بعد انطفائه سريعًا.. عمر حرفوش يعود بسهام فارغة جديدة!
عازف البيانو والمؤلّف الموسيقي والمنتج ورجل الأعمال الذي انتهت مسيرته السياسية قبل أن تبدأ، ظنّ أنّ اللحظة بعد ثورة تشرين، باتت مناسبة لدخوله عالم السياسة والانقلاب على الشخصيات التي كان قد تفاخر سابقًا بصوره إلى جانبها، فقفز مرة واحدة إلى أعلى السلّم، وأعلن ترشّحه لرئاسة الحكومة والنيابة، مطلقًا تصريحاتٍ فاقعة لا يقبلها عقل.
كتبت بشرى الوجه لـ “هنا لبنان”:
“محاسبة الفاسدين واسترجاع الأموال المنهوبة وتأسيس الجمهورية الثالثة”، هو المشروع الذي حمل رايته “الظاهرة” عمر حرفوش منذ أن أطلّ على اللبنانيين الذين لم يروا فيه سوى مزحة سمجة وموهبة كوميدية أضحكتهم خلال فترة الانتخابات النيابية التي انتهت بإخراجه من طرابلس ولبنان.
فعازف البيانو والمؤلّف الموسيقي والمنتج ورجل الأعمال الذي انتهت مسيرته السياسية قبل أن تبدأ، ظنّ أنّ اللحظة بعد ثورة تشرين، باتت مناسبة لدخوله عالم السياسة والانقلاب على الشخصيات التي كان قد تفاخر سابقًا بصوره إلى جانبها، فقفز مرة واحدة إلى أعلى السلّم، وأعلن ترشّحه لرئاسة الحكومة والنيابة، مطلقًا تصريحاتٍ فاقعة لا يقبلها عقل.
وبعد ترشّحه، استغّل حرفوش الذي يحاضر بالعفّة في ملف الفساد، أوجاع الناس وفقرها، فراح يرشو الناخبين ويضخّ الأموال هنا وهناك في الإعلام والإعلانات والمهرجانات، فلو كان هناك من يطبّق القانون المتعلّق بالانفاق الانتخابي لكان زُجّ به في السجن بسبب كمية الرشاوى والمال الانتخابي الذي لم يمكّنه من الوصول إلى حاصل أو أكثر.
ورغم إنفاقه مبالغ ضخمة، لم يكن من تعهّد “بجمع الزعماء في سجن واحد لاستعادة الأموال التي نهبوها”، صادقًا في صرف رشاويه، فقد عمّت الفوضى آخر مهرجان للائحته وسُرقت الكراسي وبيعت على الطريق لعدم صرفه الأموال التي وعد بها، كما اتّهم مسؤوله الإعلامي آنذاك بالعمل ضدّ مصلحته، فتبيّن لاحقًا أنّه لم يفِه حقوقه المالية أيضًا!
كذلك قبل أيام من إجراء الانتخابات، تفتّتت لائحته التي شكّلها عن طريق الإغراءات المالية بسبب عدم إيفائه بوعوده للمرشحين.
إلى جانب المال، سلك حرفوش طريق انتقاد الأحزاب والسياسيين، مصوّراً نفسه على أنّه “المخلّص” من فسادهم، فصوّب سهامه باتّجاه حزب “القوّات اللبنانية”، ورئيس حكومة تصريف الأعمال” و”المنافس الطرابلسي”، نجيب ميقاتي، و”حزب الله” الذي مدحه بعد أن هاجمه، لكنّه لم يتوجّه لـ “التيار الوطني الحر” بأيّ انتقاد.
بعد كلّ ما سبق وبعد أن أخرجه الناخبون، يستمر حرفوش بعدم احترامه عقول اللبنانيين، فهو ربّما لم يدرك بعد أنّ الناس قد ملّت إطلالاته الإعلامية المدفوعة، وأنّها لا تصدّق أيًّا من اتّهاماته ومواقفه التي تهدف إلى حرف الأنظار إليه، فعاد بعد أن انطفأ ليضرب عشوائيًا من جديد، بينما هو معرّض للإعتقال في فرنسا، إذ يواجه عدة شكاوى داخل لبنان وفي فرنسا على حدّ سواء، ومن المفترض أن يمثل في 6 شباط 2024 أمام محكمة جنح باريس بتهمة التشهير العلني بميقاتي.
فمتى يعي حرفوش أنّه لا يفقه في السياسة شيئًا وأنّ الناس لا تراه سوى فقّاعة مؤقّتة سرعان ما تختفي!
مواضيع مماثلة للكاتب:
نبيل مملوك.. صحافي تحت تهمة “الرأي المخالف” | استهداف الجيش وقائده في غير محلّه.. “اتهامات سطحية لدواعٍ سياسية” | إسرائيل “تنهي الحياة” في القرى الحدودية.. ما الهدف من هذا التدمير الممنهج؟ |