سيد بكركي بدأ تحركه الصامت.. وأوّل الغيث إيفاد مطرانين للقاء أمين عام “الحزب”!
يوم الرياضة الروحية والصلاة في حريصا بين القوى المسيحية قد نفع نوعاً ما، فقد أدى إلى التقاطع على اسم مرشح واحد مما يشير مرة جديدة إلى أن دور بكركي التاريخي ودور البطريرك الماروني لا يزالان حاضرين في توجيه البوصلة إلى مكانها الصحيح من أجل إنقاذ لبنان
كتبت شهير إدريس لـ “هنا لبنان”:
بين روما وفرنسا مسافة ليست بعيدة عن الهم الرئاسي اللبناني الذي حمله البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي إلى حاضرة الفاتيكان وإلى الإليزيه، حيث لمس تفهماً لهواجسه الوطنية أولاً والمسيحية ثانياً.
وقد بدا ذلك واضحاً في البيان المقتضب للرئاسة الفرنسية بالتأكيد على ضرورة انتخاب رئيس من دون تأخير وبقاء مسيحيي لبنان في قلب التوازن الطائفي والمؤسسي للدولة اللبنانية. كما سادت هذه الأجواء كذلك لقاءات البطريرك الراعي في الفاتيكان، إذ تم التأكيد على أن التوافق يشكل إيجابية يمكن العمل عليها.
وبعد زيارات البطريرك وعودته إلى لبنان بدأ حراكه الرئاسي في بكركي والذي سينطلق في أكثر من اتّجاه مع مبدأ الإلتزام بالصمت والتكتّم في ظل الترحيب بترشيح الوزير السابق جهاد أزعور، وأول الغيث الرئاسي توافق القوى المسيحية وقوى المعارضة وبعض النواب التغييريين والمستقلين على إعلان ترشيح مدير دائرة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في صندوق النقد الدولي جهاد أزعور، أما الخطوة الثانية للبطريرك فكانت بالتواصل مع حزب الله.
وقد أكدت مصادر مطلعة لموقع “هنا لبنان” أن البطريرك الراعي الذي تلقى وعداً فرنسياً بتغيير المسار من ترشيح اسم رئيس تيار المردة سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية والتواصل مباشرة مع من يجب الحديث معهم، أي الثنائي الشيعي لا سيما رئيس مجلس النواب نبيه بري وحزب الله، قد أوفد البطريرك مطرانين إلى حارة حريك وقد التقوا الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله ونقلوا إليه رسالة من البطريرك بشأن الملف الرئاسي وما سمعه من فرنسا والفاتيكان، على الرغم من المواقف التصعيدية والسقف العالي لخطاب المفتي الجعفري الشيخ أحمد قبلان الذي طال البطريرك الراعي مباشرة.
فيما أكدت مصادر مقربة من حزب الله لموقعنا وجود التواصل بين بكركي والحزب، لكنها شددت على أنّ الحزب لا يزال متمسكاً بترشيح فرنجية وليس لديه أي خطة “ب”، وهو عند موقفه الرافض لمرشح المعارضة واعتباره مرشحاً يتخذ صفة الطرف.
وتَشدّد الحزب مردّه أيضاً إلى أنّ فرنسا لا زالت على موقفها الداعم له وذلك لإعتبارات إقليمية، إذ أشارت المصادر إلى أن لقاء البطريرك الراعي مع الرئيس الفرنسي لم يحدث أيّ خرق في الموقف الفرنسي من ترشيح فرنجية.
هذا وستوسع بكركي مروحة إتصالاتها الداخلية والخارجية خلال الأيام المقبلة عبر موفدين، كما سيشهد الصرح البطريركي لقاءات محورها الإستحقاق الرئاسي مع الوقوف على مسافة واحدة من الجميع والتأكيد على أهمية إنهاء الشغور في سدة الرئاسة، فيما ينتظر أن يعلن البطريرك في عظة الأحد جملة مواقف تتعلق بالنقاط العريضة لتحركه إضافة إلى دعوته إلى ضرورة إنتظام عمل المؤسسات الدستورية وأهمها مجلس النواب عبر الدعوة إلى جلسة قريبة لإنتخاب رئيس للجمهورية بعد أن بات هناك مرشحان جديان للتنافس الديمقراطي.
فيوم الرياضة الروحية والصلاة في حريصا بين القوى المسيحية قد نفع نوعاً ما، فقد أدى إلى التقاطع على اسم مرشح واحد مما يشير مرة جديدة إلى أن دور بكركي التاريخي ودور البطريرك الماروني لا يزالان حاضرين في توجيه البوصلة إلى مكانها الصحيح عبر تحديد الأولويات والبقاء على الحياد الإيجابي من أجل إنقاذ لبنان بكافة شرائحه وطوائفه عبر الحوار وأهمية التوافق لإيجاد أرضية مشتركة، على الرغم من وضع البعض لتحرك البطريرك في خانة الواجب الوطني بعد زياراته الخارجية والتي جوبهت بتصعيد كلامي يؤكد أن اتصالاته لن تعطي أي نتيجة.
إلا أن مصادر مقربة من بكركي أكدت مواصلة البطريرك لمساعيه وأنه لن يدخل في سجالات عقيمة مع أحد.
لكن تبقى نقطة الإرتكاز في تغيير أداء الثنائي الشيعي وفتح أبواب مجلس النواب، وفث ما أكدت مصادر سياسية متابعة لموقعنا، وإلا فإنّ الأمور ستذهب باتجاه خطر قد يطيل أمد الفراغ في سدة الرئاسة الأولى ويزيد من حجم الإنهيار والأزمات على الصعد كافة.