التيار الوطني الحر يفاوض المعارضة لتحسين شروطه مع الحزب


أخبار بارزة, خاص 23 أيار, 2023
التيار

التباين بين الحليفين اللدودين بالنسبة إلى الملف الرئاسي وتحديداً دعم رئيس تيار المردة النائب السابق سليمان فرنجية على حاله، وعلى الرغم من ذلك لم ينجح النائب جبران باسيل بالاتفاق مع المعارضة لمواجهة هذا الترشح

كتبت كارول سلوم لـ “هنا لبنان”:

مهما بلغت حدة الخلافات بين التيار الوطني الحر وحزب الله يجد التيار البرتقالي نفسه عاجزاً عن قطع علاقته كلياً مع الحزب لأكثر من سبب، فالتباين بين الفريقين بالنسبة إلى الملف الرئاسي وتحديداً دعم رئيس تيار المردة النائب السابق سليمان فرنجية على حاله، وعلى الرغم من ذلك لم ينجح النائب جبران باسيل بالاتفاق مع المعارضة لمواجهة هذا الترشح ولعل ما قاله النائب آلان عون من أن لا اتفاق مع المعارضة على مرشح لرئاسة الجمهورية بوجه الثنائي الشيعي إلا إذا كان من داخل تكتل لبنان القوي لأنه لا يعتبر حينها استهدافاً للثنائي، هو خبر دليل على أن لا رغبة في كسر الجرة مع الحزب.

لن يتمكن رئيس الوطني الحر من فك ارتباطه الكلي مع الثنائي الشيعي وفي الوقت نفسه يستحيل عليه أن يوافق على مرشحه. ويلمح المقربون منه إلى أهمية التوافق حتى أن تأييده للوزير السابق جهاد أزعور أظهر أنه غير مكتمل. وقد تكون العودة إلى حضن حزب الله ضمن شروط مقبولة أشبه بالخلاص للتيار الوطني الحر الذي بدا غير قادر على التماشي مع طروحات المعارضة السيادية.

في مكان ما، دخل التيار في فترة من التخبط حول حسم موقفه، فهو أظهر رغبة في فتح قنوات التواصل مع المعارضة ولكنه بقي يحيك في رأسه السبل الآيلة لترتيب العلاقة مع حزب الله.

هناك حسابات في بال رئيس التيار ولعل أبرزها عدم خسارة أي ورقة رابحة يؤمنها له الحزب في خيارات مستقبلية تعزز حضور التيار في المراكز الأساسية، وفي المختصر لن يتخلى باسيل عن مصالحه أينما وجدت.

أكد عضو تكتل الجمهورية القوية النائب نزيه متى في حديثه لـ “هنا لبنان” أن التيار الوطني الحر يراعي حزب الله وهذا من أولوياته، وكان مطلب القوات اللبنانية الأساسي خلال التفاوض معه بشأن ملف الاستحقاق الرئاسي إظهار نية صادقة في هذا الشأن ووضع المصالح الخاصة جانباً والمضي بالمناقشات من أجل التوصل إلى مرشح يؤمن مصالح اللبنانيين، لكن كما يبدو فإن تفاوضه مع المعارضة هو من أجل انتزاع موقف معين يستطيع من خلاله التفاوض مع حزب الله بهدف تحسين شروطه، مشيراً إلى أنه يريد أن يظهر للحزب أن لا غنى عن التيار لا سيما إذا فشل في إيصال مرشحه إلى رئاسة الجمهورية.

ويلفت النائب متى إلى أن هناك حذراً في التعاطي مع التيار نظراً إلى تجارب سابقة حيث أخل بالاتفاق مع القوات والذي أوصل الرئيس ميشال عون إلى سدة الرئاسة وقتها، مكرراً أن هناك حاجة كي يقوم التيار بمبادرة حسن نية، مؤكداً أن مفاوضات الملف الرئاسي كانت متشعبة ولم تكن ثنائية بين القوات والتيار وشارك فيها حزب الكتائب ونواب التغيير، ملاحظاً أن التيار الوطني الحر يفاوض مع المعارضة، مراعياً خيارات حزب الله، من هنا يؤكد متّى أن كلًّا من حزب الله والتيار الوطني يشكلان غطاء لأحدهما الآخر والخلاف الوحيد بينهما هو اسم سليمان فرنجية، وفيما لو سقطت ورقة فرنجية فستعود المياه بينهما إلى مجاريها وسيدير التيار الوطني الحر ظهره إلى المعارضة بشكل كلي.

لذا يدعو النائب متى المعارضة إلى التوحد حول الأولويات وفي مقدمها رئاسة الجمهورية، ويشير إلى أن المسألة ليست مسألة سير ذاتية لمرشحين إنما رؤية إنقاذية وإصلاحية لرئيس يستطيع أن ينتشل البلد من القعر، يستطيع العمل على معالجة ملفات متعددة منها سلاح حزب الله والوجود السوري في لبنان وغيرها من الملفات الشائكة.

إلى ذلك تشير أوساط سياسية مطلعة لموقعنا إلى أن التيار الوطني الحر لن يختار اسماً يشكل استفزازاً لحزب الله ولن يقدم على ذلك في وقت قريب وهذا ما يشير إليه نواب تكتل لبنان القوي بإيعاز مباشر من رئيسه، كما أن باسيل يدرك جيداً أن الحزب سيعيد فتح خطوط التواصل معه، علماً أن رئيس التيار بعث من خلال مواقف عدد من النواب رسائل مباشرة إلى قيادة الحزب.

إذاً ليس مستغرباً أن تعود حرارة التواصل بين حارة حريك وميرنا الشالوحي، وقد يتظهر ذلك سريعاً وربما أسرع مما يتوقعه البعض أو يغوص به في تحليلاته.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us