“متسولات الدعارة” ينتشرن في شوارع العاصمة
ظاهرة لافتة تغزو شوارع بيروت أبطالها فتيات ونساء يلاحقن “فريستهنّ” بقذارة ويبتكرن أفكاراً لاستدرار عطف المارة، أما باطن الأمر فيبعد عن التسوّل أميالاً، إنها الدعارة المقنّعة.
كتبت ناديا الحلاق لـ “هنا لبنان”:
تقف المتسولات في منطقة كورنيش المزرعة لاستجداء المال من المارة على طريقتهن الخاصة، هنّ لسن كنظيراتهن، يتمايلن ويتبخترن ويضحكن بإثارة، يرشقن الرجال – أصحاب السيارات الفخمة بالورود، وبعدها يركضن باتجاههم ويتحدثن إليهم بطريقة “مائعة” من على الشباك، منهنّ من يحصلن على المال وأخريات يحالفهنّ الحظ ويصعدن “لكزدورة”.
ظاهرة لافتة تغزو شوارع بيروت أبطالها فتيات ونساء “ذوات مظهر مقبول”، يتخفين بعباءة سوداء ومنديل “لزوم المصلحة”، ويلاحقن “فريستهنّ” بقذارة ويبتكرن أفكاراً لاستدرار عطف المارة، أما باطن الأمر فيبعد عن التسوّل أميالاً، إنها الدعارة المقنّعة.
شبكات المتسولات في لبنان سلكت سبلاً جديدة لجمع المال، تبدأ بـ (مراقبة، فإغراء، فموعد)، ويرتفع عدد المتسولات اللواتي تترواح أعمارهن ما بين 12 و35 سنة، حيث ينتشرن بكثرة عند الإشارات ويعترضن المارة بدقة بغية كسب المال من هذا وذاك.
جواد (اسم مستعار) صاحب “كافيه” في منطقة كورنيش المزرعة يؤكد لموقعنا أن المتسولة بدر (كما تقول) سورية الجنسية، تستغل جسدها في التسول، فهي لم تكتفِ بالمال الذي تحصل عليه من “الشحادة”، بل انحرفت إلى أكثر من ذلك، حتى أصبحت تبيع نفسها للمارة بعد التفاوض معهم على المبلغ المطلوب، فإذا نجحت المهمة تختفي مع الزبون لساعات وبعدها تعود إلى مكانها، أما في حال لم يكن المبلغ “على قدر الطموح” فتخرج من السيارة وسلتها فاضية.
وقائع ما قاله جواد عن وجود سيدات يتسولن باستغلال أجسادهن أكده لنا ربيع، الذي حاولت إحدى المتسولات إغراءه في نفس المكان، حيث اقتربت من شباك سيارته وبيدها وردة حمراء، طلبت منه المال قائلة: “جوعانة وما معي آكل”، ولما رفض مساعدتها طلبت منه “مشوار… وقد ما بدك أعطيني”.
عصابات منظمة تقف وراء المتسولين في لبنان، وعلى الرغم من حظر القانون للتسول حيث يعاقب كل من يشغّلهم أو يدفعهم للعمل، نرى عجز الجهات المختصة عن مواجهة الانتشار الكثيف للمتسولين خصوصاً خلال الأزمة التي يمر فيها لبنان حيث ازداد عددهم كثيراً حتى أصبح وجودهم على الطرقات ظاهرة تثير القلق.
مصدر من بلدية بيروت يؤكد لـ “هنا لبنان” أن “التسول ظاهرة مقلقة ولها تداعيات خطيرة على المجتمع، ويجب أن تعالج بجدية من خلال تضافر جهود الجهات المعنية بالتعاون مع الوزارات المختصة، ولكن للأسف في لبنان هناك تقصير واضح ونقص في التخطيط والتنسيق بين الوزارات، مع غياب للرؤية المتكاملة وللخبرات المتخصصة في شؤون التسول ما يزيد من انتشار هذه العصابات المنظمة”.
ويتابع: “بلدية بيروت طلبت من قوى الأمن الداخلي مراراً الحدّ من ظاهرة انتشار التسول في شوارع العاصمة إلا أنها لم تتجاوب لمطلبنا، حتى قام عناصر الحرس البلدي لفترة كبيرة بهذه المهمة حيث عمدوا على إلقاء القبض على المتسولين نهاراً وإطلاق سراحهم ليلاً، إلا أن هذه الطريقة ليست فعالة والبلدية لا تستطيع القيام بالمهمة وحدها”.
في لبنان، لا يكاد يخلو شارع من ظاهرة التسول التي يحاسب عليها القانون ومع ذلك فهي منتشرة بشكل لافت بين الأطفال والنساء من جانب جماعات في أكثريتها من غير اللبنانيين، ورغم ذلك لم تبادر السلطات المعنية حتى الآن باتخاذ أية تدابير لمعالجة المشكلة، فهل بات الأمر مستحيلاً؟
مواضيع مماثلة للكاتب:
تأمين الدم للمرضى…رحلة بحث شاقة وسعر الوحدة فوق الـ 100 دولار | بيوت جاهزة للنازحين.. ما مدى قانونيتها؟ | قائد الجيش “رجل المرحلة”.. التمديد أو الإطاحة بالـ1701! |