“رغم الأزمة”.. 327 مليون دولار قيمة استيراد الأجهزة الخلويّة إلى لبنان!
كان من المنتظر أن تترك الأزمة الاقتصادية تداعيات سلبية على قطاع الأجهزة الخلويّة كما غيره من القطاعات، ولكن “التطبيقات الذكيّة” كانت سبباً رئيسياً للأرقام الهائلة التي سجّلها استيراد الأجهزة الخلوّية للبنان ولاستمرارية القطاع.
كتبت ريتا عبدو لـ “هنا لبنان”:
سجّل استيراد الأجهزة الخلويّة في لبنان خلال الأعوام الأخيرة أرقاماً خيالية، وقد ارتفع حجم الاستيراد بشكل قياسي على الرغم من الأزمة الاقتصادية القاسية.
ووفق إحصاءات الدوليّة للمعلومات، واستناداً إلى أرقام المديريّة العامة للجمارك، فقد تبيّن أنّ قيمة الأجهزة الخلويّة الذكيّة التي تمّ استيرادها في عام 2022، وصلت إلى 327 مليون دولار، مقارنةً بــ 129 مليون دولار في عام 2018 (أي ما قبل الأزمة).
إلى ذلك، وصلت قيمة الأجهزة التي تمّ استيرادها، خلال السنوات الخمس الماضية (أي من 2018 وحتى 2022)، إلى 921.2 مليون دولار.
في المقابل، بلغت قيمة استيراد الأجهزة الخلويّة، خلال السنوات الخمس التي سبقتها (أي من 2013 إلى 2017)، 391.6 مليون دولار.
في المحصّلة، وصلت قيمة الأجهزة الخلويّة التي استوردها اللبنانيون في السنوات العشرة المنصرمة إلى 1.32 مليار دولار.
أسباب الطلب المرتفع على الأجهزة الخلويّة عديدة وأوّلها TIKTOK!
يشرح إيلي نخلة وهو أحد تجّار ومستوردي الهواتف الخلويّة، في حديث لموقع “هنا لبنان”، أسباب ارتفاع كمّية استيراد الأجهزة الخلويّة خلال السنوات الثلاث الماضية بدءاً من عام 2020.
وبحسب نخلة “خلال جائحة كورونا والحجر المنزلي، نشطت تطبيقات عدّة على مواقع التواصل الاجتماعي مثل تيكتوك، بيغو، لايكي، كذلك تطبيقات البورصة والتداول والعملات الرقميّة، والألعاب الالكترونيّة، إضافة طبعاً إلى إنستغرام وفيسبوك، وبات عدد كبير من الأشخاص يمتهنون هذه التطبيقات لجني الأموال من خلال صنع المحتوى وتحديداً الفيديو، كذلك ارتفعت نسبة الأشخاص من حول العالم الذين يعملون عن بُعد من المنزل بسبب الوباء والحجر الصحي”.
ويضيف نخلة: “هذه العوامل مجتمعة، أجبرت الأشخاص سواء في لبنان أو في دول أخرى، على البحث عن أجهزة خلويّة ذكيّة بمواصفات حديثة، أي أن تكون مناسبة تقنياً لصنع محتوى على تلك التطبيقات خاصّة لناحية الكاميرا ذات الجودة العالية وذاكرة ذات حجم كبير وسرعة عمل، والأمر نفسه ينطبق على الأشخاص الذين يمارسون العمل عن بُعد لصالح شركات خاصة، إذ سيحتاجون لجهاز خلوي حديث لنقل ملفّات عملهم إليه… أو حتى الذين يعملون على تطبيقات التداول الرقمي يحتاجون إلى جهاز يلبّي شروط عملهم، لذا زاد الطلب على الأجهزة “الثقيلة” نوعاً ما والـHigh-End مثل Samsung وIphone باعتبارها من ماركات الصف الأوّل في الأسواق العالميّة ونظراً لتعددّ منتجاتها لتناسب كل الاحتياجات”.
ووفق نخلة، فإنّ “هذا ما يفسّر ارتفاع نسبة استيراد الأجهزة الخلويّة في السنوات الماضية مقارنة مع ما قبل 2018. ففي لبنان، الأشخاص الذين بدأوا بالحصول على الأموال من تطبيقات مواقع التواصل الاجتماعي أو تطبيقات التداول والألعاب الالكترونيّة، من الطبيعي أن يشتروا أجهزة مناسبة حتى لو كانت باهظة الثمن فمجال عملهم يفرض عليهم ذلك”.
من ناحية أخرى، لفت نخلة إلى سبب آخر لارتفاع نسبة استيراد الأجهزة الخلويّة في السنوات الماضية، وهو الأزمة الاقتصاديّة التي نمرّ فيها في لبنان، والتي أجبرت طبقة معينّة من المواطنين على التوجّه إلى أجهزة حديثة لكن بأسعار رخيصة وأبرزها من تصنيع الشركات الصينيّة مثل Tecno وHuawei وHonor وVivo وInfinix، معلّقاً: “لذلك زاد نشاط تجّار الأجهزة الخلويّة في لبنان بشكل ملحوظ في السنوات الثلاث الماضية، نظراً لزيادة الحاجة لأجهزة خلويّة متنوّعة المواصفات، وبطبيعة الحال ستكون جميعها مستوردة من الخارج وليست مستعملة داخل لبنان”.
وعن مستقبل تجارة الأجهزة الذكية وأرقام استيرادها، يؤكّد نخلة أنّ “الوتيرة ستبقى نفسها طالما اللبنانيون يستخدمون التطبيقات التي سبق وذكرناها ويجنون منها الربح المادي وتحديداً الفريش دولار في ظلّ انهيار العملة اللبنانيّة”.
مواضيع مماثلة للكاتب:
مساحات البناء المرخّصة تراجعت.. فهل يعاود القطاع نشاطه؟ | هاجس انقطاع الأدوية يرافق اللبنانيين… فهل من أزمة جديدة؟ | أشجار زيتون الجنوب من عمر لبنان… “قلوبنا احترقت عليها!” |