ثلاثة سفراء فاعلين على وشك انتهاء مهامهم فهل يغادرون لبنان قبل انتخاب الرئيس؟


أخبار بارزة, خاص 6 أيار, 2023
لبنان

الإستحقاق الرئاسي وتعقيداته يشكل منذ بداية الفراغ الرئاسي وصولاً إلى هذه الأيام محور حركة السفراء الثلاث الذين قد تنتهي مهامهم سوياً بعد انتخاب رئيس جديد للجمهورية، وبعد مسارٍ دام بين ثلاث وستّ سنوات لكل واحد منهم حفلت بالكثير من القضايا المصيرية والتي كان لهؤلاء السفراء أدواراً مهمة لعبوها ولا يزالون من أجل تمتين العلاقات الثنائية التاريخية بين لبنان وبلدانهم ومساعدته على النهوض من الإنهيار الحاصل.


كتبت شهير إدريس لـ “هنا لبنان”:

منذ اعتمادهم في لبنان يقوم السفراء الثلاث، أي سفير المملكة العربية السعودية “وليد البخاري” والسفير الأميركية “دوروثي شيا” والسفيرة الفرنسية “آن غريو”، بالعمل من دون توقف من داخل ومن خارج مهامهم الدبلوماسية في التواصل مع كافة القوى والأفرقاء في لبنان، من أجل حلحلة بعض الملفات الشائكة بتوجيهات مباشرة من بلدانهم، وقد شكلت جولاتهم وصولاتهم ولقاءاتهم محور إهتمام دائم بسبب عملهم على فكفكة العقد ونقل رسائل بلدانهم المؤثرة والمشاركة في اللقاء الخماسي إلى المسؤولين اللبنانيين رسمية كانت أم غير رسمية.

الإستحقاق الرئاسي وتعقيداته يشكل منذ بداية الفراغ الرئاسي وصولاً إلى هذه الأيام محور حركة السفراء الثلاث الذين قد تنتهي مهامهم سوياً بعد انتخاب رئيس جديد للجمهورية، وبعد مسارٍ دام بين ثلاث وستّ سنوات لكل واحد منهم حفلت بالكثير من القضايا المصيرية والتي كان لهؤلاء السفراء أدواراً مهمة لعبوها ولا يزالون من أجل تمتين العلاقات الثنائية التاريخية بين لبنان وبلدانهم ومساعدته على النهوض من الإنهيار الحاصل.

فالسفيرة الأميركية دوروثي شيا التي تم تعيينها في لبنان في العام 2020 لعبت ولا تزال دوراً ديبلوماسياً بارزاً في مجمل الملفات الحساسة والإستحقاقات كترسيم الحدود البحرية، وحركتها وجولتها الأخيرة خلال الأيام القليلة الماضية المتعلقة بالملف الرئاسي وملف النازحين السوريين والملفات المالية والقضائية، تؤكد أنها لا تزال ملتزمة ببذل الجهود اللازمة من أجل مساعدة لبنان للخروج من أزمته، وستعمل على ذلك حتى اليوم الأخير من ولايتها ولن تغادر قريباً على الرغم من بعض التغييرات الإدارية التي حصلت في السفارة. لكن ما بات معروفاً أن الرئيس الأميركي جو بايدن قد عيّن خلفاً لها وهي السفيرة “ليزا جونسون” التي كانت قد خدمت في لبنان بين عامي 2002 و2004 خلال ولاية السفير فانسنت باتل والتي قد تدشن مبنى السفارة الأميركية الجديد في لبنان.

وتؤكد مصادر مطلعة لموقع “هنا لبنان” أنّ السفيرة شيا التي تتمتع بخبرة ديبلوماسية كبيرة تم تعيينها سفيرة فوق العادة في الأمم المتحدة ستواصل عملها في السفارة الأميركية في عوكر ريثما تتم الموافقة من قبل مجلس الشيوخ الأميركي على تعيينها في هذا المنصب الحساس وتحديد موعد لإجراء المقابلة في مبنى الأمم المتحدة لا سيما وأنها ستكون بصفة مفوض وممثلة لبلادها بصفة نائب في الدورات التي ستعقد في الجمعية العامة للأمم المتحدة.

أما السفيرة الفرنسية آن غريو والتي ينتهي اعتمادها في لبنان في شهر تشرين الأول المقبل والتي قد تشهد إنتخاب رئيس جديد للبنان في حال الإتفاق على إسم قبل شهر تموز فإن قرار نقلها من لبنان وبحسب مصادر ديبلوماسية لموقع “هنا لبنان” قد اتّخذ في الخارجية الفرنسية الممتعضة من دورها في لبنان في الآونة الأخيرة بسبب موقفها المرتبط بدعم ترشيح رئيس تيار المردة سليمان فرنجية لا سيما خلال لقاءات الوفد البرلماني الفرنسي مع مسؤولين لبنانيين، إذ اعتبروا مواقفها تشكل تدخلاً صارخاً في عمل الدبلوماسية الفرنسية الخارجية. وكشفت مصادر مطلعة لموقعنا عن حجم إنزعاج السفيرة الفرنسية من الحملة التي تستهدفها والتي أدت إلى عدم تلبيتها للدعوات واللقاءات في الفترة الأخيرة. وتشير المصادر إلى أن السفير الفرنسي في تركيا “هيرفيه ماغرو” بات المرشح الأبرز لخلافتها في لبنان وقد يتم تأجيل اعتماده بسبب عدم وجود رئيس للجمهورية لتسلم أوراق اعتماده، فيما سيتمّ التعاطي مع غريو في المرحلة المقبلة بشكل بروتوكولي من قبل الخارجية الفرنسية ريثما تتضح الصورة في لبنان بعد أن جمدت فرنسا مساعيها حالياً في الملف الرئاسي الذي يشكل هاجساً كبيراً بالنسبة إليها وقد وضعت الترويج لفرنجية جانباً بحسب المصادر ريثما تتبلور الصورة الإقليمية على وقع الموقف الأميركي الأخير الذي سحب بساط التفويض الموكل إليها بشأن الإستحقاق الرئاسي اللبناني بعد تمسكها بمبدأ مقايضة سليمان فرنجية ونواف سلام.

من جهة أخرى ينشط السفير السعودي في لبنان وليد البخاري على خط الملف الرئاسي حيث زار خلال اليومين الماضيين معظم القوى السياسية والمرجعيات الروحية ناقلاً موقف المملكة ومواصفاتها وثوابتها بعدم الدخول في لعبة الأسماء ووضع هذا الإستحقاق في عهدة اللبنانيين وعدم التدخل مع أي من حلفائها في لبنان بشأنه كما دعاهم إلى تحمل مسؤولياتهم والتلاقي في ما بينهم سريعاً لإنجاز هذا الإستحقاق المصيري من دون وضع فيتو على أي اسم، معيداً بذلك تصويب الأمور والتلاقي مع الموقف الأميركي بعد أن راهن الكثيرون على تبدل موقف السعودية بعد الإتفاق السعودي الإيراني في بكين وحمله رسائل إقناع للتنازل حيال ترشح فرنجية للرئاسة.

عودة البخاري حركت المياه الراكدة ورسمت علامات استفهام كبيرة وأكّدت أن لا تغيير في مواقف السعودية المتصلة بمسألة الرئاسة وقد شكلت هذه الجولة تأكيداً على دوره الأساسي في هذا الملف على الرغم من أن معلومات رشحت عن إمكانية تغييره في المرحلة المقبلة لا سيما بعد انتخاب رئيس جديد للبنان، وأشارت إلى أنّ السعودية التي تقدر شخصيته ومساعيه طوال السنوات الست لوجوده في لبنان تدرس جدياً تعيين سفير جديد خلفاً له. ولفتت مصادر مطلعة لموقعنا أنّ التطورات والمتغيرات التي حصلت بعيد إتفاق بكين والتي ستحصل بعد إنتخاب الرئيس اللبناني تحتاج إلى سفير جديد لمواكبة المرحلة المستجدة لكن تسميته بقيت طي الكتمان، وبحسب المصادر تختلف شخصية السفير الجديد عن سلفه لجهة القدرة على الحوار وتسويق التفاهم والإتفاق بين السعودية وإيران لكنه في نفس الوقت سيقوم بالتنسيق مع السفير البخاري الذي أصبح ضليعاً بالوضع اللبناني عن كثب في العديد من الملفات.

لا شك أنّ الأشهر المقبلة ستحمل معها تغييرات على الأصعدة كافة سياسية وديبلوماسية واقتصادية على وقع المتغيرات الإقليمية التي قد تلفح رياحها لبنان بشكل إيجابي في حال حظيت المساعي الداخلية بتطورات غير متوقعة وتوفر الإجماع على شخصية رئاسية. وما على اللبنانيين إلا التحلي بالصبر وانتظار حصيلة الاتّصالات الجارية ليبنى على الشيء مقتضاه.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us