تداعيات اتّفاق الصين إيرانيًّا
بقدر ما يعتبر الاتفاق الصيني السعودي والإيراني اتّفاق استقرار وسلام وتطور ونمو في المنطقة كما هو اتفاق ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل برعاية أميركية فرنسية، بقدر ما ترك الاتفاق تداعيات داخل إيران ستظهر ملامحها لاحقاً، بمعزل عن استعجال السعودية وإيران الخطوات التننفيذية للاتفاق.
فالمسؤولون الإيرانيون الّذين وقّعوا الاتفاق وفق أوساط دبلوماسية غربية هم من الإصلاحيين وليسوا من المحافظين. وتبيّن أنّ هنالك اضطراباً داخل السلطة في إيران وهذا يترجمه الإرباك في المواقف.
وتكشف الأوساط أنّ هنالك خلافاً بين الجيش والحرس الثوري ويتحدّث البعض عن حوادث بينهما، كما أنّ هنالك انقسام سياسي داخل الحرس حول خلافة المرشد فبعضهم مع تولّي نجل المرشد علي خامنئي مكانه كما يسعى الأخير، وهنالك من يعارض ويطالب بأن يتمّ اختيار المرشد وفق الأصول الدستورية المتفق عليها، وهنالك فئة ثالثة تريد إنهاء نظام الملالي والعودة إلى النظام الجمهوري الديموقراطي. ففي إيران اليوم ثلاث قوى تتحكم بالسلطة: الملا والجيش والبازار، وأيّ اتفاق بين اثنين يغير في المعادلة. فإن طار الشاه بعد اتفاق البازار مع الملا، يحكم الملا. والبازار والجيش اليوم ضدّ الملا، إلّا أنّ بقاء النظام يعود إلى أنّ الحرس الثوري هو الذي يتحكّم بمفاصل البلاد إذ أنّه أقوى من الجيش ويدعم نظام الملا، غير أنّ انشقاقات بين الحرس الثوري قد يكون لها تأثيرها وتداعياتها.
مواضيع مماثلة للكاتب:
ليس بلداً عربياً.. هذه الدولة هي الأكثر استثماراً في العقارات في تركيا! | بوتين يحدّث العقيدة النووية.. ماذا يعني ذلك؟ | في ظلّ الحرب.. ما هي أغلى المقاتلات الحربية في العالم؟ |