“موسم كروي حزين”.. أيّ كرة قدم نريد؟!
كتب موسى الخوري لـ”هنا لبنان”:
في وقت كانت فيه كلّ الدلائل تشير إلى أنّ ختام الدوري اللبناني لكرة القدم سيكون مسكًا مع اشتداد المنافسة بين ثلاثي أندية الطليعة ورباعي أندية القاع، فالمنافسة كانت على أشدّها سواء لنيل اللقب أو لتحاشي الهبوط إلى دوري الدرجة الثانية.
ولكن المسك لم يظهر بل حلّ مكانه “الزفت”، إذ انتهى الموسم بشكل ولا أسوأ، ما دفع العديد إلى تمنّي دفنه في غياهب النسيان، وعدم تكرار هكذا مشاهد نافرة وغريبة ولا تمتّ للرياضة بأيّ صلة.
لم يترك الموسم الكروي الأخير، أيّ مجال للكلام عن أي شيء ايجابي فالأمور خرجت عن السيطرة، وعوضاً عن حماية اللعب تمّ تشريعها للفشل والفاشلين.
نعم، لقد فشل الجميع، من اتحاد وإداريين وحكّام وجمهور في تجنيب كرة القدم التجاذبات على اختلافها.
وبعيداً عن الغوص في المشاكل التي نخرت بعظام اللعبة الشعبية حتى الصميم، لا بدّ من التذكير ببعض الويلات التي حلّت بها، كي ندرك أنّ كرة القدم توفيت، ونحن اليوم بانتظار موعد الدفن.
وعوضاً عن الترحّم على هذه اللعبة، ما زالت الأطراف المسؤولة عن قتلها تتقاذف التهم وتتهرّب من المسؤولية، وبحسب الجناة، فإنّ الكل اليوم بات بريئاً من دم اللعبة، والكلّ أيضاً ناجح وقام بواجباته، ولا أحد يقبل أبداً بأن يتحمّل اللوم وتبعات الويلات المتعاقبة.
ولكن، لنتذكر سويًا “مآثر” المسؤولين عن اللعبة لربما نتعظ من الماضي ونتعلم من الأخطاء، علماً أنّ هذا الاحتمال ضئيل وضئيل جدًا.
أولًا: تحديد جدول محدد لبرامج المباريات، إذ لا يعقل أن تجري مباريات مختلف الفئات دون الالتزام برزنامة مباريات محددة مسبقًا. وهنا على الأندية التعاون مع الاتحاد بغية جدولة كل اللقاءات مسبقًا واحترام هذا الجدول الذي ينبغي أن يكون بمثابة خارطة طريق للموسم بأكمله.
ثانيًا: تأهيل الملاعب، ووقف تقاذف المسؤوليات بين الاتحاد والبلديات. فالأندية ليست قادرة على أن تؤدي ما عليها على ملاعب لا تصلح لأن تكون حتى مراعياً للأبقار والدواجن. والأسوأ من ذلك هو ترقيع بعض الملاعب بالعشب الاصطناعي الذي يسبب إصابات خطرة للاعبين ويحدّ من جمالية الأداء.
ثالثًا: إعادة تقييم مستوى الحكام وإجراء غربلة شامة، وإقصاء كلّ مقصّر، من ثمّ تأهيل الحكام الأكفاء من خلال دورات تحكيم تطبيقية ونظرية مكثفة تحت إشراف لجنة تحكيم صارمة وقادرة على الارتقاء بمستوى التحكيم اللبناني وإعادة الهيبة إلى الحكم المحلي.
رابعًا: تحسين العلاقة مع الإعلام الذي يعتبر مرآة اللعبة من خلال تخفيف الكيدية والاستنسابية في التعامل وعدم إقصاء المنتقدين.
خامسًا: التنسيق بين الاتحاد والأندية من جهة وبين وزارة الرياضة من جهة ثانية. فمن غير المنطقي وضع الدولة ميزانية لا تكفي لتأهيل ملعب واحد، فيما تعتمد الأندية الكبيرة على المبادرات الفردية وعلى المتمولين الذين قد يضعون أنديتهم في ورطة في حال استقالوا، وبالتالي المطلوب اليوم تأمين الحد الأدنى من أجل استمرارية الأندية.
سادسًا: تحديث النظام الداخلي للاتحاد كي يتماشى مع الحداثة الكروية، وكي يصبح القيّمون على اللعبة قادرين على ردع المخالفات المسلكية على أنواعها.
سابعًا: الضرب بيد من حديد والتصدّي لكل محاولات التلاعب بالنتائج، حتّى ولو اضطر الاتحاد إلى إسقاط أكثر من نادٍ إلى درجات أدنى، فالمطلوب نفضة جديدة داخل أروقة اللعبة كي ينتهي كل موسم بعرس كروي يتوّج بعده البطل في الملاعب وليس في المكاتب كما حصل في الموسم الحالي (دون الانتقاص من إنجاز الفريق البطل الذي استحق اللقب عن جدارة).
نقاط عديدة وكثيرة يجب التوقف عندها ومعالجتها من قبل الاتحاد قبل فوات الآوان أو على كرة القدم اللبنانية السلام.
مواضيع مماثلة للكاتب:
سوق الانتقالات حامية دائمًا.. ما هي آخر المعلومات؟ | دوري كرة القدم وقصة إبريق الزيت.. السلبيات تفوق الإيجابيات | نوفاك ديوكوفيتش.. الاسطورة الحية |