فرنجية في مليتا


أخبار بارزة, خاص 24 أيار, 2023
فرنجية

مناورة مليتا موجهة شمالاً لا جنوباً، برسائل تهديد لمن يعصى أمر انتخاب فرنجية، وبرسائل إقليمية، تفيد بأن إيران لن تفرض على الحزب نتائج اتفاقها مع السعودية.


كتب أسعد بشارة لـ “هنا لبنان”:

بعد مسار طويل من التطبيع الواقعي على طرفي الحدود اللبنانية الإسرائيلية، الذي لم تخرقه إلا بعض رسائل صاروخية لا يعتدّ بها، وبعض مناورات في شبعا، على شكل أفلام معدة لهوليوود، كفيلم ضرب الكامنكار الإسرائيلي الخالي من الجنود، ها هو حزب الله يتوعد إسرائيل بعد 17 سنة على انتهاء حرب الـ 2006 ، باقتحام مستوطنات وبأفعال هجومية، عبر استعراض عسكري في مليتا، لم تصل أصداؤه إلى إسرائيل، إلّا من زاوية فهم ما ليس من الصعب فهمه. وباختصار، فإنّ هذه المناورات موجهة لبيروت وباقي المناطق، وليس لتل أبيب، والأهداف واضحة، أولها خرق الاستعصاء الذي يواجهه حزب الله في فرض مرشحه الوزير سليمان فرنجية.
قد يكون من المفيد إعادة التذكير بما جرى مع جبران باسيل، الذي اختبر صبر حزب الله، في الأسابيع الماضية، وما إن اقترب من التلويح بالاتفاق مع المعارضة، حتى وصلته الرسالة صارمة من الحزب، محذرة إياه من هذا الاتفاق، فتراجع، وذهب اللقاء المفترض بينه وبين وفيق صفا أدراج الرياح، والمعلوم أن كلاً من باسيل والحزب يدعي أنّ الآخر اختلق اللقاء فيما لم يتفق على إجرائه.
ليس من المنطقي ولا من الواقعي الذهاب إلى استنتاج بأن حزب الله يريد الحرب، فالجبهة أقفلت في العام 2006 ، بقفل محكم، وحزب الله التزم بالهدوء لـ 17 سنة، وهو مستمر على التزامه لا بل إنه عزز هذا الالتزام بالترسيم البحري، الذي قاد مفاوضاته اللواء عباس ابراهيم بتكليف من الحزب، وبالتالي تصبح مناورة مليتا موجهة شمالاً لا جنوباً، برسائل تهديد لمن يعصى أمر انتخاب فرنجية، وبرسائل إقليمية، تفيد بأن إيران لن تفرض على الحزب نتائج اتفاقها مع السعودية.
كان سليمان فرنجية الحاضر الأكبر في مهرجان مليتا، فالمرشح المخلص لحزب الله، تعثرت طريقه على أبواب القصر، وبات من الضروري رفع السقف بالعراضات العسكرية التي تذكر بـ 7 أيار، وبالإصرار على اعتباره المرشح الدائم، ولو كلف الأمر أشهراً وسنوات من الفراغ القاتل.
رسالة ثانية أوصلها الحزب للداخل، فيما تل أبيب تتفرج على المناورة. إنها رسالة للجيش اللبناني وقائده العماد جوزيف عون، الذي بات يمثل نموذج الرئيس الإنقاذي، مفاد هذه الرسالة، بأن الأمر العسكري والأمني هو للحزب، وليس للقوى الشرعية، وأن كل هذا الدعم الذي تلقاه المؤسسة العسكرية من المجتمعين الدولي والعربي، غير قابل للصرف، إلا اذا كان تحت وصاية مشروع السلاح.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us