أزعور فائزاً بالأصوات وفرنجية بالتعطيل
في الواقع، هناك مرشح هو أزعور حصل على أصوات أكثر من المرشح فرنجية. ما يعني أنّ الأوّل فائز بالأصوات، وأنّ الثاني سيبقى على المسرح بفعل التعطيل.
كتب أحمد عياش لـ “هنا لبنان”:
لم تعطِ إطلالة رئيس “تيار المردة” سليمان فرنجية أمس في ذكرى مجزرة إهدن، أنّ مرشح الممانعة لرئاسة الجمهورية واثق أنّه سيجتاز قطوع الجلسة الـ12 لإنتخاب الرئيس العتيد بعد غد الأربعاء بما يوصله إلى قصر بعبدا. فهو صرّح أنّه لا يرى أنّ هذه الجلسة “ستنتج رئيساً”. ولا بدّ من القول أنّ فرنجية يعكس معطيات تفيد أنّ منافس الأخير، الوزير السابق جهاد أزعور، في صدد الحصول على كمّ الأصوات في الجلسة المقبلة ما يتجاوز الـ60 صوتاً، في حين أنّ فرنجية سيحصل على عدد من الأصوات ستبقى دون الـ50.
إنّ الوصول إلى الجلسة النيابية المقبلة، إذا ما انعقدت، ستنتهي إلى هزيمة لمرشح “الثنائي الشيعي” وتحديداً “حزب الله” الذي تمسك ولا يزال بفرنجية كمرشح لهذا الفريق مقابل، إطلاق النار نحو المرشح المنافس، وصل إلى حدّ القول أنّ أزعور هو مرشح تريد أن “تفرضه تل أبيب” على حدّ ما قال المفتي الجعفري احمد قبلان. ومن خلال هذا التخوين الذي اعتمده “الحزب” وحلفاؤه، بدا أنّ فريق “الممانعة” لا يريد في واقع الأمر انتخابات يربح فيها من يربح ويخسر فيها من يخسر، بل يريد انتخابات تنتهي إلى فوز مرشحه أي فرنجية، وإذا لم يتحقق هذا الهدف، فلا ضير أن يبقى الفراغ الرئاسي مهما طال الوقت كما حصل بالضبط عام 2016 عندما وصل مرشح “الحزب” الجنرال ميشال عون إلى سدّة الرئاسة الأولى بعد فراغ استمر نحو عامين ونصف العام.
في المقابل، تبيّن من خلال الحجم الواسع من التأييد لأزعور أنّ تكرار تجربة الانتخابات الرئاسية عام 2016 لا يمكن أن تتكرر لإعتبارات عدّة أهمّها أنّ لبنان لا يملك ترف الوقت كي ينتظر طويلاً لإنجاز الاستحقاق الرئاسي في ظروف وقد شارف لبنان على الهلاك الاقتصادي الذي لم يسبق له مثيل منذ المجاعة الكبرى بعد الحرب العالمية الأولى. علماً أنّ هناك إشارات عدّة تفيد أنّ فريق الممانعة لن يتردد في اللجوء إلى شتّى الوسائل كي يمنع انتخاب رئيس جديد غير فرنجية.
كيف السبيل للخروج من هذا المأزق الذي يضع البلاد على مشارف تطورات خطيرة، سبق للبنان أن عاش مثيلاً لها كما حصل في 7 أيار 2008؟
في المرحلة الراهنة، هناك معطيات ظهرت معالمها من خلال تعيين الرئيس إيمانويل ماكرون الوزير السابق جان إيف لودريان موفداً خاصاً إلى لبنان، أنّ العالم الخارجي المهتم بلبنان لا سيّما اللجنة الخماسية التي تضم إلى فرنسا، أيضاً الولايات المتحدة الأميركية والسعودية ومصر وقطر، لن يقف مكتوف اليد أمام دفع لبنان إلى مرحلة الغموض التي تضعه في مهب المجهول في وقت يتقلب لبنان على نار أزمات قد تجعله مسرحاً لتوترات ربما تجعله الرجل المريض الذي كان في القرن الماضي ما عرّض المنطقة لتوترات وحروب ما زالت آثارها قائمة حتى اليوم.
من يقارن إطلالتي أزعور وفرنجية أمس يصل إلى استنتاج أنّ الأوّل، يبشّر بحلول على قوله في لقاء مع المغتربين أنّه “وبالاعتماد على خبرته الواسعة، اعتبر أنّه يمتلك المعرفة والمهارات اللازمة لتأمين الأموال من الصناديق الدولية واستكمال مسار التفاوض مع صندوق النقد الدولي (IMF)”.
في المقابل، شن فرنجية هجوماً على كل معارضيه الذين يمثلون معظم اللبنانيين قائلاً: “تقاطعوا عليّ فقط ولا شيء يجمعهم”.
هناك من يستحضر تجربة لم يمرّ عليها وقت طويل من خلال ما شهده الكونغرس الأميركي الذي فاز بالأكثرية فيه الحزب الجمهوري. وخلال إنتخاب رئيس له، عاش الكونغرس جلسة مفتوحة إستمرت طويلاً حتّى تمّ إختيار الرئيس الجديد كيفن مكارثي. فهل يمكن أن تتكرر هذه التجربة في لبنان؟
على ما يبدو، وتبعاً لموقف الممانعة لن يتحقق هذا الأمر بلبنان ارتباطاً بما صرّح به أركان الممانعة.
في الواقع، هناك مرشح هو أزعور حصل على أصوات أكثر من المرشح فرنجية. ما يعني أنّ الأوّل فائز بالأصوات، وأنّ الثاني سيبقى على المسرح بفعل التعطيل.
مواضيع مماثلة للكاتب:
تفاؤل بري وابتسامة لاريجاني | “مرشد” لبنان و”بطريرك” إيران | تفليسة “تفاهم” مار مخايل في عملية البترون |