“السعادة في يومها العالمي”.. هل يعرفها الشعب اللبناني؟
في ظلّ الضغوطات التي يعيشها اللبناني هل من مكان لديه لـ “السعادة”؟ وهل نحن على خارطة اليوم العالمي للسعادة؟
كتبت ريتا بريدي لـ “هنا لبنان”:
تحتفل الدول في 20 آذار، باليوم العالمي للسعادة. ويخصّص هذا اليوم لتعزيز الشعور بالرضا لدى الإنسان، كما يسلّط الضوء على أهمية السعادة في حياتنا.
وانطلاقاً من هذا المبدأ، أطلقت الأمم المتحدة في العام 2015 مجموعة من الأهداف التي تصبّ في خانة التنمية المُستدامة لجعل حياة الإنسان أكثر سعادة، وتتمثّل هذه الأهداف الإنمائيّة في القضاء على الفقر والحدّ من عدم المساواة وحماية الكوكب.
غير أنّ هذا الواقع، وهذه الأهداف، باتت بعيدة جداً عن لبنان في ظلّ الانهيار الشامل الذي يتعايش معه الشعب، وهذا ما يدفعنا إلى السؤال: أين نحن من هذا اليوم؟
في هذا السياق توضح مدربة الحياة والبرمجة اللغويّة الدماغيّة غين غدّار لـ”هنا لبنان” أنّ “الشعب اللبناني، لطالما كان شعباً مناضلاً ومكافحاً من أجل أبسط حقوقه. وفي السنوات الأخيرة لا شكّ أنّ الضغوطات والأزمات الصحيّة والاقتصاديّة أثّرت سلباً على مستوى السعادة عند جميع الأفراد ما جعلهم يخوضون الكثير من الصراعات والصعوبات، ولكن اللبناني يتمسّك بالحياة، وهو من الشعوب التي تتمتّع بروح الفكاهة والتي تتمسك أيضاً بالحياة والأمل”.
وتلفت غدّار إلى أنّ “اللبناني يتقن فن إدارة الأزمات بإمتياز ويخلق السعادة حتّى في خضم الصعاب، وهو اليوم أكثر من أيّ وقت سابق يدافع عن سعادته وعن الحياة رغم كل الظروف، ورغم أنّه اختبر كل أنواع الأوجاع من إنقطاع الدواء إلى عدم توفّر الطعام إلا أنّه يسعى دائماً ويجاهد ويرفض الاستسلام”.
وتتابع: “هناك بالفعل علاقة وطيدة بين السعادة ومستوى المعيشة، والأزمات لها تأثيرات كبيرة على الأفراد. وفي ظلّ الأزمات يختبر الأفراد المشاعر الإيجابيّة والسلبيّة، وهذه المشاعر تولّد الإحباط والشعور بالإستسلام للظروف المحيطة بهم، بالإضافة إلى فقدان الرغبة في العمل والسعي وراء تحسين مستوى المعيشة. ولكن على الرغم من كل ذلك على الأفراد استغلال هذه الأزمات لصالحهم وخاصةً اللبنانيين لأنّ الحياة مليئة بالصدمات وليست خالية منها”.
وتوضح غدّار أنّ “السعادة ليست من الأمور التي تُخلق بالفطرة، بل هي ثقافة يجب أن تنمو مع الوقت. وبالتالي فإنّ تأثير هذه الأزمات يجب أن تكون درساً للأشخاص يُعلّمهم أنّ الحياة ليست دائماً مليئة بالبهجة. ومن هنا نرى ضرورة نشر الوعي عند الأفراد والإضاءة على الجانب الإيجابي للأزمات لكون ذلك يولّد الإصرار والعزيمة، فالسعادة قرار وعلى الجميع اتخاذه”.
وفي ما يتعلّق بالنصائح التي تُساعد الإنسان كي يحافظ على سعادته ويعكسها على يومياته، فتقول غدّار: “السعادة ليست نتيجة نهائيّة علينا أن نصل إليها، بل هي عادة علينا أن نكتسبها، لذا من الضروري أن نضع الأهداف وأن نجد معنى لوجودنا لأن الإنسان بطبيعته يُحبّ دائماً أن يسعى إلى الأمام وهذا عنصر أساسي للشعور بالسعادة، وأيضاً علينا التركيز على الأشياء البسيطة في الحياة اليوميّة وممارسة الهوايات التي تجلب لنا السعادة والراحة. كذلك يجب الإبتعاد عن الأشخاص السلبيّة والعلاقات السّامة لأنّها تهدّد الإستقرار النفسي والسلام الداخلي عند الأفراد”.
وتختم غدّار بالقول: “كما ذكرنا السعادة ليست وصفة سحريّة بل هي الإستمتاع باللحظة الحالية، وهي حالة من الاكتفاء والسكينة”.
مواضيع مماثلة للكاتب:
في اليوم العالمي للشطرنج: فوائده تفوق التوقعات! | “أهذا حقاً في لبنان؟”.. الهايكينغ يكتسح البلدات اللبنانية ويكشف جمالها! | احتفالاً بأسبوع الأصمّ العربي.. ملتقى “أوتار الصمّ” في الشارقة |