ملعب بيروت البلدي إلى الواجهة: الاستثمار ممكن والعرقلة سياسية
يضع القائم على المشروع النائب نبيل بدر، ما جرى في إطار العرقلة السياسية من قبل بعض أعضاء المجلس البلدي لا سيما وأنّ المعترضين على المشروع داخل المجلس البلدي هم من لون واحد..
كتبت نايلة المصري لـ “هنا لبنان”:
عاد ملف ملعب الأنصار إلى الواجهة عقب اللغط الكبير الذي أصابه والتأخير في إقرار إعادة ترميمه، خصوصاً وأنّه يشكّل شرياناً حيوياً للمنطقة، يعيد إليها رونقها.
وقد شكلت التغريدة التي كتبها النائب وضاح الصادق عبر حسابه على موقع تويتر، وجاء فيها: “معلوماتي تقول أنّ المجلس البلدي لمدينة بيروت سيرفض العرض المقدّم من رئيس نادي الأنصار الزميل نبيل بدر لاستثمار الملعب البلدي بعد صيانته والذي أهمل أكثر من عشر سنين في ظل سوء الإدارة وإهدار المال العام من قبل البلدية، ممّا أفقد الأندية البيروتية لملعب صالح في العاصمة. الرفض بالأغلب سياسي، ولكن هذا الملعب الذي هو قلب طريق الجديدة لا يجب أن يبقى مهملًا، ومسؤولية البلدية أن تؤمّن استمراريته، وبالتالي في حال استمرت عملية الإهمال بعد رفض العرض المقدّم، سألجأ إلى القضاء لمحاسبة كلّ مسؤول عن هدر المال العام وإهمال هذه المنشأة البيروتية العريقة”، إضاءة إضافية على هذا الموضوع، مع ما يحيط به من علامات استفهام كبيرة.
في هذا الإطار، يقول النائب الصادق في حديث لـ “هنا لبنان” أنّ هذا المشروع ليس مشروعاً جديداً على بيروت، خصوصاً وأنّ المنطقة تفتقر إلى الملاعب والأندية نتيجة التقصير المتمادي من قبل البلديات المتعاقبة على تحسين هذه المرافق، مع ما رافق ذلك من فساد وسرقة، مشدداً على أنّ مشروعاً كمشروع إعادة تأهيل ملعب بيروت الرياضي قادر على إنعاش المنطقة ورفع نسبة الاستثمار فيها على المدى البعيد.
وفيما اعتبر أنّ إبقاء الملعب بالحالة التي هو فيها أمر محزن، لفت إلى أنّ الحل يكمن في تخصيص البلدية الميزانية المطلوبة لهذا الملعب وإدارته بطريقة صحيحة بعيداً عن المحسوبيات، أو الشراكة مع القطاع الخاص، أو الحلّ الأفضل الذهاب إلى تلزيمه كاملاً إلى القطاع الخاص، نظراً لما له من خبرة كبيرة في هذا المجال.
ولفت إلى أنّ البلدية كانت مقتنعة بالعرض الذي تقدم به نادي الأنصار في بادئ الأمر، لا سيما وأنّ دفتر العروض جاء متكاملاً وبأعلى المواصفات، إلّا أنّ مفاجأة سياسية حصلت دفعت بالبلدية إلى رفض الدفتر، واصفاً الملاحظات بالسخيفة والتي أتت بغير محلها، كرفض أن يكون هناك منصة VIP أو رفض وجود مطاعم في محيط الملعب كما طلبوا بمعرفة سعر البطاقات، كل هذه الأمور كانت السبب الأساسي لرفض البلدية عرض فريق الأنصار.
ودعا الصادق البلدية إلى الذهاب باتجاه فتح الباب أمام استدراج عروض وفق دفتر شروط تضعها، إذا كانت لا ترغب في أن يعمل نادي الأنصار على إعادة تأهيل الملعب، مشيراً إلى أنّه في حال رفضت البلدية هذا الأمر، سيتجه إلى وضع هذا الملف أمام القضاء اللبناني بتهمة هدر المال العالم وسوء الإدارة.
ومن جهته، وضع القائم على المشروع النائب نبيل بدر، ما جرى في إطار العرقلة السياسية من قبل بعض أعضاء المجلس البلدي، تحت حجة أنّني قد أحصل على مردود مالي من وراء تشغيل هذا المرفق، إلّا أنّ الحقيقة في مكان آخر، خصوصاً وأنّ كلفة تأهيل الملعب ستتخطى عتبة المليون ونصف دولار، بأقل تقدير، لا سيّما إذا ما تمّ تأهيل المرافق التابعة للملعب، وبالتالي كلّ ما يحكى عن ربح مادي من هذا المشروع، ليس سوى ذرٍّ للرماد في العيون، بينما الحقيقة أنّنا سنستثمر في هذه المنشأة بعد تأهيلها.
بدر وفي حديثه لـ “هنا لبنان” اعتبر أنّ ما جرى له خلفيات سياسية واضحة، لا سيما وأنّ المعترضين على المشروع داخل المجلس البلدي هم من لون واحد، “وعلى الرغم من كوني مقرّباً من هؤلاء ومن جمهورهم إلّا أنّ هذا الفريق لا يريد لهذا المرفق أن يعود إلى شخصية نيابية لأنها ربما قد تستعمله في العمل السياسي وقد يعطيها قيمة إضافية في المنطقة تميّزها عن باقي القوى”.
وشدّد بدر على أنّ المنطقة بأمسّ الحاجة إلى مشاريع مشابهة لمشروع ملعب بيروت، لإعادة إحياء المنطقة من جهة، وتشغيل أهالي المنطقة من جهة أخرى، هذا فضلاً عن أهمية المشروع من الناحية الرياضية في ظل غياب مشاريع بمواصفات عالمية عن لبنان.
في المقابل، كان من الصعب جداً التواصل مع بلدية بيروت في هذا الإطار، نظراً لتعذر الاتصالات مع أعضاء البلدية المعنيين بهذا المشروع.