“الذهب ملك الأزمات”… الأرقام إيجابية وحركة المبيع تجاوزت المليار دولار!
بعد تراجع ثقتهم بعملتهم الوطنية الآخذة في الانهيار، اتّجه معظم اللبنانيين نحو الملاذ الآمن أي الذهب، فتوجهوا لشرائه بشكلٍ كبير وسط إقبال كثيف على الأونصات والليرات، “لأن الذهب في الأزمات هو الملك”.
كتبت يارا الهندي لـ “هنا لبنان”:
سجّلت حركة مبيع الذهب والمجوهرات في لبنان ما يقارب مليار دولار خلال سنة واحدة، ويعادل ذلك معدلات المبيع خلال السنوات السبع السابقة.
وتأتي هذه الأرقام الإيجابية رغم الأزمات التي ضربت مختلف القطاعات في لبنان، إذ كان الصمود هو العنوان الأبرز لقطاع المجوهرات، ولذلك لا بدّ من الإضاءة على الإيجابيات رغم رمادية الصورة، حيث يُرجع جو كيروز أحد تجار الذهب في حديث خاص لـ “هنا لبنان” أسباب توافد المواطنين على شراء الذهب، للأزمة العالمية الروسية الأوكرانيّة التي أثرت كثيرًا على السوق أولاً، كما إلى الأزمات الاقتصادية الأميركية.
كما يلفت كيروز إلى أن معظم اللبنانيين باتوا يحتفظون بأموالهم في المنازل بعد تراجع الثقة بالعملة الوطنية الآخذة في الانهيار ما دفعهم نحو الملاذ الآمن أي الذهب، فتوجهوا لشرائه بشكلٍ كبير وسط إقبال كثيف على الأونصات والليرات، “لأن الذهب في الأزمات هو الملك”. ومع أنّ أرباح تاجر الذهب محدودة في مبيع الذهب الخالص كالأونصات والليرات، فالربح بالأونصة مثلاً لا يتعدّى الـ ٥$، لأنّ هامش الربح بالمجوهرات المشغولة أكبر، إلا أنّ القطاع انتعش إلى حدٍّ ما، وفق كيروز.
ويلفت كيروز إلى أنّ ارتفاع أسعار الذهب عالميًا، إذ وصلت تقريباً إلى ٢٠٠٠$، لم يؤثر على إقبال المواطنين على شراء المعدن الأصفر، مشيراً إلى أن سوق الذهب لم يمر بأزمة، ومن المعلوم أنّ لبنان لديه ثاني أكبر احتياط ذهب في الشرق الأوسط من بعد السعودية.
ومن جهته يشير الباحث في الدولية للمعلومات محمد شمس الدين لـ “هنا لبنان” إلى أن اللبناني يستورد الذهب خام ويصنّعه ليعيد تصديره، فالتصاميم اللبنانية تلاقي رواجًا عالميًا، والطلب عليها كبير جداً إذ يصدّر لبنان إلى الخارج ما قيمته ٧٠٠ مليون دولار من الذهب. واستورد لبنان، بحسب شمس الدين، ما يقارب المليار دولار من الذهب، قسم منه للمنازل وقسم للتصنيع وإعادة التصدير.
وفي ظل الأزمة احتار اللبناني بين الذهب والعقار، ليلجأ إلى شراء الأونصات ما أدى إلى رفع أسعارها عن السعر العالمي بـ ٢٠$ إلى ٢٥$ تقريباً.
مواضيع مماثلة للكاتب:
ميقاتي وصفقة المليار يورو… على “ظهر اللبنانيين” | قنبلة الذوق الحراري: مواد كيميائية تنذر بكارثة جديدة في لبنان! | “دورة خفراء في الجمارك” تثير الجدل مجددًا… فهل يتم إقصاء المسيحيين من وظائف الدولة؟ |