور الدوحة على الساحة الدولية بعد ضمور لمدة 4 سنوات بفعل الحصار والخلافات مع مجلس التعاون الخليجي ومصر نتيجة التحالف مع تركيا ، و قد وجدت قطر الفرصة سانحة كي تستعيد بريق حضورها الخارجي عبر الساحة اللبنانية طالما انها راعية مؤتمر الصلح اللبناني الاخير او ما سمي” إتفاق الدوحة” عام 2009.
لذلك، تقصد الضيف القطري التوضيح من باب قصر بعبدا بأن قطر جاهزة لمساعدة لبنان على تخطي الازمة بالتكامل مع المبادرة الفرنسية ، حيث يؤكد مطلعون بأن الدوحة ليست بوارد التشويش على الدور الامارتي المستجد في إدارة الاتصالات السياسية، كما تجمعها مصالح حيوية مع فرنسا بما يجعلها تشكل حالة إسناد للمبادرة الفرنسية وداعمة لها بشكل مطلق.
انطلاقا من ذلك، ووفق تقييم اكثر من فريق سياسي فإن مفاعيل استقطاب الخارج و إدخاله إلى الزواريب اللبناني لا يصب في مصلحة الطبقة الحاكمة الجاسمة على صدور اللبنانيين و تكاد تكتم انفاسهم.
ولعل إشارة الضيف القطري إلى شرط تأليف الحكومة كسبيل لمنج لبنان مساعدات اقتصادية تأتي في سياق الرؤية الفرنسية “ساعدوا أنفسكم لنساعدكم”، والتي لا تنفصل ابدا عن مخاوف الفاتيكان من مخاطر فقدان لبنان الدور التاريخي الذي لعبه في المنطقة.
من هنا، تشير معلومات بأن وزير خارجية قطر خرج بانطباعات سلبية عن إمكانية إيجاد مساحات مشتركة بين القوى السياسية المحلية ، بينما لبنان على شفير الإفلاس والانهيار شامل، خصوصا في ضوء لقاء سري عقده محمد بن عبد الرحمن حيث طغى على الحديث خفايا الصراعات الداخلية مع العلم بان ليس من فريق سيخرج منتصرا في لبنان نظرا لحجم التغييرات المرتقبة عند أول استحقاق انتخابي.
مواضيع ذات صلة :
أنظار لبنان نحو الرياض.. وتعويلٌ على “موقف عربي جامع” لوقف الحرب! | “ليست دقيقة”.. الخارجية القطرية تُعلّق على انسحابها من الوساطة في غزة! | قطر تنسحب من مفاوضات وقف إطلاق النار.. ماذا يعني ذلك ولماذا؟ |