هوس “خسارة الوزن” يحرم مرضى السكري من الأدوية.. إياكم وهذه الحبوب!


أخبار بارزة, خاص 25 آذار, 2023

الإقبال المتزايد على أدوية مرض السّكري ممّن يتناولونها لغرض إنقاص الوزن مغفلين آثارها الجانبية، حرم المرضى منها، كما ساهم في مضاعفة ثمنها..


كتبت هانية رمضان لـ “هنا لبنان”:

“ما في شي يضعفني بسرعة؟”.. هذا السؤال، هو الأكثر تداولاً في عيادات أخصائيات التغذية، ويُطرح من قبل أشخاص كلّ همهم إنقاص الوزن وبأي طريقة كانت!
هذا “الهوس” دفع ببعض الأخصائيين إلى طرح طرق بديلة عن النظام الغذائي الصحّي، وفي مقدمتها تناول أدوية “السكري” التي تساهم في إنقاص الوزن، من خلال تحفيز الجسم على حرق المزيد من السعرات.

ومن الأدوية التي يروّج لها من قبل هؤلاء، دواء اسمه “ozempic” ومصدره الولايات المتحدّة الأميركية.
وقبله، درجت إبرة “saxenda” وكان الطلب عليها مرتفع جداً.

كريستيل التي تعاني والدتها من السكري، تصف الوضع بالكارثي، موضحة عجزها عن شراء دواء الـozempic، الذي تحتاجه الوالدة بسبب ارتفاع سعر العلبة لـ160$.
وتوضح كريستيل أنّ الحصول على هذا الدواء بات صعباً جداً، فحتى وإن توافرت الأموال هناك مشكلة ثانية وهي عدم توفّره في جميع الصيدليات، حيث يؤمن وفق الطلب.

يشرح أحد صيادلة بيروت هذا الوضع لـ”هنا لبنان”، مشيراً إلى أنّ معظم الذين يقصدون الصيدلية لشراء الـozempic، هم ليسوا من مرضى السكري، وهم يشترون الدواء بطلب من أخصائية التغذية لإنقاص الوزن.

إلى ذلك أوضحت مجلة “The Economist”، أنّ هناك استعمالاً مفرطاً لهذا الدواء بسبب عدم تبيان الآثار الجانبية (thyroid cancer) على المدى الطويل، يضاف إلى ذلك اهتمام الشركات بإدخال هذا النوع من الأدوية إلى السوق.

وللحديث أكثر عن هذا الموضوع، توضح أخصائية التغذية كيندا صنديد في لـ “هنا لبنان”، أنّ “هناك العديد من الأشخاص الذين يتناولون دواء الـozempic للتخلّص من الوزن الزائد”، لافتة إلى أنّ “الأدوية التي تؤخذ لهذه الغاية يجب أن تكون مصرّحة من قبل الـ FDA كي يسمح باستخدامها لتخفيض الوزن”.

ووفق صنديد هناك شروط عدّة يجب أن تتوفّر في الشخص قبل وصف هذا الدواء له، وهي:
– أن يكون قد عانى من ثبات الوزن وعدم نزوله لمدّة لا تقل عن ٦ أشهر، رغم اعتماده نظاماً غذائياً صحياً
– أن يكون الشخص من ضمن فئة الـobese، أو يعاني من أمراض عدّة كالسكري والكوليسترول
– الأهم من كّل ما سبق أنّ هذا الدواء يجب أن يُعطى من خلال وصفة طبية أي من قبل دكتور مختص وليس عبر صيدلاني أو أخصائي تغذية.
وأوضحت صنديد أنّ “مرضى السكري في لبنان يجدّون صعوبة في العثور على أدوية الـglucophage والـozempic وما شابه، بسبب الإقبال عليها من قبل الأشخاص الذين يبحثون عن طريقة سريعة للتخلّص من الوزن الزائد، وهذا الإقبال دفع ببعض الصيدليات إلى رفع سعر هذه الأدوية، ما أثّر سلباً أيضاً على مريض السكري”.
وأسفت صنديد لعدم وجود رقابة من قبل المعنيين على هذا الموضوع، معتبرةً أنّ “أخصائيي التغذية الذين يقومون بوصف هذه الأدوية يجب أن يحاسبوا إذ ليس من صلاحيتهم وصف حبة بندول حتى”!
وتحذّر صنديد من أنّ “الـozempic وسائر الأدوية التي يتم اللجوء إليها، تقترن بالعديد من العوارض الجانبية، لذلك يمنع أخذها بعبثية”، مؤكدة أنّ “٨٠٪ من الأشخاص الذين يأخذون هذا النوع من الدواء هم ليسوا بحاجة إليه لإنقاص الوزن، بل على العكس سيعرضهم هذا الخيار إلى زيادة أكبر في الوزن، خاصّة بعد إيقاف الدواء”.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us