مهمة “لودريان” ومسرحية “ناس من ورق”
كم تشبه جولة الموفد الشخصي للرئيس الفرنسي جان إيف لودريان، وما نقله عنه الذين التقاهم، ما ورد في “اسكتش الرسائل الثلاث” في مسرحية “ناس من ورق”، فكل فريق قرأ الرسالة التي تناسبه، وبدا الرأي العام كالأب المخدوع الذي خاطبه الجميع بالقول “إنت لا تفكِّر نحنا منفكر عنك”
كتب جان الفغالي لـ “هنا لبنان”:
في مسرحية “ناس من ورق” للأخوين رحباني، هناك “اسكتش الرسائل الثلاث” حيث ساعي البريد (جوزيف ناصيف) يسلِّم رسالة إلى أحد الممثلين (وليم حسواني) ثم يتنبَّه إلى أن الرسالة لابنة الممثل الذي يطلب منه قراءة الرسالة التي تبدأ بعبارة “حبيبتي سلمى”.
ثم تُعطى الرسالة لمعلمة المدرسة (هدى شقيقة فيروز) التي تقرأ الرسالة ذاتها ولكنها تستهلها بعبارة “عزيزتي سلمى”.
ثم تعطى الرسالة لأحد الممثلين (مروان محفوظ) الذي يملك الدكان الذي يستأجره والد سلمى في القرية، فيستهل الرسالة بعبارة “أيتها الآنسة، من بعد السلام ،قولي لبيِّك يدفع أجار الدكان”.
ويُختتم السكتش بالقول للوالد “إنت لا تفكِّر نحنا منفكِّر عنك… طنِّش طنِّش طنِّش”.
كم تشبه جولة الموفد الشخصي للرئيس الفرنسي جان إيف لودريان، وما نقله عنه الذين التقاهم، ما ورد في “اسكتش الرسائل الثلاث” في مسرحية “ناس من ورق”، فكل فريق قرأ الرسالة التي تناسبه، وبدا الرأي العام كالأب المخدوع الذي خاطبه الجميع بالقول “إنت لا تفكِّر نحنا منفكر عنك”، فهناك مَن قرأ في “رسالة لودريان” أن المبادرة الفرنسية مازالت قائمة (ثنائي حزب الله -أمل) وبالتالي ما زال رئيس تيار المردة سليمان فرنجية مطروحًا. وهناك مَن قرأ أن لودريان انطلق مما بعد فرنجية وأنّ النقاش حول مرحلة ما بعد ترشيح فرنجية، وهناك مَن قرأ أن هناك استطلاع أجواء حول “الخيار الثالث”، فأي رسالة من الرسائل الثلاثة هي الأقرب إلى الواقع؟
المنطق يقول إن الفرنسيين لو كانوا متمسكين بمبادرتهم لما كان الرئيس ماكرون أوفد لودريان، بل كانوا أعلنوا أنهم مستمرون في خيارهم بدعم ترشيح فرنجية، لكن بمجرد تعيين موفد شخصي للرئيس ماكرون، فهذا يعني أنهم يناقشون الخيار الثالث، هذا الاستنتاج يدحض كل مقولات أنّ لودريان جاء من أجل تثبيت المبادرة الفرنسية التي أرساها “باتريك دوريل” والتي لا تحمل سوى اسم سليمان فرنجيه، ولو أن هذه المبادرة ما زالت قائمة كما هي، لكان دوريل في بيروت بدل لودريان.
في هذه الحال، يتوقَّع ألّا يتم تحريك “أحجار الشطرنج الرئاسي” إلا بعد التوصل إلى اسم الخيار الثالث، عند هذه النقطة تنقلب أحجار الشطرنج الرئاسي من تلقاء نفسها ويقال: “كِش مرشَّح”.
مواضيع مماثلة للكاتب:
هل سقطت معادلة “الشعب والجيش و… إيران”؟ | راقبوا الميدان… الحرب في بدايتها | لبنان أمام عشرة أسابيع حاسمة |