متاعب قضائية بالجملة تلوح أمام ترامب
فوجئ الأميركيون، يوم الخميس، بخطوة غير مسبوقة في تاريخ بلادهم، إثر توجيه اتهام جنائي للرئيس الجمهوري السابق، دونالد ترامب، في قضية شراء صمت ممثلة إباحية خلال خوضه انتخابات الرئاسة في 2016.
وبحسب صحيفة “نيويورك تايمز”، فإن الرؤساء السابقين في الولايات المتحدة ظلوا بمنأى عن مواجهة اتهامات جنائية طيلة مدة تزيد عن القرنين، لكن هذا الأمر بات جزءا من الماضي.
وكتبت الصحيفة أن توجيه هذا الاتهام سيكون له ما بعده، وربما تتوالى دعاوى واتهامات أخرى ضد ترامب، لأن الطريق بات معبدا، في الوقت الراهن، ولم يعد ثمة “حرج قضائي” في توجه الاتهام إلى رئيس سابق.
لكن الأمور غير المسبوقة حصلت كثيرا مع وصول ترامب إلى السلطة، بحسب “نيويورك تايمز”، بينما يوصف الرئيس السابق بالشخص القادم إلى البيت الأبيض من خارج المؤسسة، مع خطاب يوصف بالشعبوي وغير التقليدي.
وظل الرؤساء الأميركيون السابقون بمنأى عن توجيه الاتهامات، حتى وإن ضلعوا في فضائح، كما حصل في حالة “واترغيت” مع الرئيس ريتشارد نيكسون.
وتثار الأسئلة حول تبعات الاتهام وكيف سيجري النظر إليه، وهل سيتلقاه العالم بإعجاب لأنه مؤشر على عدم وجود شخص فوق القانون حتى وإن تعلق الأمر برئيس سابق.
ومن ناحية أخرى، قد تثار الأسئلة حول ما إذا كان الاتهام شبيها بسلوك شائع في دول غير ديمقراطية حيث يقدم الرؤساء على سجن من سبقوهم في المنصب.
كسر الطابو
ويقول أستاذ القانون في جامعة هارفارد، جاك غولدسميث، إنه سواء كان توجيه الاتهام إلى ترامب ستليه مذكرة إحضار أم لا، فإن الأهم هو خطا عريضا قد جرى تخطيه، سواء على مستوى السياسة الأميركية، أو على مستوى التاريخ القانوني للولايات المتحدة.
ويجري النظر إلى توجيه هذا الاتهام بمثابة مقدمة لما سيليه، وربما يجد ترامب نفسه أمام اتهام ثان في ولاية جورجيا، ومن المحتمل أن يتطور الأمر إلى اتهام ثالث وحتى رابع.
وتلوح هذه الاحتمالات المقلقة أمام ترامب، نظرا لكثرة مشاكله السياسية، مثل ما اعتبر “محاولة قلب نتائج الانتخابات” وتحريض أنصاره على اقتحام مبنى الكونغرس في 6 يناير 2021 من أجل عرقلة التصديق على فوز بايدن.
وبحسب “نيويورك تايمز”، فإن الاتجاه الذي وجه لترامب في نيويورك يبدو بمثابة إعادة رسم للخطوط، ورفع للحرج عن المدعين في جورجيا وواشنطن حتى يوجهوا اتهامات أخطر لترامب في حال توافرت لديهم القرائن.
وفي هذه الحالة، يجد المدعون أنفسهم في غير حاجة إلى أن يبرروا الإقدام على خطوة غير مسبوقة، والسبب هو أن الادعاء في نيويورك كان سباقا إلى الأمر في قضية ستورمي دانيلز.