السلطة المتحللة


أخبار بارزة, خاص 18 آذار, 2023

هذه السلطة الخائفة المرعوبة الواهنة مرّ الاتفاق الإيراني السعودي من أمامها مرور الكرام، لم تكلف نفسها عناء عقد اجتماع لحكومة تصريف الأعمال كي تناقش كيف للبنان أن يستفيد من مفاعيل هذا الاتفاق في حال نجاحه..

كتب بسام أبو زيد لـ “هنا لبنان”:

متحللة هي تلك السلطة التي تسيطر على الدولة اللبنانية منذ ما قبل الإنهيار وما بعده، فهي تسير خبط عشواء في الإقتصاد والسياسة والأمن وهي بكل من تعاقبوا عليها أوصلونا إلى ما نحن فيه لأن هؤلاء استقالوا من أي حس وطني ومن أي حس بالمسؤولية فانصرفوا إلى مصالحهم ومطامعهم الخاصة وتركوا البلاد والعباد رهينة مشروع خارجي فعجزوا عن مواجهته وانخرطوا به بشكل أو بآخر وما زالوا.

هذه السلطة لم يكن لها يوماً سياسة خارجية تضع مصلحة لبنان واللبنانيين فوق كل اعتبار فاختار من فيها فعلاً النأي بالنفس عن أي محاولة لقيام دولة فعلية قوية وقادرة، لا بل أباحوا لأصحاب المشروع الخارجي أن يدمروا كل ما كان لبنان يتمتع وينفرد به وعزلوه حتى عن محيطه العربي الذي لم يبخل يوماً في المساعدة والعون.

هذه السلطة الخائفة المرعوبة الواهنة مرّ الاتفاق الإيراني السعودي من أمامها مرور الكرام، لم تكلف نفسها عناء عقد اجتماع لحكومة تصريف الأعمال كي تناقش كيف للبنان أن يستفيد من مفاعيل هذا الاتفاق في حال نجاحه، ولبنان معني بتداعياته لأن على أرضه تقبع القوة الأكبر والذراع الأقوى الموالية للجمهورية الإسلامية الإيرانية وهي حزب الله، ولأن لبنان كان ولا يزال في حاجة ماسة للمملكة العربية السعودية ودول الخليج في أي عملية إنقاذ ونهوض.

هذه السلطة التي تقف موقف المتفرج يفترض بها أن تخبر اللبنانيين كيف يمكن لهذا الاتفاق أي يكون لصالح لبنان، وما هي الخطوات التي ستتخذها في هذا المجال، وأن تطلب ممن زجّ لبنان في أتون صراعات المنطقة أن يعيد قراءة التطورات والتداعيات فيضع في ميزان مصلحة اللبنانيين حسابات الربح فقط وأن يتخلى عن حسابات الخسارة فالأوطان والدول لا تبنى بالشعارات والمعارك والحروب، بل بالإستقرار والتطور والازدهار وهذا لم يأتِ نتيجة السياسات السابقة والراهنة ولن يأتي إن استمرت تلك السلطة في دفن رأسها بالرمال.

إن مؤشرات التعاطي اللبناني الرسمي مع هذا الاتفاق ليست مشجعة، وتشير إلى أن لبنان لن يكون موجوداً في صناعة القرارات التي ستتعلق بمصيره ومستقبله، ولا تدرك هذه السلطة أن هذا المصير والمستقبل لا بدّ وأن يرتبط فقط بمسيرة التطور والتقدم التي تشهدها دول الخليج العربي من السعودية إلى الإمارات وقطر، وأن أي ارتباط بأي مسار آخر سيقود لبنان إلى الزوال وسيبقيه بؤرة التوترات والحروب.

هذه السلطة المتحللة عاجزة عن اتخاذ هكذا قرار لألف سبب وسبب وخلاص لبنان لن يكون سوى بالخلاص منها في معركة طويلة يجب أن تبدأ الأن قبل فوات الأوان.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us