خلاف “إكسبو قطر” تابع: سلام استعاد صلاحياته ولم يعتذر من نصّار.. فمن سيرعى الحفل؟
نشب خلاف بين كلّ من وزراء حكومة تصريف الأعمال الثلاث: وزير الاقتصاد أمين سلام ووزير السياحة وليد نصار ووزير الزراعة عباس الحاج حسن، على خلفية تفويض رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، في الجلسة الحكوميّة السابقة، التي عقدت بتاريخ 13-6-2023، نصّار بتسمية الجهاز الإداري المشارك في معرض “إكسبو قطر”، ليقع الإشكال على هويّة صاحب الصلاحيّة في قصّ الشريط القطري.
كتبت باولا عطية لـ “هنا لبنان”:
كاد لبنان يحرم من تسويق إنتاجه الزراعي في معرض قطر لمدّة 6 أشهر ومن دون أي تكلفة وبحضور 200 دولة مشاركة، نتيجة كيديات بعض الوزراء، وتنازعهم على الصلاحيات.
وفي التفاصيل، فإنّ خلافاً قد نشب بين كلّ من وزراء حكومة تصريف الأعمال الثلاث: وزير الاقتصاد أمين سلام ووزير السياحة وليد نصار ووزير الزراعة عباس الحاج حسن، على خلفية تفويض رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، في الجلسة الحكوميّة السابقة، التي عقدت بتاريخ 13-6-2023، نصّار بتسمية الجهاز الإداري المشارك في معرض “إكسبو قطر”، ليقع الإشكال على هويّة صاحب الصلاحيّة في قصّ الشريط القطري، فيما ترى بعض المصادر الصحافيّة أنّ “السبب الرئيسي هو تضارب في المصالح بين أشقاء الوزراء واتهامات متبادلة بمحاولة الاستفادة من المعرض القطري”.
“مش وزير السياحة يلي بكلّف مدراءنا “
مع العلم أنّ نصّار كان سيكلّف كلّ من المديرين العامين في وزارتي الاقتصاد والسياحة، محمد أبو حيدر ولويس نصّار للمشاركة في المعرض، إلّا أن الموضوع أزعج الحاج حسن وسلام من منطلق “مش وزير السياحة يكلّف المدراء العامين لدينا”، ليتطوّر بذلك الخلاف إلى تلاسن.
وخلال الجلسة الحكومية أخذ نصّار الكلام للحديث عن الأمر وعن خبرته في تنظيم المؤتمرات، مشيراً إلى أنّ “سلام قال لبعض الوزراء بأنني أريد وضع يدي على المؤتمر ليتسنّى لي تسليم التنظيم لشقيقي الذي يملك شركة تعمل في هذا المجال”. وتوجّه إلى وزير الاقتصاد بنبرة مرتفعة قائلاً “خيي مش متل خيك وما بيشتغل بلبنان ولا معينه مستشار متل خيك وبسلمه ملفات ومشاريع”، وطلب إليه تقديم الاعتذار. ولمّا رفض سلام ذلك صرخ نصار مجدداً: “بدك تعمل رئيس حكومة بتعمل عكل اللبنانيين بس مش عليي”، فأجابه سلام بوقف “البهورة” قائلاً: “بعمل رئيس عليك وعلى اللي أكبر منك”.
لتعتبر من جهتها مصادر وزارة السياحة في تصريح إعلامي بأن “وزير الاقتصاد يدين باعتذار علني لوزير السياحة بعد التلاسن في الجلسة الأخيرة وتعنت سلام في عرقلة مشاركة لبنان وإلا فإن نصار سيرفع دعوى قدح وذم بحق سلام”.
العقد وقّع مع قطر
ومساء الاثنين 19 حزيران راسل نصار الأمين العام لمجلس الوزراء مذكراً بكتابه بضرورة توقيع المستندات اللازمة بشكل فوري تفادياً للمس بمكانة لبنان ومصداقيته دولياً. فاستدرك ميقاتي الخلاف ووجد مخرجاً لحلّ النزاع على الصلاحيات بين وزراء الحكومة، وقرر إرضاء الجميع عبر إعادة توزيع المهام بما يحفظ ماء وجه كلّ الوزراء.
ليصدر من بعدها وزير السياحة بياناً يعلن فيه توقيع العقد، شاكراً دولة قطر على الفرصة التي منحتها للبنان، على أن تناقش تفاصيل المشاركة من ضمن بنود الجلسة التي كانت مقررة أن تنعقد أمس الأربعاء 21-6-2023.
اعتذر/ لم يعتذر
إلّا أن توقيع لبنان على عقد المشاركة في أكسبو قطر، لم ينه الخلاف بين الوزراء. حيث عاد “القال والقيل” في جلسة مجلس الوزراء أمس حيث صرّح نصار لـ “هنا لبنان” بأنّ مسألة الخلاف حول معرض “إكسبو” قد حلّت، وأنّ العقد وقّع بناءً لقراره، موضحاً أنّ “وزير الاقتصاد أمين سلام قد اعتذر منه”.
غير أنّ وزير الاقتصاد عاد ونفى لموقعنا الاعتذار، مشدداً على أنّ “العقد لم يوقع وأنّ البند الخلافي سيعدّل خلال الجلسة”. وبعد انتهاء الجلسة، كشف مراسل “هنا لبنان” بأنّ نصّار غادر الجلسة معلّقاً “المسألة قد حلّت”. وأوضح أنّه “تمّ إقرار البند المتعلق بإعادة صلاحيات تنظيم” إكسبو” الدوحة إلى وزارة الاقتصاد”.
الصلاحيات عادت لسلام فمن سيرعى المشروع؟
وفي هذا الإطار كشفت مصادر مطّلعة على تفاصيل الخلاف الواقع بين الوزراء في حديثها لموقع “هنا لبنان” أنّ “الخلاف في الأساس كان على البند الذي طالب بتعديل قرار مجلس الوزراء رقم ٣٦ بتاريخ ٢٦/٥/٢٠٢٣ المتعلق بمشاركة لبنان في معرض إكسبو الدوحة ٢٠٢٣. ما اعتبره سلام محاولة تعدٍّ على صلاحيات وزارة الاقتصاد والتجارة”.
وأكّدت المصادر أنّه “حلّ الخلاف في مجلس الوزراء، واستعاد وزير الاقتصاد والتجارة صلاحيات وزارته بالإدارة الكاملة للإكسبو”.
وكشفت أنّ “وزير الزراعة سيكون الشريك الأساسي أما وزير السياحة فسيكون فقط شريكاً في تنظيم رزم سياحية إلى لبنان على هامش الإكسبو”.
وأكّدت المصادر أنّ “سلام لم يعتذر من نصار، واستعاد صلاحياته وشكر مجلس الوزراء على إعادة الامور إلى نصابها الصحيح واحترام القانون”.