طريق المطار أم طريق “خطف الدولة”!
إلى متى ستبقى طريق المطار تحت سطوة قطّاع الطرق؟ وإلى متى ستبقى بعض الأراضي اللبنانية مغيّبة عن سلطة الدولة والمؤسسات العسكرية؟
كتب طوني سكر لـ “هنا لبنان”:
تصدّر خبر اختطاف المواطن السعودي مشاري المطيري على طريق المطار الأسبوع الفائت نشرات الأخبار والصحف والمواقع الإخبارية، فكان حدث اختطافه وتحريره الشغل الشاغل للوزراء المعنيين والقوى الأمنية لما لذلك من تبعات وتأثير على العلاقات بين المملكة العربية السعودية ولبنان والتي بدأت مؤخّراً تسلك طريقها للتعافي بعدما شهدت تعسّراً في الأعوام الأخيرة. وأكّد ذلك وزير الداخلية والبلديات بسام المولوي في تغريدة قال فيها أنّ “ما حصل يمسّ بعلاقات لبنان مع أشقّائه وسيكون عقاب الفاعلين قاسياً”.
وأشارت المعلومات الصادرة عن وزير الداخلية أنّ الخاطفين “كانوا يرصدون تحركات المطيري واتصالاته”، وكما أصبح معلوماً أنّ المطيري يقيم في لبنان بصورة اعتيادية وهو يعمل في الخطوط الجوية السعودية.
في المقابل، كُشفت هوية منفذي عملية الخطف التي أشارت المعلومات أنّ عددهم يبلغ ٧ أشخاص وعلى رأسهم تاجر المخدرات علي زعيتر المعروف بـ “أبو سلة” وقد تمكّنت القوى الأمنية من توقيف العديد منهم وما زال البحث جارياً عن المشاركين الآخرين.
هذا في وقائع العملية، أما في تحليل هذه الوقائع والمعلومات المتوفرة لعملية الخطف يتبين لنا الآتي: أوّلًا، الشخص المخطوف هو سعودي يقيم في لبنان وليس عابر سبيل بحيث تمّ تتبّعه لفترة من الزمن وبتخطيط محكم.
ثانياً إنّ المحلّة التي وقع فيها جرم الاختطاف هي منطقة طريق المطار التي تقع تحت سيطرة حزب الله، والتي شهدت على مر السنين عمليات مشابهة وغالباً ما كانت ذات أسباب سياسية.
ثالثاً، هوية الفاعلين تشير إلى البيئة الحاضنة لهم وبالتالي يمكن معرفة أسباب الخطف.
والسؤال الذي يطرح نفسه بعد تحليل هذه الوقائع وجمع عناصر الجريمة: لماذا اختطاف مواطن سعودي يسكن لبنان على طريق تقع تحت نفوذ حزب الله وبتنفيذ عناصر من البيئة الحاضنة له؟ وهل تقتصر العملية على تلقي فدية أم أنّ في طياتها أبعاداً تبلغ ما وراء الحدود؟
ولمصلحة مَن يتمّ توتير العلاقات مع المملكة العربية السعودية في هذا التوقيت بالذات، إذ تشهد المنطقة تحولات على صعيد العلاقات الدولية، وفي مرحلة توسع دور المملكة على صعيد خريطة السياسة الدولية؟
فإلى متى ستبقى طريق المطار تحت سطوة قطّاع الطرق؟ وإلى متى ستبقى بعض الأراضي اللبنانية مغيّبة عن سلطة الدولة والمؤسسات العسكرية التي أثبتت جدارتها وقدرتها على حفظ الأمن، فقد تمكّنت بفضل حكمة قادتها وقدرتهم من تجنيب لبنان تبعات عملية الخطف وما قد تحمله من تداعيات دبلوماسية بين المملكة ولبنان؟
آن الأوان لكي تعود “طريق الخطف” إلى مربع الدولة وتخرج من تحت سلطة الدويلة، لأن هذه الطريق بالذات هي طريق العودة إلى دولة الاستقرار والسلام والأمان والازدهار، وطالما هي خارج الدولة فعلى الاستقرار والازدهار السلام !
مواضيع مماثلة للكاتب:
بسام مولوي من معدن الرجال الرجال! | لبنان يتأرجح بين مطرقة شاوول وسندان الشامي! | انتخابات القوات أمثولة… كيروز لـ “هنا لبنان”: القوات إطار جامع لأجيال المقاومة |