هنا لبنان لبنان في المرتبة الأولى عالمياً لأغلى ليتر بنزين فما حقيقة الأرقام؟

أخبار بارزة, خاص 23 أيار, 2023

تصدّر لبنان لائحةً جديدة بغلاء الأسعار إذ احتلّ المرتبة الأولى لإحصاء قام به موقع “world of statistics” لأعلى سعر ليتر بنزين في العالم، وقد اعتمد سعر الصرف الرسمي للدولار في لبنان أي 15000 ليرة للدولار الواحد، لحساب سعر ليتر البنزين، فيما سعر الصرف في السوق السوداء، والذي بناءً عليه تحتسب فاتورة البنزين، يتخطّى اليوم الـ 94000.

كتبت باولا عطية لـ “هنا لبنان”:

في الوقت الذي تواجه فيه معظم دول العالم حالة تضخّم بالأسعار جراء تبعات جائحة كورونا، والحرب الروسيّة الأوكرانيّة، تصدّر لبنان والذي يعاني بدوره ومنذ حوالي الـ4 سنوات من واحدة من أسوأ الأزمات الاقتصاديّة التي مرّت بتاريخه، لائحةً جديدة بغلاء الأسعار إذ احتلّ المرتبة الأولى لإحصاء قام به موقع “world of statistics” لأعلى سعر ليتر بنزين في العالم.

والجدير ذكره، أنّ موقع World of Statistics اعتمد سعر الصرف الرسمي للدولار في لبنان أي 15000 ليرة للدولار الواحد، لحساب سعر ليتر البنزين، فيما سعر الصرف في السوق السوداء، والذي بناءً عليه تحتسب فاتورة البنزين، يتخطّى اليوم الـ 94000. وبحسب الموقع فإنّ سعر ليتر البنزين في لبنان هو ضعفي ونصف سعر ليتر البنزين في هونغ كونغ وهي الدولة التي تلت لبنان، في القائمة، واحتلّت المرتبة الثانية عالمياً.

وجاء ترتيب الدول وفق الأرقام التي وزعها الموقع على الشكل الآتي:

لبنان:6.11$، هونكونغ: 2.96$ ، سينغابور: 2.74$ ،أيسلندا: 2.39$ ، دنمارك: 2.3$ ، فرنسا: 2.2$ ، إيطاليا: 2.16$ ، هولندا: 2.16$ ، فنلندا: 2.15$ ، اليونان: 2.13$ ، النرويج: 2.13$ ، ألمانيا: 2.02$ ، السويد: 2.01$ ، بلجيكا: 2$ ، سويسرا: 1.95$ ، المملكة المتحدة: 1.83$ ، النمسا: 1.82$ ، اسبانيا: 1.82$ ، بولندا: 1.63$ ، تركيا: 1.46$ ،استراليا: 1.27$ ، اليابان: 1.26$ ، أفريقيا الجنوبية: 1.25$ ، كوريا الجنوبية: 1.24$ ، كندا: 1.21$ ، المكسيك: 1.21$ ، الهند: 1.18$ ، البرازيل: 1.09$ ، باكستان: 0.99$ ، الصين: 0.95$ ، أميركا: 0.95$، الأرجنتين: 0.8$ ، الامارات العربية المتحدة: 0.79$ ، إندونيسيا: 0.67$ ، روسيا: 0.63$ ، السعودية: 0.62$ ، نيجيريا: 0.57$ ، إيران: 0.36$ ، مصر: 0.33$ ، الكويت: 0.28$ ، فينزويلا: 0.02$.

وفي حال أردنا احتساب كلفة ليتر البنزين بناء على سعر الصرف في السوق السوداء يتبيّن أنّ : 1600 ألف ليرة ÷ 94 ألف ليرة = 17$ ، 17$ ÷ 20= 0.8$ . وبالتالي سعر ليتر البنزين الفعلي والحالي في لبنان هو 0.8$ أيّ أنّ لبنان يأتي في المرتبة 31 عالمياً من حيث أعلى سعر ليتر بنزين.

طريقة الاحتساب خاطئة

وللوقوف عند حقيقة هذه الأرقام والسبب وراء هذا الغلاء الجنوني لسعر البنزين في لبنان مقارنة مع باقي دول العالم تواصل موقع “هنا لبنان” مع ممثل موزعي المحروقات فادي أبو شقرا الذي اعتبر في حديث خاص أنّ “طريقة الاحتساب خاطئة، حيث أنّ كلفة البنزين مرتفعة بالليرة اللبنانية في لبنان، إنّما القيمة بالدولار فهي متدنيّة”، مشيراً إلى أنّه “وفي عام 2019 كان سعر تنكة البنزين بـ20$، أمّا اليوم فأصبح سعر التنكة بـ17$”.

وشدّد أبو شقرا على أنّ “أسعار المحروقات في لبنان، بدأت بالتراجع منذ حوالي الشهرين، بعد أن كادت التنكة تلامس سقف المليونين ليرة، فهي اليوم مسعّرة بـ1600 ألف ليرة لبنانيّة”.

وعن قرار دولرة أسعار المحروقات قال إنّ “القرار صدر عن وزير الطاقة في حكومة تصريف الأعمال وليد فيّاض، وتمّت الموافقة عليه في وزارة الاقتصاد من قبل الوزير أمين سلام، وهذا القرار كان فعّالاً من جهّة ضبط الأسعار، حيث أنّ سعر الصرف الذي يجب أن يعتمده أصحاب المحطّات، في حال رغبة المواطن الدفع بالليرة اللبنانيّة، يصدر في جداول رسميّة من قبل وزارة الطاقة، وكلّ محطّة لا تلتزم بسعر الصرف المعتمد ستقف لها وزارة الاقتصاد بالمرصاد”.

ورأى أبو شقرا أنّ “هذه الخطوة ستخفّف الضغط على الدولار، حيث ستمكّن أصحاب المحطّات من تأمين مداخيل بالدولار، بدل اللجوء إلى السوق السوداء في كلّ مرّة، ورفع الطلب على الدولار وبالتالي المساهمة بالمزيد من الانهيار لليرة اللبنانية مقابل المزيد من الارتفاع بسعر صرف الدولار”.

ارتفاع بنسبة 106% في صفيحة البنزين

في المقابل كانت قد نشرت الدوليّة للمعلومات، دراسة أكّدت فيها ارتفاع سعر صفيحة البنزين منذ بداية العام 2023 ولغاية 3 آذار، من 696 ألف ليرة إلى 1,439,000 ليرة، أي بارتفاع مقداره 743 ألف ليرة ونسبته 106.7%. ولفتت إلى أنّه هذا الارتفاع قد أدّى إلى تراجع في المبيع وصلت نسبته إلى 30% وفقاً لعيّنة من أصحاب المحطّات وشركات التوزيع.

واستناداً إلى ما تقدّم، كشفت الدوليّة للمعلومات، أنّ متوسّط حجم الاستهلاك اليومي الذي بلغ في العام 2022 نحو 304 آلاف صفيحة في اليوم، قد انخفض إلى نحو 213 ألف صفيحة في اليوم. وهذا ما أدّى إلى تراجع في حركة السير خارج أوقات الذّروة، كما سيؤدّي إلى تراجع في أرباح المحطّات، وبالتالي إقفال عدد منها. فيما يبلغ عدد المحطّات، حاليّاً، نحو 3200 محطّة.

15800 ليرة كلفة للكيلومتر الواحد بالسيارة الخاصّة

وعادت الدوليّة للمعلومات ونشرت تقريراً جديداً بعد أن ارتفعت أسعار مادة البنزين بشكل كبير وغير مسبوق، إذ وصل سعر صفيحة البنزين 95 اوكتان إلى مليونين وأربعة وأربعين ألف ليرة (2,044,000 ل.ل.) صباح يوم الاثنين في 20 آذار 2023. مع استمرار انهيار سعر صرف الليرة اللبنانية مقابل الدّولار ووصوله إلى مستويات كبيرة بلغت 112 ألف ليرة لكلّ دولار.

وأدّى ذلك إلى ارتفاع في كلفة النّقل بالسيّارة الخاصّة، إذ بلغت 15,800 ليرة/كيلومتر واحد، مع السيّارة التي تستهلك 170 كيلومتراً/صفيحة، وتقطع مسافة 11 ألف كيلومتر سنويّاً.

وتوزّعت الكلفة باللّيرة اللّبنانيّة، على الشكل التالي:

كلفة البنزين: 12,035/كلم، وهي تمثّل نسبة 76.1% من الكلفة،

كلفة الزيت والفيلتر للمحرّك: 481،

كلفة البطّارية: 248،

كلفة العجلات: 1,004،

كلفة البوجي: 165،

كلفة زيت الأوتوماتيك:122،

كلفة الكوابح الأمامية والخلفية: 694،

كلفة مسّاحات الزجاج: 95،

كلفة غسيل السيّارة، 6 مرّات سنوياً: 82،

رسوم الميكانيك:9،

تأمين ضدّ الغير + تأمين إلزامي: 865.

وعلى سبيل المثال، أصبحت كلفة الرّحلة بالليرة اللبنانية، ذهاباً واياباً، كالتالي:

طرابلس- بيروت: 2,535 مليوناً،

بيروت- جونية: 790 ألفاً،

بيروت- صيدا: 1,421 مليوناً،

بيروت- زحلة: 1,672 مليوناً،

بيروت- بعلبك: 2,535 مليوناً،

بيروت- حلبا: 2,843 مليوناً،

بيروت- بنت جبيل: 3,792 مليوناً.

وقد تطوّرت هذه الكلفة، وفقاً لارتفاع سعر صرف الدّولار وارتفاع سعر صفيحة البنزين، خلال الفترة (من 28 آب 2021 ولغاية 20 آذار 2023)، على النحو التالي:

ارتفعت كلفة الكيلومتر الواحد بنسبة 1,105%،

ارتفع سعر صرف الدّولار بنسبة 490%،

ارتفع سعر صفيحة البنزين بنسبة 1,494%.

وعلى الرغم من أنّ هذه الدراسة أعدّت مع تخطّي سعر صفيحة البنزين المليونين ليرة، إلاّ أنّها لا تزال تنطبق على الواقع الحالي، حيث أنّ أسعار قطع السيارات ارتفعت بشكل جنوني، بعد ربط الدولار الجمركي بمنصّة صيرفة. ما قد يغطّي فارق الأسعار الذي خلقه تراجع سعر تنكة البنزين.

وعليه يتبيّن لنا أنه وعلى الرغم من الارتفاع الجنوني الذي طال سعر المحروقات في لبنان، إلّا أنّ هذا الارتفاع يظهر بالليرة البنانيّة، وليس بالدولار، ما يعني أنّ الدراسة التي نشرها الموقع غير دقيقة، خصوصاً من جهة سعر الصرف المعتمد.