الاشتراكي يزهد بلقب بيضة القبان.. وعن الاستحقاق الرئاسي: أسمع جعجعة ولا أرى طحيناً


أخبار بارزة, خاص 2 حزيران, 2023
الاشتراكي

قال وليد جنبلاط كلمته ومشى، تاركاً لنجله تيمور الإفصاح عن الكلام المباح، وقيادة سفينة الحزب التقدمي الاشتراكي والطائفة الدرزية في ظروف تختلف طبعاً عن ظروف تسلم وليد حنبلاط القيادة بعد اغتيال والده كمال جنبلاط.


كتبت ريمان ضو لـ “هنا لبنان”:

يقول كمال جنبلاط “علمتني الحقيقة أن أرى جمال التسوية”، وعلى أساس هذه القاعدة، يقارب رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي “المستقيل” وليد جنبلاط الاستحقاق الرئاسي.

تجربة جنبلاط مع رؤساء الجمهورية، أقلّه بعد إتفاق الطائف، لم تكن الأنجح، رغم أنه في كثير من الأحيان كان عراب التسويات وانخرط فيها وبات جزءًا لا يتجزأ منها، وكان مع كتلته الصوت المُرجح في أي انتخابات.

فدار المختارة التي كانت لها الكلمة الفصل في كل استحقاق، تترقب التطورات الإقليمية، التي بدأت بالتقارب السعودي الإيراني ومرت بالإنفتاح العربي على سوريا ونظام بشار الأسد، وقد تصل رياحها إلى لبنان.

بحذر، ينظر جنبلاط إلى الإنتخابات الرئاسية، وهو انتقل من مرحلة المبادر في بداية العام، إلى المراقب حتى إتمام الإنسحاب التكتيتي، بإعلان استقالته من الحزب.

وفي لغة العسكر، فإن الإنسحاب التكتيكي يعني الإجراء الدفاعي التراجعي، أما في قاموس جنبلاط، فهو ليس هروباً أو تراجعاً أو فشلاً؛ بل هو الشجاعة بعينها حين تصل الأمور إلى طريق مسدود.

أولى خطوات الإنسحاب، كان التراجع عن دعم ترشيح النائب ميشال معوض، بعد إعلان رفض ترشيح الوزير السابق سليمان فرنجية، وصولاً إلى موقف واضح بعدم السير بأي مرشح تحدٍّ أو مواجهة من قبل الطرفين، وهو نأى بنفسه عن اجتماعات نواب المعارضة لتبني إسم بديل لمعوض، معلناً رفض التسويات الثانوية في البلاد، زاهداً بدور بيضة القبان، الذي اعتاد ممارسته في أكثر من استحقاق، وبلقب “صانع الرؤساء” مثلما كان يُلقب والده.

يختصر قيادي في الحزب التقدمي الاشتراكي الاجتماعات والتصريحات المتعلقة بالإستحقاق الرئاسي بالقول “أَسمع جعجعة ولا أرى طحيناً”، فكل الحراك الحاصل لم يرقَ بعد إلى الجدية المطلوبة.

وتقول مصادر مقربة من الحزب التقدمي الاشتراكي لموقع “هنا لبنان” إن كل ما يحكى عن مواقف كتلة اللقاء الديقراطي حالياً، إن لناحية التصويت بورقة بيضاء أو تبني ترشيح أي اسم، هو من السابق لأوانه. فكله يبقى في إطار الإحتمالات المفتوحة ومن المبكر الحديث عن قرارات نهائية وحاسمة، أما الموقف الفعلي فستتخذه الكتلة وتعلن عنه في اجتماع قريب برئاسة النائب تيمور جنبلاط.

وتتوقف المصادر عند إعلان البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي عن حراك سياسي سيبدأه فور عودته من فرنسا ولقائه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون. وتعوّل عليه وترى فيه نافذة فعلية للوصول إلى التوافق المنشود بين مختلف القوى السياسية.

وتوضح المصادر أنّه “صحيح أن جنبلاط كان سبق ورشح جهاد أزعور من ضمن سلة الأسماء التي كان يحملها، إلا أن جنبلاط كان قد طرح ترشيح أزعور من باب رئيس توافقي وليس من باب مرشح تحدٍّ، وهذا ما يبعده حالياً عن نواب المعارضة، الذين يطرحون اسم أزعور كرئيس تحد ويفرضون عليه شروطاً مسبقة.

وتوضح المصادر أنّه “من الواضح أنّ الأمور كما هي حتى هذه اللحظة لا تنمّ عن جدية على مستوى تقارب وجهات النظر والوصول إلى انتخاب رئيس للجمهورية، والمطلوب نزول السياسيين عن الشجرة وإيجاد مساحة مشتركة تنتج رئيساً توافقياً للبلاد.”

وتؤكد المصادر أن “لا شروط لكتلة اللقاء الديمقراطي، إلا أن لا يكون هناك مرشح تحدٍّ، بل مرشح توافقي ترضى به الكتل السياسية الأساسية ويستطيع أن يكون جامعاّ بالحد الأدنى في هذه اللحظة السياسية والاجتماعية الدقيقة، والمتغيرات الإقليمية الحاصلة”. ولا تستبعد المصادر إمكانية وضع ورقة بيضاء في حال لم يحصل أي مرشح رئاسي على التوافق بين الثنائي المسيحي والثنائي الشيعي. وستكون الورقة البيضاء خيار نواب اللقاء الديمقراطي، مجتمعين، في حال الوصول الى جلسة انتخاب بمرشّحَي تحدٍّ.

“المستقبل لتيمور”، هي عبارة يكررها وليد جنبلاط في الأيام الماضية أمام زواره أكثر من مرة، انطلاقاً مما يحكى في أوساط الحزب عن رؤية جديدة لتيمور قد يختلف فيها مع والده، خصوصاً لناحية مقاربة الاستحقاقات الداهمة والخروج من العقلية التقليدية ومواكبة نفس الشباب التغييري في الحزب وفي الطائفة الدرزية.

قال وليد جنبلاط كلمته ومشى، تاركاً لنجله تيمور الإفصاح عن الكلام المباح، وقيادة سفينة الحزب التقدمي الاشتراكي والطائفة الدرزية في ظروف تختلف طبعاً عن ظروف تسلم وليد جنبلاط القيادة بعد اغتيال والده كمال جنبلاط.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us