إحالة مدير عام الصناعة على التأديب تتفاعل.. والتيار العوني يستغلّها طائفياً
تفاعلت قضية إحالة المدير العام لوزارة الصناعة داني جدعون على الهيئة العليا للتأديب سياسياً وقضائياً، إذ أنه بالتزامن مع دخول الإجراء التأديبي مساره القانوني بفعل تمرّد جدعون على قرارات وزير الصناعة جورج بوشكيان، علت أصوات نواب وسياسيين من الطائفة الكاثوليكية للتضامن معه، ووضع قرار معاقبته في إطار استهداف طائفته، في محاولة لوقف الإجراءات العقابية.
وجاءت إحالة جدعون على التأديب، على أثر مذكرة أصدرها في 17 أيار الحالي، وعممها على موظفي الوزارة، جاء فيها “كلّ معاملة تحال من الوحدات المركزية والإقليمية خلافاً للأصول، القانونية وكل تخطٍّ للتسلسل الإداري وأي تواصل مع السيد الوزير أو مع أحد مساعديه أو مرافقيه أو أي كان خارج الإدارة دون علم المدير العام، وكل مخالفة للنصوص القانونية النافذة تعرض القائم بها لعقوبات تأديبية”.
ودعا المدير العام في مذكرته جميع العاملين في المديرية العامة لوزارة الصناعة، إلى “الالتزام فقط بتعليمات وأوامر وتوجيهات المدير العام، الرئيس المباشر والتسلسلي والأعلى لجميع العاملين في المديرية العامة وفقاً للنصوص المرعية الإجراء”، مطالباً جميع رؤساء الوحدات بالأصالة والإنابة التوقيع على نسخ من هذه المذكرة مع تاريخ تبلغها، والعمل بها مع مرؤوسيهم اعتباراً من تاريخ التبليغ”.
ما إن اطلع وزير الصناعة على المذكرة، حتى بعث بإنذار إلى المدير العام، دعاه فيه إلى التراجع عن مذكرته خلال 48 ساعة، ولمّا رفض التقيّد بتعليمات الوزير نقل الأخير هذا الأمر إلى مجلس الوزراء خلال جلسته التي انعقدت يوم الجمعة، حيث صدر مرسوم بإحالة جدعون على الهيئة العليا للتأديب، وأمر بتعليق مهامه إلى حين البتّ بهذا النزاع. (إضغط هنا للإطلاع على المرسوم)
الإجراءات التأديبية بحق جدعون، أثارت حملة من التيار الوطني الحرّ الذي ينتمي إليه جدعون، وألبستها ثوب استهداف الطائفة الكاثوليكية، عبر تجيير مواقف من نواب حاليين وسابقين ورجال دين، اعتبروا أن هذا القرار يستهدف الطائفة، إلّا أن مصادر مقربة من وزير الصناعة جورج بوشكيان، سألت: هل يقبل الوزراء الكاثوليك في الوزارات التي يتولونها، أن يتصرّف معهم المدراء العامون بنفس الطريقة التي يعتمدها جدعون، والتي تشكل تمرداً على الوزير الذي يشكل رأس الوزارة إدارياً وسياسياً؟”. وقالت المصادر لـ “هنا لبنان”: “نضع مذكرة جدعون بعناية بطريرك أنطاكية لطائفة الروم الملكيين، ونسأل غبطته هل يرضى بأن يتمرّد مدير عام على وزير كاثوليكي بأي وزارة يتولاها أحد أبناء طائفة الروم الملكيين الكاثوليك؟” ودعت المصادر إلى “الكفّ عن دعم موظّف يخالف للقواعد القانونية ويتمرّد على رئيسه ويتخطّى القانون والدستور، والآن بعد إحالته على التأديب يستعطف الطائفة الكاثوليكية، ليظهر أن معاقبته هي استهداف للطائفة”.
مواضيع مماثلة للكاتب:
ليس بلداً عربياً.. هذه الدولة هي الأكثر استثماراً في العقارات في تركيا! | بوتين يحدّث العقيدة النووية.. ماذا يعني ذلك؟ | في ظلّ الحرب.. ما هي أغلى المقاتلات الحربية في العالم؟ |