مخجول وملبّك مش لابس B.V.D
لا سوابق، في أي من الدول الديمقراطية، أن يصوت النائب لمرشّحه بورقة بيضاء. نحن السبّاقون ولنا ديمقراطيتنا الغريبة العجيبة المسخ. حتى هذه الديمقراطية نرفضها باسم التوافق..
كتب عمر موراني لـ “هنا لبنان”:
في آخر الستينات، أو ربما أوّل السبعينات، أطل الفنان الظريف فيلمون وهبة على المشاهدين مرتدياً “فانيلة” و”كلسون” وغنى لنا وغنينا معه بسعادة وبراءة.
“بي في دي بي في دي
أنا لابس بي في دي
هاي قميصي بي في دي
وكلني لابس بي في دي
ملابس داخلية متينة وحلوة عليي
لما بلبِسها بِرتاح
بشوف العيشة هنيّة
بروتيلات، كمام قصار
للكبار وللزغار
واللي عم يمشوا دادي…”
كانت ماركة B.V.D ذاك الزمن في تنافس محموم مع ماركة “السَّبعَيْن”، أي الأسدين، وتقتضي الإشارة هنا إلى أن لا علاقة لبيت الأسد، حافظ وإخوانه، بشركة القطنيات تلك.
وأذكر بطريقة مشوشة زئير ذاك اللابس ثياباً “تحتانية” من قطنيات تلك الماركة. كان يزأر فخوراً.
ومما علق بذاكرتي كطفل لم يكبر كثيراً بخصوص الـ B.V.D مشهد دعائي يظهر فيه مجموعة أولاد خلعوا ثيابهم واصطفوا بملابسهم الداخلية الناصعة البياض، كأنهم يستعدون لفحص دوري في المدرسة. جميعهم بدوا نصف عراة ما عدا واحد بقي بثيابه. ونسمع صوتاً نسائياً يبرر تمنّع الولد عن خلع سرواله وقميصه: “مخجول وملبّك مش لابس متلن B.V.D”
أفهم واتفهم أن “يستحي” ولد بثيابه الداخلية. لكن كيف لمرشح لرئاسة الجمهورية أن يستحي بأوراق تحمل اسمه؟ وهذا ما حصل في الجلسات الإحدى عشرة السابقة لانتخاب “ريّس” للجمهورية حيث تمنّع نوّاب الثنائي الشيعي، داعمو فرنجيه، وأعضاء كتلة فيصل أفندي المستحدثة، وجهاد الصمد أند كومباني، وطوني فرنجية ورفاقه الثلاثة (إثنان موارنة وواحد روم أرثوذكس) عن إنزال اسمه في صندوق الإقتراع مستبدلين الإسم والشهرة بأوراق بيض. لا سوابق، في أي من الدول الديمقراطية، أن يصوت النائب لمرشّحه بورقة بيضاء. نحن السبّاقون ولنا ديمقراطيتنا الغريبة العجيبة المسخ. حتى هذه الديمقراطية نرفضها باسم التوافق، وفي الأمس طلع علينا رجل معمم و”صفقنا” درساً في علم السياسة زبدته “أن الإختباء وراء اللعبة الديمقراطية سمسرة مكشوفة”.
دعكم من هذا الكلام السفسطائي المتوتر فالرئيس نبيه بري فاجأ الجميع قبل أيام، متغلّباً على استيحائه، وجهر بضرورة الإقتراع الواضح للبك في جلسة 14 حزيران الأولى وليكن ما يكون. ثانكس إستيذ. خطوة جبّارة تستأهل عليها قبلة على جبينك المالس.
في كل تلك المعمعة، لا وجود لسليمان بك على المسرح. قاعد في غرفة تبديل الملابس وحيداً مستوحداً. وذكرت مصادر واسعة الإطلاع أنه مش لابس لا B.V.D ولا حتى “السَبعين”.
مواضيع مماثلة للكاتب:
مش كل صهر سندة ضهر | شبيحة “الحزب” بالمرصاد | أبو الجماجم |